«محمد التريكي»: الفرق بين المراجعتين
| سطر 1: | سطر 1: | ||
[1900 - 1998م] | [1900 - 1998م] | ||
[[ملف:محمد التريكي.gif|تصغير|محمد التريكي]] | [[ملف:محمد التريكي.gif|تصغير|محمد التريكي]] | ||
| − | يعدّ [[محمد التريكي]] إحدى دعائم الموسيقى والغناء في تونس، فهو أستاذ أجيال فنّيّة، وجّهها مؤصّلا وواكبها مطوّرا، لأنّه تمكّن من ثقافة موسيقيّة أهّلته للتّعليم والتلحين والتأطير. ولد في 25 ديسمبر 1900 برادس، وزاول دراسته بتونس، ولكنّ انتماء أسرته إلى [[الطّريقة العيساويّة]] غلّب على مهجته الموسيقى فتعلّم الترقيم الموسيقيّ وأصول العزف على الكمنجة، وانطلق يغني ثقافته بالتعرّف إلى مشايخ الفنّ والمالوف. فتعرّف إلى أحمد فيروز المصري وتعلّم عليه أدوار السيّد درويش، وصاحب [[خميس الترنان|خميّس الترنان]] فتأثّر بأصالته في أثناء اكتشافه للتراث التونسي. ثمّ تفرّغ للاحتراف الموسيقي عازفا على الكمنجة منذ سنة 1919، فشارك في عدّة فرق موسيقيّة، ثمّ كوّن مع [[خميس الترنان|خميّس الترنان]] فرقة انضمّت إليها جلّ مطربات العشرينات والثلاثينات من [[حبيبة مسيكة]] إلى [[حسيبة رشدي]]، وانتقل عدّة مرّات صحبة فرقته إلى ألمانيا لتسجيل إسطوانات في مؤسّسة "بيضافون"، واستقرّ معها فترة في باريس. وفي سنة 1935 دعاه [[مصطفى صفر]] مؤسّس [[الرشيدية|الرشيديّة]] إلى الانضمام إليها، واتّفق معه على تدوين التّراث الشفوي من المالوف والأغاني، فضبط جلّ النوبات من أفواه الرّواة حسب التّرقيم الموسيقي، منقذا بذلك الجهد ذاكرة تونس الفنّيّة من التّلف، كما قاد فرقة [[الرشيدية|الرشيديّة]] ودرّس بها الموسيقى والعزف على الكمنجة، فتخرّج على يديه جيل من العازفين. وزوّد خزانة الأغاني التّونسيّة بعدّة ألحان قدّمها إلى مطربات [[الرشيدية|الرشيديّة]] وغيرهنّ. ولقد لحّن الأغاني والقصائد في مختلف المقامات مع المحافظة على الروح التّونسيّة إلى أن توفّي في سنة 1998. | + | يعدّ [[محمد التريكي]] إحدى دعائم الموسيقى والغناء في تونس، فهو أستاذ أجيال فنّيّة، وجّهها مؤصّلا وواكبها مطوّرا، لأنّه تمكّن من ثقافة موسيقيّة أهّلته للتّعليم والتلحين والتأطير. ولد في 25 ديسمبر 1900 برادس، وزاول دراسته بتونس، ولكنّ انتماء أسرته إلى [[الطّريقة العيساويّة]] غلّب على مهجته الموسيقى فتعلّم الترقيم الموسيقيّ وأصول العزف على الكمنجة، وانطلق يغني ثقافته بالتعرّف إلى مشايخ الفنّ والمالوف. فتعرّف إلى أحمد فيروز المصري وتعلّم عليه أدوار السيّد درويش، وصاحب [[خميس الترنان|خميّس الترنان]] فتأثّر بأصالته في أثناء اكتشافه للتراث التونسي. ثمّ تفرّغ للاحتراف الموسيقي عازفا على الكمنجة منذ سنة 1919، فشارك في عدّة فرق موسيقيّة، ثمّ كوّن مع [[خميس الترنان|خميّس الترنان]] فرقة انضمّت إليها جلّ مطربات العشرينات والثلاثينات من [[حبيبة مسيكة]] إلى [[حسيبة رشدي]]، وانتقل عدّة مرّات صحبة فرقته إلى ألمانيا لتسجيل إسطوانات في مؤسّسة "بيضافون"، واستقرّ معها فترة في باريس. وفي سنة 1935 دعاه [[مصطفى صفر]] مؤسّس [[الرشيدية|الرشيديّة]] إلى الانضمام إليها، واتّفق معه على تدوين التّراث الشفوي من المالوف والأغاني، فضبط جلّ النوبات من أفواه الرّواة حسب التّرقيم الموسيقي، منقذا بذلك الجهد ذاكرة تونس الفنّيّة من التّلف، كما قاد فرقة [[الرشيدية|الرشيديّة]] ودرّس بها الموسيقى والعزف على الكمنجة، فتخرّج على يديه جيل من العازفين. وزوّد خزانة الأغاني التّونسيّة بعدّة ألحان قدّمها إلى مطربات [[الرشيدية|الرشيديّة]] وغيرهنّ. ولقد لحّن الأغاني والقصائد في مختلف المقامات مع المحافظة على الروح التّونسيّة إلى أن توفّي في سنة 1998. |
==ببليوغرافيا== | ==ببليوغرافيا== | ||
| − | * بوذينة محمد، محمد | + | * بوذينة محمد، '''محمد التريكي'''، دار بوذينةللنشر،الحمامات، تونس، 1998. |
[[تصنيف:الموسوعة التونسية]] | [[تصنيف:الموسوعة التونسية]] | ||
[[تصنيف:الفن]] | [[تصنيف:الفن]] | ||
المراجعة الحالية بتاريخ 10:00، 6 مارس 2017
[1900 - 1998م]
يعدّ محمد التريكي إحدى دعائم الموسيقى والغناء في تونس، فهو أستاذ أجيال فنّيّة، وجّهها مؤصّلا وواكبها مطوّرا، لأنّه تمكّن من ثقافة موسيقيّة أهّلته للتّعليم والتلحين والتأطير. ولد في 25 ديسمبر 1900 برادس، وزاول دراسته بتونس، ولكنّ انتماء أسرته إلى الطّريقة العيساويّة غلّب على مهجته الموسيقى فتعلّم الترقيم الموسيقيّ وأصول العزف على الكمنجة، وانطلق يغني ثقافته بالتعرّف إلى مشايخ الفنّ والمالوف. فتعرّف إلى أحمد فيروز المصري وتعلّم عليه أدوار السيّد درويش، وصاحب خميّس الترنان فتأثّر بأصالته في أثناء اكتشافه للتراث التونسي. ثمّ تفرّغ للاحتراف الموسيقي عازفا على الكمنجة منذ سنة 1919، فشارك في عدّة فرق موسيقيّة، ثمّ كوّن مع خميّس الترنان فرقة انضمّت إليها جلّ مطربات العشرينات والثلاثينات من حبيبة مسيكة إلى حسيبة رشدي، وانتقل عدّة مرّات صحبة فرقته إلى ألمانيا لتسجيل إسطوانات في مؤسّسة "بيضافون"، واستقرّ معها فترة في باريس. وفي سنة 1935 دعاه مصطفى صفر مؤسّس الرشيديّة إلى الانضمام إليها، واتّفق معه على تدوين التّراث الشفوي من المالوف والأغاني، فضبط جلّ النوبات من أفواه الرّواة حسب التّرقيم الموسيقي، منقذا بذلك الجهد ذاكرة تونس الفنّيّة من التّلف، كما قاد فرقة الرشيديّة ودرّس بها الموسيقى والعزف على الكمنجة، فتخرّج على يديه جيل من العازفين. وزوّد خزانة الأغاني التّونسيّة بعدّة ألحان قدّمها إلى مطربات الرشيديّة وغيرهنّ. ولقد لحّن الأغاني والقصائد في مختلف المقامات مع المحافظة على الروح التّونسيّة إلى أن توفّي في سنة 1998.
ببليوغرافيا[عدّل]
- بوذينة محمد، محمد التريكي، دار بوذينةللنشر،الحمامات، تونس، 1998.

