وظائف الجيش الروماني في ولاية إفريقيا البروقنصلية

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[27ق.م - 235م]

أنشأ الرومان عدّة مستوطنات في بلاد المغرب بعد ضمّهم لأراضي قرطاج البونيّة سنة 146ق.م (ولاية إفريقيا) ولأراضي المملكة النوميديّة سنة 46 ق.م (ولاية إفريقيا الجديدة) وحرص مؤسس الإمبراطوريّة الرومانيّة (أوغسطوس 27ق.م-14م Augusts)على إحداث منعرج حاسم في التوسع العسكري داخل البلاد وذلك بشق الطرقات الاستراتيجيّة وإخضاع القبائل ومصادرة أراضيها وإنجاز عمليات المسح العقاري وإرساءالجباية وتعزيز الاستيطان. واعتمد الاحتلال الروماني في كل ذلك على القوّة العسكريّة، كما أمر أوغسطوس بتجديد الهيكلة الإدارية والعسكريّة فوحّد الولايتين الإفريقيتين سنة 27 ق.م. ضمن ولاية شاسعة تمتدّ على كامل البلاد التونسيّة حاليّا وعلى منطقتين مجاورتين هما طرابلس (في البلاد الليبيّة حاليا) وشرق الجزائر (جهة عنّابة وقسنطينة وجهة تبسّة ولمباز). يحكم الولاية الموحّدة وال رفيع المستوى يحمل لقب بروقنصل يعيّنه مجلس الشيوخ الروماني. ويقيم البروقنصل بقرطاج التي أعيد تشييدها في ثوب مستوطنة رومانيّة منذ 40 ق.م.، ويجمع الوالي في البداية بين السلطتين المدنية والعسكريّة باعتباره حاكما لإفريقيا البروقنصلية وقائدا أعلى لحمايتها المتكونة أساسا من الفيلق الثالث الأوغوسطسي.

تواصل التوسّع الروماني فيما بعد داخل بلاد المغرب ولكن بصعوبة فائقة نظرا إلى شدّة المقاومة الإفريقيّة. وشمل هذا التوسع المناطق الغربية حيث أحدثت على أنقاض المملكة الموريطانية سنة 44م ولايتان رومانيتان جديدتان: موريطانيا القيصرية (عاصمتها (Caesarea) شرشال حاليا) في الشمال الغربي للجزائر وموريطانيا الطنجية (عاصمتها (Tingi) طنجة حاليا) في شمال المغرب الأقصى. وتوجد داخل كل من الولايتين الجديدتين حامية رومانية متكونة من وحدات للجنود المساعدين تعدّ ستّة آلاف مقاتل تقريبا. وهنا يجمع الوالي بين السلطتين العسكرية والمدنية.

بلغ الاحتلال الروماني أوجه بعد قرنين من التوسع وتمكن الجيش من بسط نفوذه على ما يناهز نصف الأراضي المكونة لبلاد المغرب شمال الصحراء، واكتملت في بداية القرن الثالث عملية تشييد المنشآت العسكرية وتنظيم منطقة الليماس الحدودية (limes) حيث يرابط باستمرار معظم الجيش الروماني المكلف بحماية الولايات من ضغط القبائل الافريقيّة المعتصمة بالأصقاع النائية في الجبال والصحراء.

تركيبة الجيش الروماني في ولاية إفريقيا البروقنصلية[عدّل]

يعتبر المؤرخون أن العصر الذهبي للإمبراطوريّة الرومانيّة وللولايات الإفريقيّة بالذات يوافق القرن الثاني م. الذي شهد السلم والاستقرار النسبي (Pax romana). من ذلك أن الحضور العسكري في إفريقيا البروقنصلية كان محدودا من ناحية العدد إذ تألّفت الحامية الرومانية من فيلق وحيد هو الفيلق الثالث الأوغسطسي ومن بعض الوحدات المساعدة بحيث لا يتجاوز العدد الجملي للجنود اثني عشر ألفا في الحالات العادية.

  • الفيلق الثالث الأوغوسطسي (Legio Tertia Augusta) يعدّ الفيلق حوالي خمسة آلاف مقاتل كلهم من المواطنين الرومان يتوزعون على عشر كتائب من المشاة أساسا (لا يتجاوز عدد الخيالة مائة وعشرين مقاتلا). أما القيادة العليا للفيلق فكانت في بداية الأمر من مهام البروقنصل حتى بعد انتقال الجيش من قرطاج إلى حيدرة في آخر عهد أوغسطوس. وفي سنة 39م تحولت قيادة الجيش إلى سلطة مستقلة يمارسها ضابط من أعلى رتبة يحمل لقب ليغاتوس (Legatus) يعيّنه الامبراطور مباشرة، ويساعد الليغاتوس ضابط برتبة تريبونوس (Tribunus) أو بريفكتوس (Praefectus) (وضباط صف برتبة سنتوريو (Centurio).
  • الوحدات المساعدة (Unités auxiliaires) تتكون القوّة المساعدة غالبا من مقاتلين لم يحصلوا بعد على حق المواطنة الرومانية، وهم جنود محترفون من الأهالي الأفارقة أو من أصيلي الولايات الرومانية الأخرى. أما الضباط الذين يضطلعون بالقيادة والتأطير فهم طبعا من المواطنين الرومان.

تتألّف الوحدات المساعدة في ولاية إفريقيا البروقنصلية من كتائب للمشاة ومن أجنحة للخيالة وتعدّ الكتيبة مثل الجناح حوالي خمسمائة مقاتل ما عدا الكتيبة الأولى والجناح الأول اللذين يعدّان ضعف ذلك. ويبلغ العدد الجملي للجنود المساعدين بالولاية ما بين 5000 و7000 مقاتل.

  • القواعد العسكريّة والمناطق الحدوديّة في البروقنصلية

استقر الفيلق الثالث الأوغوسطسي في البداية بالعاصمة قرطاج ولكنه انتقل لاحقا إلى قواعد عسكريّة داخل الولاية مواكبة لمراحل التوسع التدريجي نحو أهم منطقة إستراتيجية وهي المنطقة الواقعة بين جبال أوراس وشط الحضفة. فكانت حيدرة (Ammaedara) أولى القواعد العسكرية التي انتقل إليها الفيلق وكان ذلك في أوائل عهد أوغسطوس (6 - 14م)، ثمّ في سنة 75م انتقل إلى تبسة وأصبحت حيدرة مستوطنة للجنود المتقاعدين، وأخيرا استقر الفيلق الثالث نهائيا في لمباز (Lambaesis) حيث شيّد أهم القواعد العسكريّة الرومانية بالولايات الافريقية كما أنشأ الجيش الروماني على طول الجبهة الداخلية ضدّ القبائل منطقة حدودية ذات صبغة عسكرية تسمى ليماس (limes). تمتد هذه المنطقة التي تحتوي على الخطوط الأمامية المحصّنة على طول 600 كيلومتر من بونجم (Gholea) في صحراء طرابلس إلى لمباز غربا ويبلغ معدل عمقها خمسين كيلومترا تقريبا. شيّد الجيش داخل منطقة الليماس عدّة حصون وأبراج وخنادق وغيرها من المنشآت العسكرية في عدد كثير من النقاط الاستراتيجيّة التي تحرس الممرات ونقاط الماء. وأنشأ الفيلق الثالث الأوغوسطسي شبكة مهمّة من الطرق الاستراتيجيّة منذ بداية القرن الأول ميلادي كما تدلّ على ذلك عدّة علامات ميلية تحمل نقائش لاتينيّة. ومن أهّم هذه الطرق التي شيّدها الجيش الروماني نذكر تلك التي كانت تربط بين قرطاج وحيدرة التي انتقل إليها الفيلق. كما مُدّت لاحقا هذه الطريق الاستراتيجيّة إلى قفصة وقابس. وعند انتقال الجيش إلى تبسة ومنها إلى لمباز شرع الفيلق الثالث في تشييد طريق إمبراطورية تربط بين قرطاج وتبسة ثم لمباز مرورا بدقة وحيدرة، ومن قفصة وقابس تمتدّ شبكة ليماس طرابلس التي تتّجه جنوبا نحو بونجم عبر جبال مطماطة.

أهمّ وظائف الجيش الروماني في الولاية البروقنصلية[عدّل]

علاوة على مهمته الحربيّة وهي حماية الولاية من غزوات القبائل المرابطة خارج الليماس كانت للجيش الروماني وظائف أخرى لا تقل أهمية وتشمل ميادين مختلفة:

الوظيفة الأمنية[عدّل]

ينبغي التذكير أوّلا بأنه لا وجود في الولايات الإفريقيّة لقوّة متخصّصة في حفظ الأمن لا من نوع الشرطة ولا من نوع الحرس الترابي، لذلك نرى الجيش يجمع بين الوظيفة الدفاعية والوظيفة الأمنية. ففي العاصمة قرطاج توجد باستمرار الكتيبة الحضريّة الأولى (Première cohorte urbaine) إلى جانب كتيبة أخرى تابعة للفيلق الثالث الأوغوسطسي، وتضطلع هاتان الكتيبتان (1000جندي) بحراسة البروقنصل وتسهر على تنفيذ أوامره في سائر أرجاء الولاية. أما في المستوى المحلي للمدن فإن الزعماء المنتخبين هم الذين يضطلعون بالمهمة الأمنية مستعينين في ذلك بميليشيا من المتطوعين الشبان تسمى جوفنتس (Juventus). مع العلم أن الولاية البروقنصلية كانت تعدّ ما لا يقل عن 200 مدينة.

الوظيفة الاقتصاديّة والتنموية[عدّل]

تؤدّي المصالح الفنية المتخصصة التابعة للجيش الروماني خدمات متنوّعة تسهم في الاستغلال المحكم لموارد الولاية وفي تنمية نشاطها الاقتصادي. نذكر من تلك الخدمات:

  • عمليات الاحصاء العقاري الشامل (Centuriations).
  • الاسهام في تخطيط المستوطنات وتشييدها خاصّة منها مستوطنات الجنود المتقاعدين (مثل حيدرة وتيمڤاد بالجزائر).
  • المشاركة الفنية والتقنية في برامج المدن الرامية إلى التزوّد بمياه العيون. والمعروف أن أغلب المدن الإفريقية بما فيها الصغيرة الحجم كانت تنفق من أجل جلب المياه ولا تتردد في تشييد القنوات والحنايا على مسافات طويلة (130 كيلومتر بالنسبة إلى قناة قرطاج التي كانت تجلب مياه زيكوا (Ziqua) زغوان.
  • فتح الطرق الاستراتيجيّة وتهيئتها حتى تصبح صالحة لسير العربات المجرورة، فقد بلّطت طريق قرطاج - تبسة التي دُشّنت سنة 123م. وشيّدت عدّة قناطر فوق الأودية مثل تلك التي أقامها الفيلق سنة 112م. فوق وادي بقردة (مجردة Bagrada) بالقرب من مدينة شمتو (Simitthus) كما أنجزت الطريق الرابطة عبر البحر بين مينانكس (Meninx) في جربة وزيتا (Zitha) في جرجيس.

وتعدّ شبكة الطرقات بلا شك أهم البصمات التي تركها العهد الروماني في الأرض الافريقيّة إلى جانب شبكة المسح العقاري وآثار المدن التي درست.

دور الجيش في الرومنة الثقافية والقانونية[عدّل]

منذ عهد أوغسطوس أصبح الجيش الروماني جيشا محترفا وقارا، وفي العصر الذهبي للإمبراطورية أصبح هذا الجيش يتألف من حوالي ثلاثين فيلقا بالإضافة إلى عدّة وحدات مساعدة. أما الخدمة العسكريّة فتدوم 20 سنة بالنسبة إلى المواطنين الرومان (جنود الفيلق) و25 سنة للجنود المساعدين وهم مقاتلون محترفون من الأهالي أصيلي الولايات. كان للجيش الروماني دور أساس في الرومنة الثقافية والقانونية خاصّة بالنسبة إلى الفئات الفقيرة من أهالي إفريقيا البروقنصلية، ذلك أن الخدمة العسكرية ضمن القوّة المساعدة تمنح الارتقاء القانوني للجندي الذي يبلغ سن التقاعد أي أنّه يحصل بعد 25 سنة من الجندية على حق المواطنة الرومانية. والمعروف أن أغلب الجنود المتقاعدين يتحولون إلى مستوطنين تمنحهم السلطة فرصة الاستقرار والزواج الشرعي على أرض فلاحية في المناطق القريبة من الليماس. فالخدمة العسكريّة تجعل من الجيش مدرسة لتأهيل الجندي الإفريقي ودفعه إلى الانخراط في الرومنة الثقافية والايديولوجيّة والمقصود بها أسلوب العيش وإتقان اللغة اللاتينية واعتناق الديانات الرسمية مثل عبادة الأباطرة الصالحين.

الجيش الروماني في الولايات الإفريقيّة يتحول إلى "جيش إفريقي"[عدّل]

أنجز المؤرخ الايطالي جيوفاني فورني (Giovanni Forni) إحصائيات تعتمد قوائم اسمية للجنود وردت في النّقائش التي عثر عليها في لمباز. وتبرز هذه الاحصائيات التطور الملحوظ في التركيبة العرقية لجيش الولايات الإفريقية وحدث هذا التطور في القرن الثاني.

لاحظ المؤرخ الإيطالي أن العدد الأوفر من الجنود جلبوا في البداية من إيطاليا أو من الولايات الأوروبية ثم في مرحلة ثانية من الولايات الشرقية. ويمكن أن نذكر على سبيل المثال كتائب السوريين (حمص وحماة) من أصحاب الخبرة في حرب الصحراء (رماة الأنبال المحمولين على الابل). أما في القرن الثاني م فالوضع يختلف تماما بالنسبة إلى تركيبة جيش إفريقيا، ذلك أن نسبة الجنود الأفارقة تبلغ 93% من مجموع الحامية الرومانية المستقرّة.

ويبدو أن هؤلاء الجنود قدموا في معظمهم من المدن الإفريقية القريبة من المنطقة الحدوديّة، خاصّة من تلك المدن التي كانت في الأصل مستوطنات للجنود المتقاعدين (Colonies de vétérans).

أما في آخر القرن الثاني م فيمكن القول إنّ الجيش الروماني في الولايات الافريقية أصبح "جيشا إفريقيّا" أي أن أغلبية الجنود والضباط كانوا من أصل إفريقي (أهالي مرومنون أو رومان مستقرون في الولايات الافريقيّة منذ عدّة أجيال).

صعود الضباط الأفارقة إلى السلطة في روما عاصمة الإمبراطوريّة[عدّل]

لقد تحقّق في القرن الثاني م انخراط ملحوظ لأعيان المدن الإفريقيّة في الرومنة الثقافية والقانونية إذ فتحت أمام الأهالي الأفارقة بما فيهم الفقراء أبواب الارتقاء إلى حق المواطنة الرومانية. ثم فتحت أمام أبناء الأغنياء منهم أبواب الارتقاء الاجتماعي وألْحق الكثير منهم بأصناف النبلاء (فرسان ثم شيوخ). ونتج عن هذا الارتقاء الاجتماعي قدرٌ أوفر من المشاركة في تأطير الجيش الروماني فكثر عدد الضباط الأفارقة لا في جيش الولايات الافريقية فحسب بل على مستوى الامبراطوريّة وفي حامية روما بالذات بما فيها الحرس الامبراطوري. ونورد على سبيل الذكر أسماء ثلاثة من أبرز الضباط الأفارقة الذين أدّوا دورا مصيريا في حياة الامبراطوريّة الرومانية:

  • أنيقيوس فوستوس (Anicius Faustus) الذي كان قائدا أعلى (Legatus) للفيلق الثالث الأوغوسطسي ثمّ عينه صديقه الإمبراطور سبتيميوس سيويروس على رأس ولاية جديدة اقتطعت من البروقنصلية تسمّى نوميديا العسكريّة وعاصمتها لمباز. حافظ هذا الضابط الوالي على مركزه مدّة أربع سنوات وذكرت عدّة نقائش الانجازات التي أشرف عليها في كامل أجزاء الليماس بالولايات الإفريقيّة.

ويبدو أن أنيقيوس فوستوس كان من أصيلي منطقة مكثر (Mactaris).

  • كلوديوس ألبينوس (Clodius Albinus) الذي عُيّنَ قائدًا أعلى لحامية الولاية البريطانيّة في بريطانيا العظمى اضطلع بدور حاسم في بلوغ الأفارقة دفّة الحكم في روما بتحالفه مع مؤسّس السلالة الحاكمة الإفريقيّة سبتيميوس سيويروس الذي منحه لقب "قيصر" سنة 193م. قبل أن يتخلص منه على نحو عنيف، وكان كلوديوس ألبينوس من أصيلي مدينة هدروميتوم (Hadrumetum) سوسة.
  • سبتيميوس سيويروس (Septimius Severus) وهو أصيل مدينة لبده (Leptis Magna) في طرابلس، ينحدر هذا الضابط من أسرة فينيقية الأصل من ناحية الأب (Septimii) وإيطالية الأصل من جانب الأم (Fulvii).

عُيّن قائدا أعلى للفيلق الروماني المرابط بقاعدة كرنونتوم (Carnuntum) في البلاد المجرية حاليا، أي في ذلك التّاريخ على الجبهة الرئيسة المكلفة بحراسة الدانوب (Danube). وفي سنة 193م انتصر سبتيميوس سيويروس على منافسيه من أجل خلافة آخر (Antoninii) ودخل روما منتصرا فنصّبه مجلس الشيوخ الروماني امبراطورا جديدا. فحكم سبتيميوس سيويروس مدّة طويلة (193 - 211م) وأسّس سلالة إمبراطورية من أصل إفريقي احتفظت بعرش روما إلى سنة 235م.

خاتمة[عدّل]

ثلاث نتائج يمكن الاحتفاظ بها في خلاصةهذا العرض:

1 - كان الجيش الروماني أداة حاسمة في سياسة الاحتلال فأسهم بقوة في إخضاع المدن والقبائل وفي إرساء الجباية وجمع التموين الغذائي لروما وفي مصادرة الأراضي وإنشاء المستوطنات الرومانية ذات الصبغة العسكريّة.

2 - تحول الجيش الروماني في القرن الثاني إلى أداة لتنمية الموارد الاقتصاديّة واستغلالها على نحو محكم (فتح الطرق، تعمير مناطق السهوب والمناطق القاحلة، استغلال الموارد المائية وغيرها...).

ولا يفوتنا هنا أن نذكّر بأنّ الازدهار الاقتصادي في الولايات الافريقيّة كان قبل كل شيء لصالح روما ولصالح أعيان المدن الإفريقية التي قدّمت خير سند لسياسة الرومنة.

3 - اغتصب الجيش الروماني الأرض الافريقيّة التي قدم إليها غازيا محتلا لكنه تحول مع مرّ القرون إلى مدرسة للرومنة الثقافية والقانونية. ولا شكّ في أن هذا الجيش وفّر للضباط الأفارقة فرص الارتقاء في سلم المسؤوليات العسكرية والادارية على مستوى الامبراطوريّة إلى أن صعدوا في آخر القرن الثاني - وهو قرن الرومنة - إلى أعلى هرم السلطة في روما بالذات.