سليمان النيڨرو

من الموسوعة التونسية
(بالتحويل من سليمان النّيڨرو)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

أصل هذا المهندس من الأندلس. ويذكر المؤرخ سليمان مصطفى زبيس أنّ أحد أفراد هذه العائلة وهو أبو البركات النّيڨرو كانت حرفته الحياكة حتّى احتاجت صومعة جامع القصبة إلى الترميم فاستعصى أمرها على الأمين المكلّف بها. ولما تبيّن عجزه توجّه أبو البركات النيڨرو مدفوعا بدافع الحماسة إلى المكان وجعل يشير عليه بكيفيّة الترميم إلى أن تأخّر الأمين وقدّمه ليباشر الترميم من أوّله إلى آخره. ولعلّ هذا المهندس الماهر كان يتعاطى هذا الفنّ قبل خروجه من الأندلس فلمّا حلّ أوائل القرن 11هـ/17م ترك فنّه الأصلي المتوارث ليتعاطى صناعة الحياكة حتّى وقع ما وقع من أمر الصومعة فعاد إلى فنّه الأوّل. وقد توارثت عنه هذا الفنّ وبرعت فيه جماعة من عقبه فبنيت على أيديهم الأبراج ورمّمت الأسوار في عهد حمودة باشا الحسيني وأحمد باي الأوّل. ومن أفراد هذه العائلة حميدة النّيڨرو أحد أمناء البناء الّذي شارك في بناء دار الباي بالقصبة.

أمّا سليمان النّيڨرو فقد عرف بالمهندس البلدي وأمين البناء، شارك في بناء باب البحر سنة 1294هـ/1877م وتجديد صومعة جامع الزيتونة سنة 1312هـ/1895م مع الأمين الطّاهر بن صابر. وقد وصفه محمد بن عثمان الحشائشي المتوفّى سنة 1912 في كتابه الفوائد العلميّة في العادات التونسيّة عند حديثه عن صناعة البناء بقوله: "وخاتمة هذا الفنّ المرحوم سليمان النّيڨرو الأندلسي، مهندس صومعة الجامع الأعظم. وكان هذا الرّجل من أعزّ أصدقائنا وبمثابة والدي وله قريحة جيّدة ومشاركة في الفنون المستطرفة مع التبحّر التّام في صناعة البناء والهندسة".

وضع المهندس سليمان النّيڨرو تأليفا في صناعة البناء بعنوان: بلوغ المنى في قواعد الرّم والبناء وهو مفقود. يقول محمد بن عثمان الحشائشي عن هذا الكتاب: "ومن اطّلع على هذا التأليف يرى العجب العجاب. وأعجب من ذلك أنّ جميع هذه الفصول بل هذا الكتاب بتمامه كلّه مركوز في أفكار الأمناء العارفين مثل المصنّف".