صالح المالقي

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1876 - 1956م]

ولد الشيخ صالح المالقي بتونس العاصمة سنة 1876 وهو ينحدر من عائلة أندلسية الأصل كان بعض أبنائها يحترفون مهنة الشاشية ومنهم والده علي المالقي. درس بجامع الزيتونة وحصل منه على شهادة التطويع سنة 1893، وهو ما خوّل له ممارسة مهنة العدول في شهر أوت من السنة نفسها، وقد استمرّ في هذه المهنة إلى ما بعد سنة 1910، كما انتدب مستكتبا ببيت المال في خطة شاهد ثانٍ سنة 1902 وارتقى سنة 1912 ليصبح شاهدا أوّل بالإدارة نفسها وأسندت إليه خطة فريضة النفقات بتونس. وفي الوقت نفسه انخرط سنة 1909 في سلك المدرّسين بجامع الزيتونة مدرّسا من الطبقة الثانية ثمّ ارتقى بعد سنتين إلى الطبقة الأولى، وعين سنة 1914 متفقدا للتعليم الزيتوني. وبذلك اضطلع بعدّة وظائف دينية وتعليمية، أضاف إليها بعد الحرب العالمية الأولى مهنة القضاء، إذ عيّن سنة 1919 عضوا في المجلس العقاري المختلط (Tribunal mixte immobilier)، وفي أفريل 1929 سمّي قاضيا مالكيا عوض الشيخ الصّادق النيفر وأوردت جريدة النهضة الصادرة بتاريخ 19 أفريل 1929 أن هذا التعيين يعود إلى ما " اشتهر به القاضي الجديد من النزاهة والمعلومات الواسعة في الدّين وما له من الخبرة التي اقتبسها من زملائه الفرنسيين بالمجلس المختلط" أمّا جريدة لوبتي ماتان (Le Petit Matin) فقد كتبت عنه يوم 21 من الشهر نفسه بأنّ له "إزاء بلدنا (فرنسا) مشاعر ولاء كامل ومودّة خالصة". من جهة أخرى كان الشيخ صالح المالقي من أكثر الشيوخ الزيتونيين انغماسا في شؤون إصلاح التعليم بالجامع الأعظم في فترة ما بين الحربين، فقد شارك في اللجان الثلاث التي تشكلّت للنظر في إصلاح التعليم الزيتوني، وقد حضر جلسات اللجنة الأولى (1924 - 1925) بوصفه أحد نائبي الحكومة لدى النظارة العلمية وقد أيّد آنذاك بعض المواقف الإصلاحية التي أبداها الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور، كما شارك في اللجنة التي تشكّلت سنة 1930 بوصفه قاضيا مالكيا وفي الوقت نفسه عضوا في النظارة العلمية، وشارك في اللجنة المنعقدة سنة 1938 بوصفه كاهية لرئيسها. وكان بين انعقاد اللجنتين الأخيرتين قد عيّن في 3 أكتوبر 1933 شيخا للجامع الأعظم وفروعه خلفا للشيخ محمد الطاهر ابن عاشور.

وهو ما يدلّ على المكانة التي كان يحظى بها لدى مختلف المسؤولين عن شؤون التعليم الزيتوني، وقد استبشر الطلبة الزيتونيون أنفسهم بتسميته في البداية لمعارضتهم سلفه غداة أحداث التجنيس. وأهمّ ما قام به في بداية عهده أنّه ألحق مصلحة مدارس سكنى الطلبة الزيتونيين بإدارة الجامع في أفريل 1934، غير أنّ الطلبة سرعان ما انقلبوا عليه وأصبحوا يتّهمونه بالتهاون في تطبيق إصلاح التعليم الزيتوني وانتهوا في سنة 1936 إلى المطالبة بإعادة الشيخ محمد الطّاهر ابن عاشور إلى إدارة الجامع. وللتخفيف من حدّة التحرّكات الطالبية أُقيل من منصبه في ديسمبر 1939 وعوّض بالشيخ محمد العزيز جعيط، ثمّ سمّي ثانية سنة 1943 شيخا للجامع الأعظم وفروعه واستمرّ في منصبه إلى فيفري 1945 إذ عوّضه الشيخ محمد الطاهر بن عاشور. والرّاجح أنّ الشواغل المهنية الكثيرة للشيخ صالح المالقي لم تسمح له بالكتابة فلم يعرف له أي تأليف، وقد توفي سنة 1956 عن سنّ تناهز الثمانين عاما.