معالم المرسى

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
قبة الهواء

برج المنستيري[عدّل]

برج المنستيري

هو الآن مقرّ إقامة سفير فرنسا بتونس وقد بني في عهد حمّودة باشا (1717هـ/1814م) واشتهر ببرج المنستيري نسبة إلى مالكه، ثمّ انتقلت ملكيته إلى حسين باي الثاني (1824 - 1835م) ثمّ بيع سنة 1855م لمحمّد باي (1855 - 1859م) بمبلغ 40.000 ريال ثمّ انتقلت ملكيّته عن طريق الهبة إلى مصطفى خزندار الّذي باعه لاسماعيل السنّي. وفي حدود سنة 1856 استأجره القنصل الفرنسي ليون روش (Léon Roches) للاصطياف فيه. وفي سنة 1881 أصبح هذا البرج الذي أطلق عليه اسم "الكاملة" من أملاك الإقامة العامّة الفرنسيّة بتونس، بداية من تولية بول كمبون (Paul Cambon) مقيما عامًا (1882 - 1886) فاتخذه مقرّا لاقامته كامل السنة. وفي سنة 1884 امتدّ مقرّ الإقامة العامّة إلى البحر. وبعد سنة واحدة ابتعيت قطعة أرض إضافيّة من ورثة إسماعيل السنّيّ. وفي سنة 1887 أنجزت الاقامة العامة في القصر أشغال ترميم وتوسعة في مدّة المقيم العام ماسيكو)Justin Masssicault((1892 - 1886)، بإعانة المهندس دوبرتويس (Dupertuys) مع المحافظة على طابعه المعماري العتيق.

قصر التاج[عدّل]

يصعب تحديد تاريخ بناء قصر "دار التاج" بضاحية المرسى وربّما بُدئ في بنائه نحو سنة 1825 مدةّ الأمير حسين باي الثاني. والأرجح أنّ أوّل من اعتنى ببنائه للسكنى هو الأمير محمود ابن محمد الرّشيد باي الذي تولّى الامارة بين (1814 - 1824م) فقد اتخذ سكنى المرسى لطيب أرضها وهوائها ومائها. ثمّ اعتنى به المشير محمّد باي (1855 - 1859م) وأدمجه في أملاك التاج. ومنذ أن أُبرمت معاهدة الحماية أصبح مقرّا رسميا لأغلب الأمراء بداية من الأمير علي باشا باي الثالث (1882 - 1902م) ثمّ ابنه محمد الهادي باي (1902 - 1906م) ثمّ محمد النّاصر باي (1906 - 1922م) ثم محمد الحبيب باي (1922 - 1929م) ثمّ عدل عن سكنى هذا القصر الأمير أحمد باشا باي الثاني (1929 - 1942م) فتداعى للخراب إلى أن هُدم إثر الاستقلال. كانت لهذا القصر سبع "قنّاريات" على واجهة البطحاء وصحن داخلي مفروش كلّه بالرّخام الأبيض والنوافذ العالية تفتح عليه من الطابقين الأوّل والثاني. ومن توابعها الحديقة الكبرى التي حولها بما فيها من أقفاص لايواء السباع المفترسة وقشلة العساكر المجاورة لمخزن "الكرارس" الملوكيّة والاسطبل.

العبدليّة الكبرى[عدّل]

يذكر عن تأسيس هذا القصر أنّه كان لأبي عبد اللّه محمد بن الحسن الحفصي ابنة تدعى فاطمة، وقد كانت مريضة، فأشار عليها الطبيب الصقلّي بسكنى المرسى لطيب هوائها. والجدير بالملاحظة أنّ هذا الأمير الذي تولىّ الحكم في مطلع القرن 10هـ/16م قد شيّد في ضاحية المرسى ثلاثة قصور، سمّي واحد منها بالعبدليّة، نسبة إلى المؤسّس، وتشير بعض المصادر أنّ بناء هذه القصور قد بدأ في سنة 905هـ/1500م. وتعتبر العبدليّة الكبرى الواقعة في الطريق الرابطة بين المرسى وقمرت، أهمّ هذه القصور، وهي الباقية على وضعها القديم إلى يومنا، باستثناء بعض التغييرات الطفيفة التي أدخلت عليها.وقد كان هذا القصر يعدّ في أوائل القرن الثامن عشر من القصور الملكيّة الحسينيّة، ويطلق عليه اسم "برج السلاسل"، نسبة إلى السلاسل التي كانت موجودة في مدخله، ومشدودة إلى مدافع مغروسة أفواهها في الأرض. ولمّا سكن المشير محمّد باي (1855 - 1859م) المرسى أسكن في هذا القصر الوزير الأكبر مصطفى خزنه دار. ولمّا ولّي محمد الناصر باي (1906 - 1922م) أسكن في جزء من القصر أحد أبناء مصطفى خزنه دار.

وتحوّل هذا القصر قبل الاستقلال إلى مدرسة ابتدائيّة، في حين بقيت أجزاء منه خالية، إلى أن تداعى للسقوط ولم تنطلق أشغال الترميم والصيانة إلاّ في منتصف السبعينات من القرن الماضي، بإشراف بلدية المرسى، والمعهد الوطني للتراث.

قصر أحمد باي الثاني[عدّل]

يعدّ القصر المنسوب إلى الأمير أحمد باشا باي الثاني (1929 - 1942م) بضاحية المرسى إحدى العبدليات الثلاث التي كانت تفصلها بساتين، وهي: العبدليّة الكبرى، التي تقع خلف مقر البريد سابقا بمنطقة تعرف ببرج السلاسل. والقصر الثاني، هو القصر الموجود خلف محطة القطار بالمرسى الشاطئ، تملّكه الأمير علي باشا باي الثالث (1882 - 1902م) وأسكن فيه بعض بناته وبنيه ثمّ سكنه السيّد سيف اللّه بن إسماعيل باي وإثر وفاته باعه ابنه. والقصر الثالث، هو من القصور المعدودة ضمن القصور الحفصية الموجودة بالمرسى التابعة للعبدليّة الكبرى وهو المنسوب إلى الأمير أحمد باشا باي الثاني وقد كان ملكا للكونت جوزاف رافو)Guiseppe Raffo((1862 - 1795) خال أحمد باي الأوّل (1837 - 1855). ثمّ ملكه الأمير علي باشا باي الثالث وأسكن فيه أبناءه واختصّ به ابنه الأمير أحمد باشا باي الثاني فبنى فيه مباني كثيرة ولم تبق في الوقت الحاضر لهذه العبدليّة أيّ أهميّة أثريّة، إذ أصبح القصر مهدّدا بالهدم. وكانت مدّة إقامة الأمير أحمد باشا باي الثاني في هذا القصر ثلاثة أشهر في السنة وهي ماي وجوان وأكتوبر.

الجامع الأحمدي بالمرسى[عدّل]

الجامع الأحمدي بالمرسى

عرف الجامع الأحمدي قبل أن يأمر الأمير أحمد باي الثاني (1929 - 1942م) بتجديده وتوسيعه بالجامع العلوي نسبة إلى مؤسّسه علي باي الثالث (1882 - 1902م) وهو يقع في ساحة مقهى الصفصاف بالمرسى. وقد ذهب الشيخ محمد الفاضل بن عاشور إلى أنّ هذا الجامع بني على أطلال جامع متهدّم يقال إنّه حفصي لوجود اسطوانتين رخاميتين شكلهما حفصي مكتوب على كلّ منهما بحرف بسيط كلمة "حبس".وفي عهد أحمد باي الثاني وبإذن منه وُسّع هذا الجامع بعد شراء الخان المجاور للمسجد وكان ذلك في سنة 1936، وبقيت صومعة الجامع على ما هي عليه منذ سنة 1888. وفي سنة 1937 دشّن الجامع بحضور أحمد باي وحاشيته وأرّخ المعلم بقصيدة من نظم الشيخ الصّادق المحرزي نقش نصّها على باب الجامع المواجه لساحة مقهى الصفصاف، مطلعها (كامل) :

للّه هذا المسجد الأسنى الّذي
قامت على تقوى الاله دعائمُهْ
أحياه سيّدنا علي باشا الّذي
قد خلّدت بين الملوك مكارمُهْ...

وفي سنة 1962 عوّضت الصومعة القديمة بالصومعة الحديثة التي دشّنت ليلة المولد النبويّ الشريف (1382هـ) الموافق للحادي عشر من شهر أوت 1962.

قصر ابن عيّاد بڨمرت[عدّل]

قصر ابن عياد قمرت

يقع قصر ابن عياد في بلدة "قمرت" من ضواحي تونس الشمالية يحدّها شاطئ رواد وبحيرة أريانة والجبل الخاوي ووادي سيدي رحّال. أنشأ هذا القصر محمد بن عياد أحد رجال دولة المشير أحمد باي، غير أنّه ينسب إليه قصران في البلدة نفسها أحدهما يقع فوق الربوة التي تطلّ على البحر وهو المعروف عند أهالي قمّرت ب"البلاص" وقد وهبه محمد بن عياد لابنه محمود. والآخر يقع بجوار البلدة وقد استولى عليه محمود أيضا. وبعد فرار محمود بن عياد إلى فرنسا سنة 1852م حجز الباي جميع أملاكه بما فيها قصرا "قمرت". وقد أمر محمد باي أن يحولّ كل ما يمكن نقله من هذين القصرين إلى حمّام "المنزه". وتمّ ذلك ولم يبق في "البلاص" سوى الجدران. أمّا البساتين التي كانت تحيط به فقد أصبحت اليوم إصلاحيّة للأطفال الذكور.