البشير الدنڨزلي

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1869-1934م]

نسبه ونشأته[عدّل]

ولد البشير الدنڨزلي بمدينة تونس يوم 12 فيفري سنة 1869 وهو ينتمي إلى عائلة معروفة في الأوساط العلمية والسياسيّة. فأبوه محمد الدنڨزلي قد انخرط في سلك الجيش التونسي وتدرّج في الرتب العسكريّة إلى أن بلغ رتبة قائم مقام (عقيد) . أمّا جدّه فهو الشيخ مصطفى الدنڨزلي خطيب جامع القصبة المنحدر من سلالة الجيش العثماني الذي قدم إلى تونس في فترة الغزو العثماني. وأصل هذه العائلة من منطقة "قارادونيز" الواقعة على سواحل البحر الأسود. وأمّا والدته فهي حلّومة غيلب أخت الصادق غيلب شيخ المدينة ورئيس المجلس البلدي في حاضرة تونس. لمّا بلغ سنّ الدراسة التحق صحبة شقيقه مصطفى بالمدرسة الصّادقيّة التي أسّسها خير الدّين سنة 1875.

وقد زاول في هذا المعهد دراسته الابتدائيّة والثانوية وإثر تخرّجه فيها ضمن الفوج الأوّل من الصّادقيين توجّه إلى الجزائر واختار شعبة الطبّ ثمّ انتقل إلى فرنسا، فكان أوّل طالب تونسي يدرس الطبّ بها وقد أحرز شهادة الدكتوراه في الطبّ من كليّة الطب ببوردو بعد أن قدّم أطروحة عن مرض الجدري بتونس يوم 12 ماي سنة 1897، وتعتبر هذه الأطروحة أوّل أطروحة في الطبّ قدّمها طالب تونسي في جامعة أوروبيّة.

نشاطه في الميدان الطبّي[عدّل]

وقبل حصوله على الدكتوراه باشر البشير الدنڨزلي مهنة الطب بتونس في خطة طبيب معاون من سنة 1893 إلى سنة 1896 وكان في تلك الفترة الطبيب التونسي الوحيد من مجموع الأطباء الأجانب. وإثر عودته من فرنسا سنة 1897 عيّن طبيبا تابعا لبلديّة مدينة تونس صحبة ثلاثة أطباء أجانب، كما عيّن طبيبا بالمدرسة الصّادقيّة وباردو والرابطة وغار الملح. أمّا عيادته الخاصّة فقد كانت تقع في حيّ الحلفاوين بمدينة تونس وكانت تعرف باسم "مستشفى دنڤزلي". ومن نشاطه وأعماله الخيريّة بها أنّه كان يعالج الفقراء والمساكين كلّ يوم جمعة مجانا. وعلاوة على ذلك، أسهم البشير الدنڨزلي في إنجاز مشروع صحّي هو عبارة عن مأوى خيري أسّسه المقيم العامّ ألابوتيت (1907-1918م) سنة 1910 وعهد بإدارته إلى زوجته الأولى الفرنسيّة آليس ابنة الطبيب نيكولا أنيار (Nicolas Agnard) الطبيب الجراح بمستشفيات مونبوليي بفرنسا. وتقع المصحّة التابعة لهذا المشروع في نهج باب منارة بالعاصمة. وكان البشير الدنڨزلي أيضا عضوا مراسلا للأكاديمية الفرنسية بباريس، وعضوا في الجمعيّة التونسيّة للعلوم الطبيعيّة، وأوّل المنخرطين فيها بوصفه أوّل طبيب تونسي واشتهر البشير الدنڨزلي أيضا بحملاته الصحيّة في مدارس سكنى الطلبة الزيتونيين والكتاتيب.

رحلاته[عدّل]

كلّف البشير الدنڨزلي بعدّة مهامّ رسميّة خارج البلاد بطلب من الحكومة التونسيّة منها بعثته إلى المملكة المغربيّة سنة 1906 للقيام بحملة تحسيسيّة قصد إدخال التلقيح في عادات البلاد. وقد استطاع في فترة إقامته بالمغرب إنشاء مستوصف خيري بمدينة مكناس، تولّى إدارته بنفسه بين سنتي 1907 و1910، غير أنّ هذا المشروع لم يقبل عليه المغاربة وتعرّض صاحبه لمحاولة اغتيال أولى عند مروره بالطريق الرابطة بين فاس ومكناس في شهر مارس 1906 نجا منها، لكنّه جرح في كتفه وجدّت المحاولة الثانية يوم 27 فيفري سنة 1907 عند خروج البشير الدنڨزلي من المستشفى. وهو ما جعله يعود إلى البلاد التونسيّة في شهر أكتوبر 1909 إثر غلق مستوصف مكناس. وفي يوم الأربعاء 15 ذي القعدة سنة 1334 الموافق ل13 سبتمبر 1916 قصد البشير الدنڨزلي البقاع المقدّسة. وقد تحدّث عن هذه الرحلة في محاضرة ألقاها بمعهد قرطاج طبعت فيما بعد باللّغة الفرنسيّة سنة 1917 بتونس، كما تحدّث عنها أيضا بإطناب المؤرّخ محمّد بن الخوجة في الرزنامة التونسية لسنة 1917.

أبحاثه العلميّة[عدّل]

إلى جانب العمل الطبّي اليومي انكبّ البشير الدنڨزلي على البحث العلمي، فزيادة على التجارب التي كان يقوم بها في الميدان الطبّي اعتنى بالتنقيب عمّا كتبه قدماء الأطبّاء العرب. وقد اكتشف دواء للبول السكري في دراسته لآراء ابن سينا في هذا الموضوع. ولهذا الغرض سافر إلى فرنسا لتقديم هذا الدواء إلى فطاحل علماء الطب هناك. ومن هذه الأبحاث العلميّة بحثه بالفرنسيّة الذي عنوانه "نظريّة ابن سينا حول السلّ الرئوي ومعالجته".

آثاره[عدّل]

تنقسم آثار البشير الدنڨزلي إلى مؤلّفات مطبوعة وأخرى مخطوطة أو مفقودة. فإلى جانب مقالاته المنشورة في الصحف اليوميّة كصحيفة «La Dépêche tunisienne» نشرت له المؤلّفات التالية:

  • كتاب حول مرض الجدري بتونس، طبع سنة 1897 في مدينة بوردو بفرنسا.
  • كتاب بعنوان: الحجّ إلى بيت اللّه الحرام، بالفرنسيّة طبع بتونس سنة 1917 وهو يتضمّن نص المحاضرة الّتي ألقاها إثر رجوعه من البقاع المقدّسة على منبر معهد قرطاج.
  • كتاب بعنوان: نظريّة ابن سينا حول السلّ الرئوي ومعالجته، بالفرنسية طبع سنة 1922.
  • كتاب بعنوان: دليل الطبيب الفرنسي بالبلاد التونسيّة طبع سنة 1929 بالمطبعة الرسميّة بتونس. وهو دليل يحتوي على 203 صفحة، محرّر باللّغة التونسيّة الدّارجة ومكتوب بالحروف اللاّتينيّة ليهتدي به الطبيب الفرنسي عند معالجته للمرضى التونسيين.
  • كتاب بعنوان: منافع ومستحضرات معامل شاتلان الفرنسيّة، وهو كتاب باللّغة العربيّة طبع سنة 1930 بتونس يذكر فيه مؤلفه أنواعا من الأمراض وكيفيّة علاجها بالأدوية المتداولة في ذلك التاريخ.
  • الحشيش والشيرة وتأثيرهما على المدارك العقليّة.
  • الحشيش والاجرام عند الأهالي.
  • التربية الصحيّة عند الطفل.
  • حفظ الصحة والاسلام.
  • التشريح في نظر الدّين الاسلامي: وهو عبارة عن استشارة شرعيّة حول هذا الموضوع، أعدّها سنة 1898.
  • الأطباء التونسيون في العهد الحفصي (مخطوط).

توفّي البشير الدنڨزلي بمدينة باريس يوم 3 سبتمبر سنة 1934 ونقل جثمانه في 12 سبتمبر 1934 إلى مدينة تونس حيث دفن في ذلك اليوم نفسه بمقبرة الزلاّج.