محمد علي العنابي

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1906 - 1962م]

تنتمي عائلة محمد علي العنابي إلى بلدة راس الجبل بشمال البلاد التونسية. استوطنت عائلته هذه البلدة منذ ما يقرب من المائة والخمسين عاما. وقد ذكر أحد أفراد هذه العائلة المؤرخ أحمد بن أبي الضياف في الاتحاف. وهو الشيخ محمد العنابي قاضي رأس الجبل سنة 1846م عند كلامه على دولة المشير الأول أحمد باي، ذاكرا أن الشيخ المذكور توجه إلى مقرّ السفارة البريطانيّة طالبا الأمان فارّا من صالح شيبوب أمير لواء عسكر غار الملح. أمّا والده فهو البشير العنابي من مواليد رأس الجبل وبها زاول دراسته الابتدائية ثم انتقل منها لمواصلة دراسته بالمدرسة الصادقيّة. وكان من الموظفين الأكفياء. أمّا ولده محمد علي العنابي فقد ولد يوم 15 فيفري سنة 1906 بمدينة بنزرت. ولكنّه انتقل إلى تونس ودرس بالمدرسة الصادقية التي أسّسها الوزير خير الدين سنة 1875. ومنها انتقل إلى معهد كارنو. ثم توجه إلى فرنسا لاتمام دراسته. وهناك واصل دراسته بكلية الاداب ومكتب المناجم و"البوليتكنيك". ويذكر عن محمد علي العنابي أنه حلّل في هذه المدرسة نظريّة حسابية بطريقة لم يسبق إليها. وبعد تخرّجه في "البوليتكنيك" التحق بالمدرسة العمومية للمناجم (Ecole Nationale des Mines) في باريس. وحصل على شهادتها بعد مرور سنتين فحسب. ثم انتقل إلى المدرسة المركزية (Ecole Centrale). ثم دخل الصربون. فأحرز "الليسانس" في الاداب. ثم انخرط في كلية العلوم الحسابيّة بباريس. ونجح في الاجازة أيضا. وطلب منه أن يحاضر بكلية الصربون.فألقى محاضرات في الفلسفة والعلوم حتى اقترحت عليه إدارة الكلية إذاك أن يلتحق بها أستاذا شريطة أن يغير جنسيته. فرفض محمد علي العنابي أن يتنازل عن جنسيته التونسية.وآثر العودة إلى تونس. وفي بلاده سمي مهندسا بإدارة الأشغال العامة. وهو أول مهندس تونسي تسند إليه هذا الوظيفة. وكلف بالاشراف على الفنون والصّناعات التقليدية وهو خرّيج "البوليتكنيك". ثم انتقل إلى خطة مستشار فنّي في مصلحة البلدية. وإثر حوادث هيروشيما اهتم بالبحث في ميدان الطاقة الذرية والطاقة الشمسية ونشر عدّة بحوث في الصحافة العالميّة. وكان آخر بروزه على السّاحة الدولية في أكتوبر 1961 حين حضر مؤتمر الوكالة العالميّة للطاقة الذريّة بفينا وانتخب نائبا لرئيس الوكالة لمدّة عامين.ومن نشاطه الجمعيّاتي ترأس جمعيّة المهندسين الاختصاصيين التونسيين التي كانت موجودة بنهج القصبة، كما ترأس جمعية قدماء المدرسة الصادقية التي أسّسها علي باش حانبة سنة 1905 من سنة 1934 إلى سنة 1954. وكانت الهيئة وقتئذ تتكوّن من الهاشمي السبعي ومحمد بالحسين وموسى بن شعبان والشريف الهنتاتي وحمودة فارح ومحمد عبد الوهاب وحمّودة بوسن والطاهر الأخضر والعربي المهيري والهادي خفشه وأحمد القصاب. وقد ساعدته رئاسة جمعية قدماء المدرسة الصادقية على إعانة الطلبة التونسيين الذين يزاولون دراستهم العليا بأوربا.وقد كانت تقوم بهذا العمل جمعية أحباء الطلبة، كما سمي كاهية رئيس النادي الافريقي الذي كان مقره بنهج بوخريص بتونس.

دراساته[عدّل]

دراسات محمد علي العنابي كثيرة نذكر منها:

  • تهيئة مدارس طلبة جامع الزيتونة
  • مشروع حي جامعي في الملاسين
  • تقرير حول أمطار مارث
  • مشروع تنظيم التعليم المهني
  • مشروع تجديد الصناعات التقليدية ومن محاضراته في جمعية قدماء الصادقية "الحضارة الاسلامية من منظور السيد لويس بارتران (louis Bertrand)".

وفي يوم 3 أفريل 1962 توفي محمد علي العنابي. وشيع جثمانه من مقر سكناه بباردو إلى مقبرة الزلاج.