الصادق غيلب

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1840 - 1912م]

ولد الصادق غيلب سنة 1840 من عائلة تونسية اشتهرت بالتجارة وصناعة الشاشية، وبعد أن حفظ ما تيسّر من القرآن الكريم واصل دراسته بجامع الزيتونة ثمّ توجّه إلى الخدمة الإداريّة، وكان يسمّى المباشر لها في ذلك الزمان "المخازني". وتقلّد من سنة 1886 إلى سنة 1902 خطّة عامل (قائد) بالمدن التّالية: الكاف وسليمان وبنزرت ونابل. ثمّ سمّي أمير آلاي وحافظ ثياب الباي. وفي 28 جويلية سنة 1902 تولّى الصّادق غيلب رئاسة المجلس البلدي بتونس ومشيخة المدينة وبقي في وظيفه هذا إلى سنة 1912 حين عوّضه ابن أخته مصطفى بن محمد دنڨزلي في يوم 7 أوت سنة 1912 / 12 شعبان 1330. وفي سنة 1911 أي مدّة رئاسته المجلس البلدي جدّت حادثة الزلاج إثر الإجراءات التي اتخذتها بلديّة تونس فيما يخصّ تسجيل أرض مقبرة الزلاج لدى المحكمة العقاريّة المختلطة بتاريخ 26 سبتمبر 1911. وكان ذلك بناء على طلب من كاهية رئيس البلديّة الفرنسي، بدعوى أنّ النّاس قد عمدوا إلى فتح مقاطع في جبل التوبة الدّاخل في أرض الوقف المحبّسة يقطعون منها الأحجار المعدّة للبناء.

وكان الصّادق غليب شيخ المدينة ورئيس المجلس البلدي معارضا للتسجيل وراغبا في قرارة نفسه في تعطيلها. فقام بحملة إشهاريّة واسعة النطاق لحثّ سكان العاصمة على الحضور بالمقبرة واستعمل لأوّل مرّة في تاريخ تونس اللافتات الاشهاريّة ووزّعها على جميع الأحياء والدور وأمر بتعليقها في المحلاّت العموميّة والشوارع وفعلت هذه الدعاية فعلها في النفوس. فلمّا انتشر الخبر اضطرب النّاس وتحرّكت سواكن الغضب ووقعت معركة دامية يوم 7 نوفمبر 1911. وإثر الحوادث التي وقعت بمدينة تونس في ذلك اليوم، قرّرت السلطة الاستعمارية إعفاء الصادق غيلب من مهامّه وإحالته على التقاعد دون جراية.