محمد الحبيب

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1903 - 1986م]

ولد محمّد بن أحمد الحبيب بتونس في 20 أوت 1903 وهو ينحدر من أصل تركي. زاول دراسته بجامع الزيتونة وانقطع عنها قبل التطويع لينخرط في سلك التعليم بالمدرسة القرآنية الأهلية، بإدارة الشيخ محمد مناشو. اشتغل محرّرا في الصحافة سنة 1920 وأصدر مجلة "البدر" سنة 1922 ثمّ تولى رئاسة تحرير "لسان الشعب". ألّف الكثير من الكتب المدرسية منها "لبّ التاريخ" و"درس النحو" و"دروس الفقه والتوحيد" و"قطع مختارة من الأدب العربي" كما نشرت له بعض القصص: "بسالة تركية" و"وطنية الأتراك". وفي أوّل جانفي 1930 انخرط في سلك الوظيفة بوزارة العدل حتى سنة 1947 وباشر في أثناء ذلك رئاسة ديوان مشيخة الإسلام وقلم الارشاد في القضايا الجارية بالمحاكم الشّرعية على مقتضى المذهب الحنفي. وفي سنة 1950 انخرط في سلك المحاماة لدى المحاكم التّونسية ودائرة النّقض والابرام. دخل مجال التّمثيل سنة 1921 مصحّحا للانتاج باللغة العربيّة ونصيرا لجمعية "الآداب".

وفي موسم 1923 أصبح مساعد مخرج في "التمثيل العربي" وفي أكتوبر 1925 تولّي رئاسة "هواة الفنّ" ثمّ عيّن كاتبا عاما "للمستقبل التمثيلي" سنة 1927 فمديرا فنيا لجمعية "السعادة" سنة 1930 ثمّ تولّى الخطّة نفسها في "التمثيل العربي" سنة 1935 ثمّ عيّن مراقبا عامّا للاتحاد المسرحي عند تأسيسه سنة 1936. وفي غضون سنة 1938 أي بعد إنشاء الاتحاد المسرحي بسنتين أسّس جمعية "الكوكب التمثيلي" التي كان شعارها الفنّ فوق كلّ اعتبار. وظهرت جمعيّة الكوكب في الفترة التي خسر المسرح التونسي فيها من رواده كل مثقّف ومضت سنوات لم ينجب ممثلا جديدا أو ممثلة، كما خمدت حركة التأليف والترجمة وانحطّ الذوق إلى حدّ التهريج فكابدت تلك الجمعية وتكبدت تضحيات جساما واعترف لها الجميع بالجهود الجبارة التي بذلتها. وتعاطى محمد الحبيب النقد المسرحي وله سوانح عن التمثيل في تونس نشرت "بالنهضة" من 19 ماي إلى 29 جويلية 1932 وهي تعدّ من أهمّ المراجع التي يمكن للباحث في تاريخ المسرح التونسي أن يعود إليها.ويعدّ محمّد الحبيب من كبار المؤلّفين المسرحيّين التّونسيين وأغزرهم إنتاجا. ومن مسرحياته نذكر "روي بلاس" (ترجمة صالح رضا الأحمر ومحمد الحبيب) و"الأحدب" (ترجمة البشير المتهنّي ومحمّد الحبيب) و"السفاح" (ترجمة المذكورين) و"الواثق بالله الحفصي" و"فتح فارس" و"الرشيد والبرامكة" و"أمير سجلماسة" و"طارق بن زياد" وغيرها... وقد قدمت له فرقة مدينة تونس منذ بضع سنوات مسرحية "أخلاق العصر" أو "جيل اليوم" التي كان قد اقتبسها سنة 1929 عن "العصفور في القفص" لمحمد تيمور. وقام محمّد الحبيب بدور كبير في الرّفع من مستوى الأغنية التّونسية وحمايتها من المسخ والتّشويه وذلك بانضمامه إلى المعهد الرشيدي منذ تأسيسه في أواخر 1934. وتولّى أيضا تدريس تاريخ المسرح والموسيقى بالمعهد القومي للموسيقى والتّمثيل والرّقص.