حيدرة

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

(Ammaedara = Al Medara)

الموقع الاثري لمدينة حيدرة

تقع مدينة حيدرة على الطريق الرابطة بين القلعة الخصبة المعروفة قديما بقلعة الديك وتبسة في الجزائر. أقام بها البيزنطيون قلعة دفاعية تعرف باسم المدينة العتيقة (Ammaedera) المحرف أو المعرّب بحيدرة. وهذه القلعة من إنشاء الامبراطور جوستينيان (Justinien)، وكانت ترابط بها حامية معتبرة اضطرت إلى التخلي عنها في أواخر ق1هـ/7م.

ويرجّح إقامة حامية من الجند العربي الاسلامي في قلعة حيدرة، وإن لم تكن على الطريق الرئيسة الرابطة بين القيروان والزّاب. ولم تسترجع دورها الاستراتيجي إلاّ في ق4هـ/10م. ففي سنة 908م وأثناء محاولة الداعي الشيعي أبي عبد الله اختراق الجبهة في الدفاعية الأغلبية في اتجاه القيروان توجه بجيشه من باغاية إلى تبسّة، ومنها عسكر في حيدرة قبل أن يواصل مسيره إلى القصرين. وكانت آنذاك قد تطوّر اسمها من (Ammaedera) إلى ميدرة. وفي قلعتها أقام اللاّجؤون إليها من قصر الإفريقي ومجّانة وبرماجنة وغيرهم. وقد ذكر القاضي النعمان في كتابه افتتاح الدعوة أنّهم طلبوا الأمان من الدّاعي فأجابهم إليه. وتذكر المصادر الأخرى أنّ الداعي أمر بالتنكيل بهم ونهب مدينتهم. وفي زمن لاحق أصبحت ميدرة تسمّى حيدرة، بتحريف بسيط، وبدأت القلعة تفقد دورها وتهجر لعدم وجود أراض فلاحية خصبة ظهرانيها تساعد على الاستقرار بها وتعميرها.

ولنا وصف لآثار حيدرة كما شاهدها الرحالة الألماني بوكلير موسكاو، في رحلته سنة 1835م، فقد وصف قوس النصر وعدّة أضرحة أحدها ذو دهليز، والقلعة ببابها على الوادي، والجسر الذي كان عليه، والأسوار، والأنهج المبلطة، وقطعا متراكمة من الرخام والأحجار الصقيلة، ومباني فخمة منهارة. ولم تنبعث حيدرة من جديد إلاّ في العهد العثماني بدءا بترميم قلعتها. ومازالت إلى اليوم جدران هذه القلعة قائمة، بجوار وادي حيدرة، بآثار أبراجها العشرة المربعة، باستثناء واحد فقط مستدير، إلى جانب آثار أخرى، منها ما هو بارز منذ القديم ومنها المقبرة العتيقة التي اكتشفت عند الشروع في بناء مركز البريد في أواخر السبعينات من القرن العشرين، وقد أصبحت آهلة بسكان الجهة.

ببليوغرافيا[عدّل]

  • بالضيافي رمزي، الطريق إلى قرطاج- تبسةومحطاتها في العصرالوسيط الإسلامي:دراسة تاريخية وأثرية، بحث لنيل شهادة الدراسات المعمقة، كلية الآداب، جامعة منوبة، السنة الجامعية2003-2004.
  • Beschaouch Ezzeddine,Comment Ammaedara est devenue Haidra, Orbis Romanus christanusque.Travaux sur l’antiquité tardive rassemblés autour des recherches de Nöel Duval,Paris,1995,pp43-54