أشهر الزوايا

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

مدخل[عدّل]

انتشرت مؤسسة الزاوية بالبلاد التونسية منذ أواخر الدّولة الموحدية بعد ظهورها بالمشرق منذ القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي. ولم يشهد هذا الصنف من المؤسّسات الدينية والعلمية انتشارًا واسعا في الكثير من أقطار العالم الاسلامي إلاّ في عهد الدولة السلجوقية (القرن السادس الهجري/12 الميلادي) في المشرق. وقد أطلق عليها في البداية اسم "الخانقاه" ببلاد خراسان منذ القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي. ثم انتشرت هذه المؤسّسة - الأمّ في بلاد الشام ومصر قبل أن تنتقل في العهد الحفصي (1230 - 1574م) إلى المغرب الاسلامي حيث ازدهرت وتنوّعت وظائفها وقوي نفوذها. فالمصادر المناقبية تشير إلى أنّ أقدم زاوية في إفريقية هي "زاوية الزواوي" (نسبة إلى أبي زكرياء يحيى بن يحيى الزواوي الذي توفي سنة 611هـ/1214م) التي كانت ملاصقة للجامع الكبير بباجة. ثمّ شهدت هذه المؤسسة تطوّرًا وتغلغلاً في الأوساط الدينية والعلمية والاجتماعية حتى انتشرت بسرعة في كامل أرْجاء إفريقية طيلة القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي.

وتذكر المصادر نفسها (انظر مثلا ابن ناجي معالم الايمان في معرفة أولياء القيروان، ج 4) أنّ من الزوايا الأولى زاوية الشّيخ الصوفي الكبير عبد العزيز المهدوي (ت621هـ/1224م) التي كانت مَحَطّ رحال لبعض الصوفيّة الكبار مثل محيي الدين بن عربي الذي لزم الشيخ المهدوي مرّتين (وذلك لدى زيارته الأولى لتونس سنة 590هـ/1193م، ثمّ إثر إقامته عاما كاملا بها أنجز في أثنائها كتابه "إنشاء الدوائر" الذي أشار إليه في الجزء الأوّل من الفتوحات المكية).

وتعتبر زاوية الولي سالم التّباسي (ت642هـ/1244م) أيضا من أقدم زوايا مدينة تونس، فقد ذكرها الحميري بن الصبّاغ صاحب مناقب أبي الحسن الشاذلي. وفي الفترة نفسها تقريبا نجد زاوية الولي القيرواني محمد بن ثغر الحبيبي (ت640هـ/1242م) . وتعجّ القيروان بالكثير من زوايا الرعيل الأوّل من الزهاد والمتصوّفة بإفريقية مثل زوايا الشيخ أبي يوسف الدهماني والشيخ أبي علي سالم القديدي والشيخ سليمان البربري وكذلك وزاوية أبي محمد المسراتي الصوفي (ت646هـ/1248م). أمّا في مدينة تونس فإنّ عدد الزوايا قد تكاثر منذ المائة الثامنة هجرياّ/الرابع عشر ميلادياّ بعدما كان محدودا جدًّا.فقد كانت في أواخر المائة السابعة هـ/13م لا يتجاوز عددها سبع زوايا، كما ذكر ذلك ابن بطوطة في رحلته (ابن بطوطة، رحلة ابن بطوطة، دار صادر، بيروت، 1992، ص655).

وبحكم تطوّر وظائف الزوايا فقد بلغ عددها بمدينة تونس ذروته في العهد الحسيني وبالتّحديد في أواخر القرن 13هـ/19م ليرتفع إلى حدود ثلاث مائة زاوية بمدينة تونس حسب القائمة المثبتة في أرشيف جمعيّة الأوقاف.ومن أشهرها زوايا سيدي محرز وسيدي بن عروس وسيدي الكلاعي وسيدي إبراهيم الرياحي وسيدي عبد السلام الأسمر وسيدي منصور وسيدي قاسم الجليزي وسيدي المرجاني وسيدي علي بن زياد وسيدي البشير وسيدي الزبيدي، وسيدي عبد القادر وسيدي الحلفاوي وسيدي شيحة... والسيدة المنوبية وغيرهم كثير. هذا باستثناء عشرات الزوايا التي أنشئت في أحواز مدينة تونس مثل زوايا سيدي بوسعيد وسيدي شبعان وسيدي داود وسيدي فتح الله وسيدي رزيí وسيدي عمّار وسيدي بنّور وسيدي بويحيى وسيدي الظريف وسيدي السيجومي... ولا ريب في أنّ تطول القائمة بمئات الزوايا التي أنشئت في المدن والبوادي والأرياف والمناطق النائية عن العمران من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.

ورغم الطابع الدّيني الذي طغى على نشاط الزوايا فإنّ هذه المؤسسات العريقة كانت لها وظائف متنوّعة ومتعدّدة الأغراض. وذلك منذ العهد الحفصي ثمّ العثماني في أواخر القرن السّادس عشر الميلادي. فكانت في البداية تقتصر على النشاط الصوفي الذي يهدف إلى تربية المريدين وتنظيم مجالس الذكر وتدريس العلوم الشرعية وفي مقدمتها القرآن والفقه. ثم جاء دورها الاجتماعي بتحوّلها إلى فضاء لاستقبال المسافرين أو الزائرين وإطعام الطعام. وبعد توسع نشاطها وتنوّعه أصبحت للزّوايا موارد مالية قارة بفضل العطاءات الموسمية وغير الموسمية والأوقاف.ومن ثمّ توسّع نفوذها وازدادت قدرتها على منافسة السلطة السياسية الرسمية فأصبحت تحظى بشعبية واسعة وأضحى لها تأثير في العامة مما أدّى إلى إقرارها من السلطة السّياسية طرفا له وزنه الذي يتوجب احترامه وخطب ودّه والتعاون معه شريكا رئيسيا بل ضروريا لاستتباب الأمن بالبلاد.

شهد القرنان 8 و9 هجريا/الرابع عشر والخامس عشر ميلاديا أوج نفوذ الزوايا وتغلغلها في أعماق المجتمع واندماجها كليّا فيه. لذلك حاولت السلطة الحاكمة استخدام كل الوسائل والأساليب لاحتوائها إلى درجة أنّ الحكام أنفسهم سعوا إلى تأسيس زوايا على غرار ما قام به السلطان الحفصي وأبو عمرو عثمان (1435 - 1488م) الذي أسّس الكثير من الزوايا في مختلف أنحاء البلاد من الجنوب إلى الشمال إلى بسكرة... وحبّس لها الأوقاف وعيّن لها مقدمين للاشراف عليها وإدارتها.

وفي المقابل أصبحت للزاوية وظائف جديدة حيث اشتركت مع المدارس في وظيفة التّدريس خاصّة تعليم القراءة والكتابة ودراسة العلوم الشرعية. كما أصبح للزّاوية مسجدها حيث يؤدّي شيخ الزاوية خطة إمام الصلوات الخمس في زاويته. بل أكثر من ذلك دعمت وظائفها واتّسعت دائرتها في المجتمع بأن صارت مأوى للفارين والمعارضين للسلطة باعتبارها فضاء له حرمته "لا يجوز لأعوان المخزن اقتحامه ولا انتهاكه" (نلّلي سلامة العامري، الوَلاية والمجتمع، ص 175) . وبرزت أيضا مؤسسة الزاوية المتخصّصة في تعليم القرآن وتدريس العلوم الشرعية. وفي هذا السّياق يذكر ابن ناجي في معالم الايمان بخصوص زاوية الجديدي أنّ "كلّ بلدة من عمالة القيروان غالب الحال أنّ فقيهها قرأ بالزاوية، وكذلك كثير ممن قرأ فيها بالبادية ويصل إليها الناس للقراءة من أقصى المغرب" (ابن ناجي، معالم الايمان، ج4، ص239). تتقارب الزاوية إذن في نشاطها العلمي مع مؤسسة "المدرسة" بل إنّهما في كثير من الأحيان توجدان جنبا إلى جنب. وهذا التقارب شمل الجانب الهندسي والوظيفي إلى درجة أنّه غالبا ما يقع الخلط في العراق بين الزاوية والمدرسة وبين الخوانق والزوايا في مصر (راجع رحلة ابن بطوطة ص 37، والولاية والمجتمع ص183 - 184). وقد تعدّدت وظائف مؤسسة "الزاوية" وتنوّعت اختصاصاتها فمنها ما كان وظيفته إطعام الوافدين من المحتاجين أو غيرهم وفي ذلك يقول ابن ناجي في "معالم.." إنّ زاوية أبي يوسف الزعبي بالقيروان، كانت مجهزة لهذا الوظيف، فقد "كان عنده مطمورة تَسَعُ ثلاثمائة قفيز".جمعت الزاوية بين وظيفتيْ التعليم الديني والضيافة أو إطعام الطعام.

ومنذ القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي برز ما يُعرف بالزاوية الصوفية التي كانت وظيفتها "إقامة رسوم الفقراء في التّخلق بآداب الصوفية السنيّة في مطارحة الأفكار ونوافل الصلوات". وقد ضبط أحد شيوخ ابن ناجي وهو أبو عبد الله محمد بن شبل وظيفة الزوايا بقوله: "الشيوخ يعملون الزوايا ليصطادوا بها صالحا" (ابن ناجي، معالم، ج4، ص152) . ولعلّ هذه الوظيفة هي التي اشتهرت بها الزاوية عموما وعُرفت بها أساسا لدى العامة والخاصّة حيث طغى على نشاطها المنحى الروحي بالمعنى الصوفي للمصطلح. وكانت زاوية أبي عمران موسى المناري بالقيروان من أبرز الزوايا التي أرست هذه الوظيفة بممارسة رياضات صوفية..

ومنذ ذلك الحين تقلّصت الوظيفة التعليمية وتراجعت خصوصا بعد ظهور التيّار الغزالي في التّصوف الافريقي، أي بعد ورود تأليف أبي حامد الغزالي المُسمّى "إحياء علوم الدّين" على القيروان، حيث انتشر هذا التيار ليصل إلى المغرب الأقصى في أواسط القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي. وأيضا انتشرت تباعا ظاهرة الزاوية من حيث هي مدفن للوليّ. وأصبحت مزارا يتبرّك به. فتحوّلت بذلك إلى مقام أوْ قبر يُزار.

ونلاحظ في هذا التطور لوظائف مؤسسة الزاوية أنّ نشاطها تواصل على مستويين: الأوّل الزوايا المختصّة في وظيفة علمية أو روحية أو اجتماعية، والاخر الزوايا ذات الوظائف الكثيرة المتداخلة، وقد تعايش الصنفان وتطوّرا في أداء تلك الوظائف حتّى استوعبت الزاوية جلّ النشاط الديني والعلمي والاجتماعي وأضحت ترتادها شرائح متنوعة من المجتمع وأصبح لديها نوع من النفوذ والحضور وهو ما استدعى خطب ودّها والتعاون معها ومحاولة توظيفها على نحو أو آخر من قبل السلطة السياسية، إلى درجة أنّ الحُكّام خاصة في العهدين الحفصي والعثماني، أسهموا في تأسيس الزوايا ولم يعد إنشاؤها حكْرًا على الشيوخ والمتصوفة عموما.

والنتيجة هي أنّ كثيرًا من الزوايا أصبحت تستوعب عددا كثيرا من الرواد القارين خصوصا بعد اتّساع أحباسها وتنوّع نشاطها وتوسعه إلى فروع تشرف عليها الزاوية - الأمّ كما هو شأن الزاوية العوانية بالقيروان وزاوية أبي فارس عبد العزيز بن عياش بطبلبة، وزاوية الزعبي بالعلوين بالقيروان وزاوية سيدي عبيد الغرياني (ت1402 م) وغيرها كثير حتّى أصبحت بمنزلة "مستودعات" حقيقية للمواد الغذائية يقع اللّجوء إليها زمن الشدّة (العامري، الولاية والمجتمع، ص210). لقد انتشرت مؤسسة الزاوية بأصنافها المختلفة ووظائفها المتنوّعة في كل مكان في المدينة والريف على حد السواء مساهمة بذلك في تحقيق ما يُعرف بالاندماج الاجتماعي بين مختلف فئات المجتمع المغاربي عموما.

أشهر الزوايا[عدّل]

زاوية سيدي قاسم الجليزي
زاوية سيدي محرز بن خلف
زاوية سيدي نصر القرواشي
  • زاوية سيّدي أبي لبابة الصّحابي من عمل حسن بن الطيّب التونسي بُنيت بقابس سنة 1291هـ 1874م.
  • الزاوية العيساوية بجارة قابس أنشئت سنة 1293هـ/1876م.
  • زاوية سيدي المحجوب بقصور الساف اشتهر أنّها من منشآت علي باشا الثاني (1759/1777م).
  • زاوية الزّمّيت قرب كاف الغراب بين باجة وتونس من مآثر أبي عمرو عثمان المتوفى سنة 893هـ/1488م وجعل فيها جامعا للصلاة.
  • زاوية سيدي عمر عبادة بالقيروان بناها محمد الصّادق باي سنة 1276هـ/1859م.
  • زواية سيدي عبيد الغرياني بالقيروان، وهو عبيد بن يعيش أصيل جبل غريان بطرابلس. ظلّت زاويته على مرّ السنين مأوى لطلبة العلم والغرباء، ودفن بها عند وفاته سنة 805هـ/1402م.
  • الزاوية العوانية بناها حسب المشهور الأمير حسين باي الأوّل الذي تولّى الحكم من سنة 1705 إلى سنة 1735م. وقد ضمّت ضريح محمد العواني الشريف النّسب المتوفى سنة 1110هـ/1698م.
  • زاوية سيدي عبد القادر بالحمّامات، وهي زاوية قديمة جدّدها الأمير حمودة باشا الحسيني سنة 1213هـ/1798م.
  • زاوية سيدي عبد القادر بنهج الديوان بمدينة تونس العتيقة شرع في بنائها سنة 1263هـ/1846 واستمرّت الأشغال إلى سنة 1267هـ/1850م وأدخل في الزاوية المذكورة مسجد شيوشيو العتيق.
  • زاوية سيدي عبد القادر بالكاف جدّدت سنة 1338هـ/1919 بإذن من الأمير محمد الناصر باي الذي تولّى الحكم من سنة 1906 إلى سنة 1922م.
  • زاوية سيّدي نصر القرواشي بنيت بتستور سنة 1149هـ/1736م على يد الحاج عبد الواحد المغراوي ثمّ جُدّدت سنة 1339هـ/1920م على يد الأمين أحمد الشريف.
  • زاوية سيّدي البشير الشريف المتوفّى سنة 1242هـ/1826م من بناء الأمير حسين الثاني بن محمود الذي تولّى الحكم من سنة 1824 إلى سنة 1835م.
  • زاوية سيّدي براهم مقرّها بنهج العزّافين قرب سوق النحاس بمدينة تونس العتيقة. يعود تاريخ تأسيسها إلى النصف الثاني من القرن الحادي عشر هجريّا/السابع عشر ميلاديّا.
  • زاوية سيّدي علي عزّوز بزغوان بناها له الأمير محمد باي المعروف بالحفصي (المتوفّى سنة 1097هـ/1686م) بجانب مسكنه وبها قبره.
  • زاوية سيّدي إبراهيم الرياحي 1180/1266هـ - 1766/1850م بمدينة تونس، بناها الأمير أحمد باي الأوّل سنة 1267هـ/1850م. وجدّد قبّتها المشير محمد الصادق باي سنة 1295هـ/1878م.
  • زاوية سيّدي الكلاعي مقرّها بنهج سيّدي بن عروس بمدينة تونس. تأسّست في نهاية القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي.
  • زاوية سيدي أحمد بن عروس الهوّاري المتوفى سنة 868هـ 1463م مقرّها بنهج سيّدي بن عروس عدد 23 بمدينة تونس محاذية لجامع حمّودة باشا المرادي. وكان يسكن بالفندق الذي نقضه أبو عبد الله المنتصر وأقام به للشيخ زاوية ليسكنها حتى وفاته سنة 868هـ/1463م.

وبناءُ الزاوية كان في 838هـ/1434م. في هذه الزاوية عدّة مقابر قديمة منها قبر الشيخ محمد بن مصطفى الأزهري المتوفّى سنة 1067هـ/1656م وهو بجانب قبر الولي. وهي تحتضن رابطة الجمعيات القرآنية.

  • زاوية سيّدي مدْيَن ببطحاء سيدي المشْرف بالحجّامين بمدينة تونس من بناء مَحمّد بن حسين الثاني بن محمود الذي تولى الحكم من سنة 1271/1276هـ - 1855/1859م.
  • زاوية سيّدي الأنصاري بنهج القعّادين بمدينة تونس بناها الأمير محمد الهادي باي سنة 1321هـ 1903م. وتعتبر هذه الزاوية آخر الزوايا المبنية على الطراز التقليدي والقصيدة الموجودة فوق مدخل الزاوية من نظم الشاعر الشاذلي خزنه دار.
  • زاوية سيدي محرز وصاحب هذه الزاوية هو الإمام محرز بن خلف بن رزين بن يربوع بن حنظلة بن إسماعيل بن عبد الرحمان بن سيّدنا أبي بكر الصدّيق (رضي الله عنه) . توفّي سنة 413هـ/1022م. وقد كانت هذه الزاوية داره في حياته ولمّا توفّي دفن فيها، كما ضمّت سقيفة هذه الزاوية مقابر جماعة من سلاطين الدولة الحفصية وآلهم، جدّدت مرارا في القرون الماضية.

ففي المائة التاسعة الهجريّة جدّد بناءها السلطان محمد المنتصر (ت 839هـ/1435م) ابن أبي فارس الحفصي. ولمّا دخل الاسبان تونس نبشوا مقامه فلم يجدوا شيئا إلى أن طردهم الأتراك، فأعادوا بناء الضريح. وفي صدر الدولة الحسينية بنى حسين بن علي (1705/1735م) قباب الزاوية ثمّ أعيد تجديد عمارتها في عهد المشير محمد الصادق باي الذي تولى الحكم (بين سنة 1859 وسنة 1882م) . وكان المباشر لهندسة بنائها والناظر على أشغالها الأمير ألاي حسونة بن مصطفى، من ضباط الدولة الحسينيّة، وخرّيجي المدرسة الحربية بباردو. وقد سُقّفت وركّب بابها في سنة 1279هـ/1862 ورُمّم الضريح وقبته في سنة 1285هـ/1868م، كما جدّد تابوت القبر وأضيف إليه قفص من الفولاذ حوله سياج من جهاته الأربع والعناية بزاوية سلطان المدينة متواصلة.

  • زاوية سيدي المازري. موقعها بالمنستير بين البحر وحصن الرباط. صاحبها أبو عبد الله محمد بن علي بن عمر بن محمد التميمي المازري نسبة إلى مازرة وهي مدينة على الساحل الجنوبي من جزيرة صقلية. ويعدّ المازري من كبار العلماء. توفي في 8 ربيع الأوّل 536هـ/12 أكتوبر 1141م بالمهدية ونقل جثمانه في الغد عن طريق البحر إلى المنستير حيث مدفن الصالحين والعلماء حول الرباط، وأقيم على قبره ضريح بسيط قرب البحر فدام إلى أواخر القرن الثامن عشر الهجري. ولمّا خشي العلماء عليه من غمرات الموج اتفقوا على نقله مع غيره إلى مكان ليس ببعيد عن الأوّل فنقلت رفاته سنة 1172هـ/1763م إلى المقام المشهور في مقبرة المنستير. وبُني ضريحه بأمر من الأمير علي باشا الثاني الذي تولى الحكم من سنة 1759 إلى سنة 1777م ونقش فوق باب المقام النصّ التالي:

"يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات. أسس هذا المقام على ضريحيْ الشيخين الاماميْن العالمين أبويْ عبد الله محمد المازري ومحمد الموّاز...".

ببليوغرافيا[عدّل]

  • حسن محمد، "الفقراء والزوايا بوسط إفريقية من أواسط القرن السادس الهجري إلى نهاية القرن الثامن الهجري،( XIV -XII م)"، ضمن المغيبون في تاريخ تونس الإجتماعي، بيت الحكم، قرطاج،1999 ، ص ص311-372.
  • الهيلة محمد الحبيب، "الزاوية وأثرها في المجتمع القيرواني"، المجلة التونسية للعلوم الإجتماعية، XII 40/43 1975 ،ص ص 97-132.
  • Dermenghem Emile,Le culte des saints dans l’ Islam Maghrébin,éd du seuil,1974