سيدي أحمد التليلي

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1709 - 1763م]

سيدي أحمد التليلي أو سيدي تليل كما تتداول اسمه عامة الناس هو واحد من أبرز أعلام التصوف الذين ظهروا بالوسط الغربي للبلاد التونسية في القرن الثامن عشر. وهو سليل وسط عائلي عرف بالزهد والصلاح، وإيثار العلم والاصلاح الاجتماعي، فكانت زاويته التي لا تزال قائمة إلى اليوم مركز تعليم وتثقيف ومجاهدة روحية، وفضاء يقدم خدمات اجتماعية كإيواء الطلبة، وإغاثة المحتاجين، وتوفير القوت والمسكن لضعفاء الحال وذوي الحاجة، ومقرّ هذه الزاوية بمدينة فريانة. وُلد سيدي أحمد التّليلي سنة 1709م بمدينة فريانة، وهو حفيد العالم والصالح سيدي عباس بن عبد اللطيف. نشأ في وسط عائلي يتجاذبه طرفا العلوم الشرعية الفقهية والعلوم الذوقية الصوفية التي كانت كل من الطريقة القادرية والطريقة الرحمانية أساس منبعهما واستمرارهما في تلك المنطقة من البلاد التونسية. وقد حفظ سيدي أحمد التليلي القرآن الكريم منذ عهد مبكّر ثمّ حذق علوم العربية وآدابها وارتحل بعد ذلك إلى بلاد الجريد طلبا للتعمّق في العلوم والمعارف، فقصد زاوية سيدي عبد الحفيظ الواقعة قرب جبل الأوراس بالجزائر، واستمرّ به المقام هناك سبع سنوات قضاها في طلب العلوم الدينية الشرعية والعلوم الذوقية الصوفية وما يتصل بها من أسرار وعلوم روحية. ولمّا عاد سيدي أحمد التليلي إلى فريانة قرر بناء مدرسة بها تكون بمثابة مركز للعلم والمعرفة، وقطب زهد وصلاح، وهي التي صارت في ما بعد زاويته. وقد ذاع صيت الشيخ أحمد التليلي حتى إنّ ابن أبي الضياف في إتحافه يقول عنه "إنه من علماء الظاهر والباطن" ووصفه الشيخ الورثلاني الجزائري في رحلاته "بأن له يدا في علوم كثيرة". وللشيخ أحمد التّليلي أعمال مخطوطة وتآليف مازالت لم تر النور، وأغلبها مودع بزاويته. ولعلّه كان أميلَ إلى التّدريس والنّسخ والتقييد منه إلى التّأليف. وقد عرف الشيخ أحمد التليلي باعتداله وواقعيّته وانسجامه مع محيطه الرّيفي البدوي الذي كان بأمسّ الحاجة إلى التعلّم وكسر طوق الجهل والأميّة. ولم يسع الشيخ إلى فرض نفوذه وجمع الأتباع بل فتح "زاوية" كانت بمثابة الفضاء الرّوحي المؤسّس على التقوى. وتعتبر الزاوية التليلية من أعرق الزوايا القادرية في تونس فقد أقيمت في النّصف الأول للقرن الثامن عشر قبل زاوية الإمام المنزلي التي اعتبرها البهلي النيال والتليلي العجيلي من أقدم الزوايا القادرية في تونس.