سالم بن حميدة

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1882 - 1961م]

سالم بن حميدة [1882 - 1961م

سالم بن محمد بن حميدة من مواليد بلدة أكودة إحدى ضواحي مدينة سوسة كبرى المدن الساحلية التونسية سنة 1882. حفظ القرآن الكريم بمسقط رأسه ثم انتقل إلى العاصمة والتحق بالمدرسة العصفورية ثمّ انخرط في سلك طلبة جامع الزيتونة، وكان يتابع بالتوازي دروس الجمعية الخلدونية وخاصّة دروس البشير صفر في فلسفة التاريخ، ومنها رضع من لبان الفكر الاصلاحي الذي ناصره وآزره إلى آخر حياته. عيّنته الجمعية الخيرية سنة 1904 معلّما بمدرستها فباشر هذه الوظيفة إلى سنة 1907 ثمّ انتقل إلى مدينة سوسة ليواصل رسالته التربوية بمدرسة سوسة القرآنية ومنها تولى نيابة جمعية الأوقاف بسوسة سنة 1910، واستمرّ على هذه الوظيفة إلى أن تقاعد. عرف الشيخ سالم بن حميدة بوطنيته وبمناصرته لحركة الشباب التونسي التي أسّسها المناضل السياسي المحامي علي باش حانبة.

سخّر شعره لخدمة القضية الوطنية بإدانة الاستعمار الفرنسي وبيان ما يتعرّض له الشعب التونسي من إذلال وعسف تحت نفوذ السلطة الاستعمارية. نظم الأناشيد المدرسية التي تغنّى بها أطفال المدارس وتناولت أغراضا وطنية وتربويّة. كان للشيخ سالم بن حميدة في الحرب الطرابلسية التي اندلعت سنة 1912 غداة الاحتلال الايطالي للتراب الليبي، دور بارز في حثّ التونسيين خاصة والعرب والمسلمين عامة على معاضدة إخوانهم اللّيبيين والاسراع إلى نجدتهم.

ترأس الشيخ سالم بن حميدة حفل تكريم الطاهر الحدّاد المنعقد بكازينو البلفدير في يوم الجمعة 17 أكتوبر سنة 1930 ذلك الذي أقامه أنصار الحدّاد بمناسبة صدور كتابه "امرأتنا في الشريعة والمجتمع"، ردّا على معارضيه من أعضاء النظارة العلمية بجامع الزيتونة ومن دار في فلكهم من الشيوخ التقليديين والصحافيين المتزمّتين.

يعكس شعر الشيخ سالم بن حميدة ومقالاته شخصية انطوائية شديدة الانفعال، تختزن شعورا حادّا بالألم، كما يتضمّن شعره رؤية وجودية وتأملاّت فلسفية جعلت أصدقاءه يلقبونه ب "فيلسوف الساحل".أصدر سنة 1928 ديوان "الزّهريات" في 288 صفحة حققه بتحقيقه محمد الحبيب عباس وأصدرته الشركة التونسية للتوزيع سنة 1976. توفّي الشيخ سالم بن حميدة سنة 1961.