«الزاوية البكرية»: الفرق بين المراجعتين
| (6 مراجعات متوسطة بواسطة مستخدمين اثنين آخرين غير معروضة) | |||
| سطر 1: | سطر 1: | ||
| − | تقع [[الزاوية البكرية|الزاوية البكريّة]] بنهج ابن عثمان | + | [[ملف:الزاوية البكرية.jpg|تصغير|الزاوية البكرية بالحلفاوين]] |
| − | ويرجع تاريخ إنشاء [[الزاوية البكرية|الزاوية البكريّة]] إلى عهد الدولة الحفصيّة (آخر القرن السابع للهجرة 13 - 14م) وعلى الأرجح في فترة أبي فارس عبد العزيز، وقد عرف عنه ميله إلى بناء معالم الأولياء ومزارات العباد والصالحين وصيانتها. اشتق اسم [[الزاوية البكرية|الزاوية البكريّة]] من آل البكري الذين يرجع نسبهم على المشهور إلى الخليفة عثمان بن عفان. أمّا الجدّ الأعلى لال البكري فهو العارف باللّه أبو بكر دفين المنيهلة في الضاحية الغربية لمدينة [[تونس]]، وإليه ينسب تأسيس [[الزاوية البكرية|الزاوية البكريّة]].وعلى خلاف ما هو شائع فإن لفظ البكري ينطق على الأصح بالباء المفتوحة لاشتقاقه من بكر وأبي بكر. | + | تقع [[الزاوية البكرية|الزاوية البكريّة]] بنهج ابن عثمان المتفرع عن نهج [[الزاوية البكرية|الزاوية البكرية]] بحي الحلفاوين من الربض الشمالي، وقد قام هذا المعلم بدور تاريخي مهمّ بوصفه زاوية ومدرسة للتعليم وسكنى للطلبة. |
| − | وإلى عهد قريب كانت [[الزاوية البكرية|الزاوية البكريّة]] تقوم بوظيفتها في العلم والتكوين. وفي هذا يقول المؤرّخ محمد | + | |
| + | ويرجع تاريخ إنشاء [[الزاوية البكرية|الزاوية البكريّة]] إلى عهد الدولة الحفصيّة (آخر القرن السابع للهجرة 13-14م) وعلى الأرجح في فترة أبي فارس عبد العزيز، وقد عرف عنه ميله إلى بناء معالم الأولياء ومزارات العباد والصالحين وصيانتها. اشتق اسم [[الزاوية البكرية|الزاوية البكريّة]] من آل البكري الذين يرجع نسبهم على المشهور إلى الخليفة عثمان بن عفان. أمّا الجدّ الأعلى لال البكري فهو العارف باللّه أبو بكر دفين المنيهلة في الضاحية الغربية لمدينة [[تونس]]، وإليه ينسب تأسيس [[الزاوية البكرية|الزاوية البكريّة]]. وعلى خلاف ما هو شائع فإن لفظ البكري ينطق على الأصح بالباء المفتوحة لاشتقاقه من بكر وأبي بكر. | ||
| + | |||
| + | وإلى عهد قريب كانت [[الزاوية البكرية|الزاوية البكريّة]] تقوم بوظيفتها في العلم والتكوين. وفي هذا يقول المؤرّخ [[محمد بن الخوجة]] في كتابه "معالم التوحيد": "المدرسة المتحدث عنها مازالت زاوية قائمة الذات متواصلة التنفيع لطلبة العلم تسكنهم وتطعمهم لوجه الله، وبها اليوم من الطلبة أضعاف عدد الغرف المحتوية عليها المدرسة، فبعض الطلبة وظيفتهم قراءة القرآن دوما بالزاوية والآخرون يسكنونها بنيّة قراءة العلم". | ||
وقال [[ابن أبي دينار]] في المؤنس "إنّها كانت في عهد الدولة المراديّة من الأماكن المعظمة التي يسعى الناس إلى الحضور بها لسماع قصة المولد النبوي الشريف وقصائد المديح ويبدو الاحتفال والزينة بها نحو الخمسة عشر يوما". | وقال [[ابن أبي دينار]] في المؤنس "إنّها كانت في عهد الدولة المراديّة من الأماكن المعظمة التي يسعى الناس إلى الحضور بها لسماع قصة المولد النبوي الشريف وقصائد المديح ويبدو الاحتفال والزينة بها نحو الخمسة عشر يوما". | ||
| − | وب[[الزاوية البكرية]] دفن أغلب | + | |
| + | وب[[الزاوية البكرية]] دفن أغلب أئمة هذه الشجرة وعلمائها الذين استأثروا لعهود بمشيخة [[جامع الزيتونة]] وإمامة الصلوات وخطب الجمعة وصلاة الأعياد به. وأوّل من تولى الامامة ب[[جامع الزيتونة]] من البكريّين، في حدود سنة 1624م، [[محمد تاج العارفين البكري]] وهو صهر الوليّ الصالح [[أبي الغيث القشاش]] وهو واحد من أبرز أولياء [[تونس]]، وخلفه ابنه أبو بكر البكري (ت1661م). وفيما بعد انتقلت إمامة [[جامع الزيتونة]] من آل البكري إلى آل الشريف. | ||
[[تصنيف:الموسوعة التونسية]] | [[تصنيف:الموسوعة التونسية]] | ||
[[تصنيف:التاريخ]] | [[تصنيف:التاريخ]] | ||
| + | [[تصنيف:المعالم]] | ||
المراجعة الحالية بتاريخ 11:16، 19 جانفي 2018
تقع الزاوية البكريّة بنهج ابن عثمان المتفرع عن نهج الزاوية البكرية بحي الحلفاوين من الربض الشمالي، وقد قام هذا المعلم بدور تاريخي مهمّ بوصفه زاوية ومدرسة للتعليم وسكنى للطلبة.
ويرجع تاريخ إنشاء الزاوية البكريّة إلى عهد الدولة الحفصيّة (آخر القرن السابع للهجرة 13-14م) وعلى الأرجح في فترة أبي فارس عبد العزيز، وقد عرف عنه ميله إلى بناء معالم الأولياء ومزارات العباد والصالحين وصيانتها. اشتق اسم الزاوية البكريّة من آل البكري الذين يرجع نسبهم على المشهور إلى الخليفة عثمان بن عفان. أمّا الجدّ الأعلى لال البكري فهو العارف باللّه أبو بكر دفين المنيهلة في الضاحية الغربية لمدينة تونس، وإليه ينسب تأسيس الزاوية البكريّة. وعلى خلاف ما هو شائع فإن لفظ البكري ينطق على الأصح بالباء المفتوحة لاشتقاقه من بكر وأبي بكر.
وإلى عهد قريب كانت الزاوية البكريّة تقوم بوظيفتها في العلم والتكوين. وفي هذا يقول المؤرّخ محمد بن الخوجة في كتابه "معالم التوحيد": "المدرسة المتحدث عنها مازالت زاوية قائمة الذات متواصلة التنفيع لطلبة العلم تسكنهم وتطعمهم لوجه الله، وبها اليوم من الطلبة أضعاف عدد الغرف المحتوية عليها المدرسة، فبعض الطلبة وظيفتهم قراءة القرآن دوما بالزاوية والآخرون يسكنونها بنيّة قراءة العلم". وقال ابن أبي دينار في المؤنس "إنّها كانت في عهد الدولة المراديّة من الأماكن المعظمة التي يسعى الناس إلى الحضور بها لسماع قصة المولد النبوي الشريف وقصائد المديح ويبدو الاحتفال والزينة بها نحو الخمسة عشر يوما".
وبالزاوية البكرية دفن أغلب أئمة هذه الشجرة وعلمائها الذين استأثروا لعهود بمشيخة جامع الزيتونة وإمامة الصلوات وخطب الجمعة وصلاة الأعياد به. وأوّل من تولى الامامة بجامع الزيتونة من البكريّين، في حدود سنة 1624م، محمد تاج العارفين البكري وهو صهر الوليّ الصالح أبي الغيث القشاش وهو واحد من أبرز أولياء تونس، وخلفه ابنه أبو بكر البكري (ت1661م). وفيما بعد انتقلت إمامة جامع الزيتونة من آل البكري إلى آل الشريف.

