التيجانية-الطريقة

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

تعتبر الطريقة التيجانية من الطرق الصوفية التي ظهرت حديثا إذ توفّي مؤسّسها الشّيخ أحمد التّيجاني سنة 1230هـ/1814م ودخلت البلاد التونسية على يد الشيخ إبراهيم الرّياحي (ت1830م) لتسمّى الزّاوية الأمّ الخاصّة بهذه الطريقة باسمه ونعني زواية سيدي إبراهيم الرياحي الكائنة بالنهج المسمّى باسمه بالحاضرة، وهو متفرّع عن نهج الباشا بالمدينة العتيقة (تونس).

وينسب أصل مؤسس الطريقة الشيخ أحمد التيجاني إلى آل البيت، وكان مولده سنة 1150هـ/1737م. خرج إلى الحجّ سنة 1186هـ/1773م، وقصد مصر عند عودته حيث اجتمع بالشّيخ محمود الكردي الذي قال مكاشفة إنّه ممّن أحبّهم اللّه سائلا إيّاه مطلبه أي القطبانيّة العظمى (وهي أعلى درجة في سلّم الرّتب الصّوفية)فأجابه أحمد التّيجاني . وتذكر التّراجم التي حرّرها مريدوه أنّ الفتح بالعلوم العرفانية والأسرار الالهية تحقّق له على إثر لقائه بالنبي محمد يقظة، وهو الذي أملى عليه أوراد الطّريقة كاستغفار اللّه والصّلاة على نبيّه، وأملى عليه نص صلاة على النبي فيه معان فلسفية وحقائق معرفية تتّصل بنشأة الكون، وسبل معرفته ومعرفة حقيقته، تسمّى بصلاة "جوهرة الكمال". وللطّريقة التيجانية أوارد أخرى في التّوحيد، وأحزاب في الاستغفار والحمد، شبيهة بما نجده لدى الطريقة القادرية نسبة إلى عبد القادر الجيلاني، أو الطريقة الشاذلية نسبة إلى أبي الحسن الشاذلي.

وعند وفاة أحمد التيجاني آلت الزعامة الروحية إلى الشيخ علي التماسيني (في تماسين بالجزائر) بوصيّة منه وقد دوّنت الآراء والأفكار الصّوفية للشّيخ أحمد التّيجاني في كتاب "جواهر المعاني" بإملاء منه على الشيخ علي حرازم بن العربي بداره. والقارئ لهذا المؤلّف يلمس عمقا فكريا وفلسفيّا شبيها بما تضمّنته نظريّات ابن عربي في الوجود، والحقيقة المتعالية، والإنسان والخلاص، ويعود السّبب المباشر في انتهاج الشيخ إبراهيم الرياحي هذه الطّريقة إلى أنّه التقى بعلي حرازم مدوّن كتاب "جواهر المعاني". ورغم أنّ الشيخ إبراهيم الرّياحي كان من مريدي الطريقة الرحمانية فإنهّ ارتأى أن يسلك طريق التصوّف على نهج الشيخ أحمد التيجاني. فلمّا أرسل الشّيخ إبراهيم الرّياحي سفيرا إلى المغرب بتكليف من حمودة باشا أدّى زيارة إلى الشّيخ أحمد التيجاني. وفي سنة 1238هـ/1822م زار الشيخ علي التماسيني ليأخذ عنه أكثر مبادئ هذه الطّريقة.

وقد وضع الشيخ إبراهيم الرّياحي مؤلفا يبرز أصالة الطّريقة التّيجانية بعنوان "مبرد الصوارم والأسنّة في الردّ على من أخرج سيدي أحمد التيجاني من دائرة أهل السنّة". وينطوي الكتاب الّذي وضعه حفيد إبراهيم الرياحي بعنوان: "تعطير النّواحي بترجمة العلاّمة إبراهيم الرياحي" على فصول كثيرة تتناول تعلّق الشيخ إبراهيم الرّياحي بالطّريقة التّيجانية وشيخها المؤسّس حتى إنّه لم يدخلها إلاّ بعد أن اشترط أن تتحقّق له جملة من الأمنيات يوردها مؤلّف "تعطير النّواحي".