«محمد الزغواني»: الفرق بين المراجعتين
| سطر 1: | سطر 1: | ||
[1896 - 1979م] | [1896 - 1979م] | ||
| + | [[ملف:محمد الزغواني.jpg|تصغير|محمد الزغواني]] | ||
| + | التحق محمّد بن عمر الزغواني المولود بتونس سنة 1896 منذ نعومة أظفاره بالكتّاب حيث حفظ القرآن الكريم بأكمله ثمّ التحق ب[[جامع الزيتونة]] فاندرج في سلك طلبته إلى أنّ أحرز شهادة التطويع واجتاز بعد ذلك بنجاح مناظرة التدريس من الطبقة الثانية، ثمّ مناظرة التدريس من الطبقة الأولى، ولبث مدرّسا بالجامع الأعظم أكثر من نصف قرن. | ||
| + | وقد تتلمذ لأبرز شيوخ عصره نخصّ بالذكر منهم: شيخ الاسلام [[محمد بن يوسف]] والعلاّمة الشيخ [[محمد النخلي]] وقاضي الجماعة الشيخ [[محمد الصادق النيفر|محمّد الصّادق النيفر]]. | ||
| + | وإلى جانب التدريس ب[[جامع الزيتونة]]، كان الشيخ [[محمد الزغواني|محمّد الزغواني]] مكلّفا بتدريس الفقه والتشريع الاسلامي ب[[المدرسة الصادقية]]. وقد قام بهذه المهمّة بلا انقطاع من الثلاثينات إلى النصف الأوّل من الخمسينات، إذ نجد اسمه مذكورا في قائمة المدرّسين الزيتونيين المكلّفين بالتدريس في [[المدرسة الصادقية|المدرسة الصادقيّة]] في سنة 1942 - 1943 مع المشايخ [[المختار بن محمود]] و[[محمد البشير النيفر|محمّد البشير النيفر]] و[[إبراهيم النيفر]] و[[محمد الفاضل ابن عاشور|محمد الفاضل بن عاشور]] و[[محمد بن عاشور|محمّد بن عاشور]] و[[التهامي الزهار|التهامي الزهّار]]. وعندما انتهت مهمّته عوّضه الشيخ [[الهادي العلاني|الهادي العلاّني]] المكلّف بتدريس الفقه. واشتهر الشيخ الزغواني بدراسة كتب الحديث خارج دروسه الرسميّة كالجامع الصحيح لإمام البخاري وصحيح الإمام مسلم وكتاب الشفاء في سيرة المصطفى للقاضي عياض ومسند الإمام أحمد بن حنبل الذي وصل إلى جزئه السابع عشر، وعاقته المنيّة عن إتمامه، كما اشتهر بدراسة التفسير، وأسلوبه فيه أن يتوسّع في المعنى اللغوي، ومختلف استعمالات الكلمة المفسّرة، وأصل اشتقاقها وما يتعلّق بالكلمة من أحكام نحويّة وصرفيّة، ويتبع ذلك ببيان المعنى المناسب مع إيراد مختلف التفاسير والآراء وينتقل إلى تحليل الاية تحليلا دقيقا، وذكر ما يمكن فهمه من المعاني. | ||
| − | |||
| − | |||
| − | |||
وبالاضافة إلى التدريس تولّى الشيخ [[محمد الزغواني|محمّد الزغواني]] إمامة جامع الحجّامين بتونس حوالي نصف قرن من تأسيسه سنة 1351هـ/1932م إلى وفاته، وقد كان قبل ذلك ينوب شيخه [[محمد الصادق النيفر|محمّد الصادق النيفر]] بجامع باب البحر المعروف بجامع الزرارعيّة. | وبالاضافة إلى التدريس تولّى الشيخ [[محمد الزغواني|محمّد الزغواني]] إمامة جامع الحجّامين بتونس حوالي نصف قرن من تأسيسه سنة 1351هـ/1932م إلى وفاته، وقد كان قبل ذلك ينوب شيخه [[محمد الصادق النيفر|محمّد الصادق النيفر]] بجامع باب البحر المعروف بجامع الزرارعيّة. | ||
| + | |||
وفي أوائل عهد [[استقلال تونس|الاستقلال]] عيّنت وزارة التربية الشيخ [[محمد الزغواني|محمّد الزغواني]] عضوا في لجنة مناظرة الانتداب لمتفقّدي التعليم الابتدائي وقد كلّف بالاشراف على الاختبار الكتابي في مادّة اللغة العربية والاختبار الشفهي في تفسير القرآن الكريم. وإلى جانب ذلك تكثّف نشاطه الديني فأقبل على إلقاء الدروس للخاصة والعامّة، وكان مواظبا صبيحة يومي الاثنين والخميس على حضور مجلس بجامع "الشربات" نهج [[أبو القاسم الشابي|أبي القاسم الشابي]] بالعاصمة يتولّى فيه تدريس كتاب الجامع الصحيح للامام البخاري بشرح القسطلاني وذلك بحضور مجموعة من المدرّسين والأساتذة والقضاة. | وفي أوائل عهد [[استقلال تونس|الاستقلال]] عيّنت وزارة التربية الشيخ [[محمد الزغواني|محمّد الزغواني]] عضوا في لجنة مناظرة الانتداب لمتفقّدي التعليم الابتدائي وقد كلّف بالاشراف على الاختبار الكتابي في مادّة اللغة العربية والاختبار الشفهي في تفسير القرآن الكريم. وإلى جانب ذلك تكثّف نشاطه الديني فأقبل على إلقاء الدروس للخاصة والعامّة، وكان مواظبا صبيحة يومي الاثنين والخميس على حضور مجلس بجامع "الشربات" نهج [[أبو القاسم الشابي|أبي القاسم الشابي]] بالعاصمة يتولّى فيه تدريس كتاب الجامع الصحيح للامام البخاري بشرح القسطلاني وذلك بحضور مجموعة من المدرّسين والأساتذة والقضاة. | ||
| + | |||
وفي السبعينات من القرن العشرين كان الشيخ [[محمد الزغواني]] يعقد مجلسا في منزله لدراسة كتاب الموطأ بشرح الزرقاني وذلك مساء كل ّ يوم سبت بعد صلاة العصر بحضور نخبة من الأساتذة والمدرّسين. وفي مساء كلّ أحد كان يلقي أيضا درسا في شرح كتاب الشفاء لعامّة الناس في جامع الحجّامين. | وفي السبعينات من القرن العشرين كان الشيخ [[محمد الزغواني]] يعقد مجلسا في منزله لدراسة كتاب الموطأ بشرح الزرقاني وذلك مساء كل ّ يوم سبت بعد صلاة العصر بحضور نخبة من الأساتذة والمدرّسين. وفي مساء كلّ أحد كان يلقي أيضا درسا في شرح كتاب الشفاء لعامّة الناس في جامع الحجّامين. | ||
أمّا في شهر رمضان المعظّم فقد كانت له دروس منتظمة في [[جامع الزيتونة]] يخصّصها لعامّة النّاس حتّى يتفقّهوا في الدين، وبالاضافة إلى ذلك كان يشرف على مجلس خاص لتلاوة الحديث النبوي الشريف في ضاحية أريانة. | أمّا في شهر رمضان المعظّم فقد كانت له دروس منتظمة في [[جامع الزيتونة]] يخصّصها لعامّة النّاس حتّى يتفقّهوا في الدين، وبالاضافة إلى ذلك كان يشرف على مجلس خاص لتلاوة الحديث النبوي الشريف في ضاحية أريانة. | ||
| سطر 18: | سطر 21: | ||
[[تصنيف:الموسوعة التونسية]] | [[تصنيف:الموسوعة التونسية]] | ||
[[تصنيف:الدين]] | [[تصنيف:الدين]] | ||
| + | [[تصنيف:التعليم]] | ||
المراجعة الحالية بتاريخ 15:54، 13 جانفي 2017
[1896 - 1979م]
التحق محمّد بن عمر الزغواني المولود بتونس سنة 1896 منذ نعومة أظفاره بالكتّاب حيث حفظ القرآن الكريم بأكمله ثمّ التحق بجامع الزيتونة فاندرج في سلك طلبته إلى أنّ أحرز شهادة التطويع واجتاز بعد ذلك بنجاح مناظرة التدريس من الطبقة الثانية، ثمّ مناظرة التدريس من الطبقة الأولى، ولبث مدرّسا بالجامع الأعظم أكثر من نصف قرن. وقد تتلمذ لأبرز شيوخ عصره نخصّ بالذكر منهم: شيخ الاسلام محمد بن يوسف والعلاّمة الشيخ محمد النخلي وقاضي الجماعة الشيخ محمّد الصّادق النيفر. وإلى جانب التدريس بجامع الزيتونة، كان الشيخ محمّد الزغواني مكلّفا بتدريس الفقه والتشريع الاسلامي بالمدرسة الصادقية. وقد قام بهذه المهمّة بلا انقطاع من الثلاثينات إلى النصف الأوّل من الخمسينات، إذ نجد اسمه مذكورا في قائمة المدرّسين الزيتونيين المكلّفين بالتدريس في المدرسة الصادقيّة في سنة 1942 - 1943 مع المشايخ المختار بن محمود ومحمّد البشير النيفر وإبراهيم النيفر ومحمد الفاضل بن عاشور ومحمّد بن عاشور والتهامي الزهّار. وعندما انتهت مهمّته عوّضه الشيخ الهادي العلاّني المكلّف بتدريس الفقه. واشتهر الشيخ الزغواني بدراسة كتب الحديث خارج دروسه الرسميّة كالجامع الصحيح لإمام البخاري وصحيح الإمام مسلم وكتاب الشفاء في سيرة المصطفى للقاضي عياض ومسند الإمام أحمد بن حنبل الذي وصل إلى جزئه السابع عشر، وعاقته المنيّة عن إتمامه، كما اشتهر بدراسة التفسير، وأسلوبه فيه أن يتوسّع في المعنى اللغوي، ومختلف استعمالات الكلمة المفسّرة، وأصل اشتقاقها وما يتعلّق بالكلمة من أحكام نحويّة وصرفيّة، ويتبع ذلك ببيان المعنى المناسب مع إيراد مختلف التفاسير والآراء وينتقل إلى تحليل الاية تحليلا دقيقا، وذكر ما يمكن فهمه من المعاني.
وبالاضافة إلى التدريس تولّى الشيخ محمّد الزغواني إمامة جامع الحجّامين بتونس حوالي نصف قرن من تأسيسه سنة 1351هـ/1932م إلى وفاته، وقد كان قبل ذلك ينوب شيخه محمّد الصادق النيفر بجامع باب البحر المعروف بجامع الزرارعيّة.
وفي أوائل عهد الاستقلال عيّنت وزارة التربية الشيخ محمّد الزغواني عضوا في لجنة مناظرة الانتداب لمتفقّدي التعليم الابتدائي وقد كلّف بالاشراف على الاختبار الكتابي في مادّة اللغة العربية والاختبار الشفهي في تفسير القرآن الكريم. وإلى جانب ذلك تكثّف نشاطه الديني فأقبل على إلقاء الدروس للخاصة والعامّة، وكان مواظبا صبيحة يومي الاثنين والخميس على حضور مجلس بجامع "الشربات" نهج أبي القاسم الشابي بالعاصمة يتولّى فيه تدريس كتاب الجامع الصحيح للامام البخاري بشرح القسطلاني وذلك بحضور مجموعة من المدرّسين والأساتذة والقضاة.
وفي السبعينات من القرن العشرين كان الشيخ محمد الزغواني يعقد مجلسا في منزله لدراسة كتاب الموطأ بشرح الزرقاني وذلك مساء كل ّ يوم سبت بعد صلاة العصر بحضور نخبة من الأساتذة والمدرّسين. وفي مساء كلّ أحد كان يلقي أيضا درسا في شرح كتاب الشفاء لعامّة الناس في جامع الحجّامين. أمّا في شهر رمضان المعظّم فقد كانت له دروس منتظمة في جامع الزيتونة يخصّصها لعامّة النّاس حتّى يتفقّهوا في الدين، وبالاضافة إلى ذلك كان يشرف على مجلس خاص لتلاوة الحديث النبوي الشريف في ضاحية أريانة. ومن أبرز مؤلفاته نذكر:
- الخطب الجمعيّة (مخطوطة).
- الدرر المنتثرة في تفسير سورة البقرة، نشر منه سبع حلقات في "مجلّة الهداية".
- سلّم المعالي في الأسانيد العوالي، وهو ثبت جمع فيه إجازته من شيوخ متعدّدين، منهم الشيخ محمّد الصادق المحرزي والشيخ إبراهيم المارغني الذي أخذ عنه القراءات السبع جمعا وإفرادا، والشيخ عبد الحي الكتّاني، والشيخ محمّد بن الحسن الحجوي.

