وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

لقد أحدثت سنة 1988 الوكالة القوميّة لاحياء واستغلال التّراث الأثري والتاريخي معاضدة لجهود الأطراف المعنيّة بالتّراث صيانة ودراسة وعرضا وخاصّة المعهد الوطني للتراث. وهي، حسب القانون عدد 11 المؤرخ في 25 فيفري 1988 والامر عدد 1591 المؤرّخ في 24 أوت 1988، مؤسّسة عموميّة ذات صبغة صناعيّة وتجاريّة تعمل بإشراف وزارة الثّقافة لفائدة السياحة الثّقافية باعتبارها عنصر إغناء وإدماج للثقافة في الدورة الاقتصادية للبلاد. وتسعى هذه المؤسّسة إلى استغلال التّراث الأثري والتاريخي والمتحفي التونسي الغني جدّا والمحافظة عليه، لا سيما ببعث السياحة الثّقافيّة وتطويرها وتعميم المعرفة بتراث البلاد وتحسين نوعية الاستقبال بالمتاحف والمعالم التاريخيّة والمواقع الأثريّة وتطوير الاعلام بتوفير الوسائل السّمعية والبصرية وتشجيع الصناعات التقليدية المهتمّة بالتراث، مواكبة لانطلاق الاحتفالات بتونس عاصمة ثقافيّة لسنة 1997، وسّع في مشمولات الوكالة ومجالات تدخّلها فأضيفت إلى تسميتها عبارة التّنمية الثّقافيّة، وذلك تقديرا لجهودها في إدماج التّراث بالدّورة الاقتصاديّة وتوظيفه في التنمية الثّقافيّة، في إطار التّعاون والتّشاور والتّكامل بين الوكالة والمعهد الوطني للتّراث. ولذلك كان من ثمار التّكامل بين هاتين المؤسستين عدّة إنجازات ومكاسب. فقد أسهمت الوكالة في ترميم المعالم وتهيئة المواقع وإحداث أكثر من منتزه، كمنتزهات قرطاج ودقّة وسبيطلة و أوذنة حيث وفّرت هياكل الاستقبال السّياحي من مشارب ونقط بيع وأدلاّء. وشرعت في إعداد عدّة مسالك سياحيّة داخل المدن والقرى التّاريخية، كمسلك الواحات وقرى الجنوب والقصور الصّحراويّة ومسلك المدن الأندلسيّة ومسلك الفنون والتقاليد الشعبيّة. ونتج عن ذلك أن تضاعف عدد الزوّار للمتاحف والمعالم والمواقع الأثريّة من مليوني زائر سنة 1992 إلى ثلاثة ملايين سنة 1995، وتضاعفت تبعا لذلك مداخيل معاليم الزّيارة من سبعة آلاف دينار سنة 1987 إلى سبعة ملايين دينار سنة 1995، كما قفز حجم الاستثمار في ميدان التراث إلى 11 مليون دينار في ظرف ثلاث سنوات فقط من 1992 إلى 1994.

وما انفكّ مجلس إدارة الوكالة يبتكر وسائل التّثقيف في مجال التّراث. وبإمكان أيّ شخص أن يقتني مبيعات الوكالة من لوحات فسيفسائيّة رومانيّة مستنسخة في أحجام مختلفة تمثّل مشاهد جاهزة أو مشاهد مطلوبة طبق الأصل، ونماذج مصغّرة لمعالم مهمّة مثل مسرح الجمّ، وبطاقات بريديّة، وحاملات مفاتيح، والشعارات المختلفة الموضوعات والصّادرة بعدّة لغات والمحلاّة بأجمل الصّور. وهي تعرّف بأهمّ المواقع وبكنوز التّراث التّونسي، من قطع متحفيّة ومعالم تاريخية ولوحات فسيفسائيّة ونفائس المخطوطات. وتعتزم الوكالة استغلال الوسائل السمعيّة والبصريّة للتّعريف بروائع التراث للتّونسيين والأجانب. وقد نظّمت في نطاق الاحتفال بتونس عاصمة ثقافية تظاهرة متكاملة حول التّراث الأندلسي بتونس في نوفمبر 1997. وهكذا استطاعت هذه الوكالة في بضع سنوات أن تقدّم تجربة ناجحة وتبتكر خطّة عمل متميّزة في مجال تأكّدت جدواه في الصّناعات الثّقافيّة والتّنمية الاقتصاديّة. موقع وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية:http://www.patrimoinedetunisie.com.tn