سليمان الحيلاتي

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[ق 11هـ - 17م]

الشيخ سليمان بن أحمد الحيلاتي من علماء جربة في القرن الحادي عشر هجرياًّ/السابع عشر ميلادياًّ، الذين تعدّ مؤلفّاتهم وثائق مرجعيةّ لدراسة التاريخ الثقافي والسياسي والاجتماعي والديني لهذه الجزيرة. ينتسب الشيخ أبو الربيع سليمان بن أحمد الحيلاتي إلى أسرة الحيلاتيين التي تقيم بحومة جعبيرة بجربة. وقد اشتهرت هذه العائلة بحرصها الشديد على طلب العلم والتضلّع منه ونشره. ولم يكن هذا الاهتمام مقتصرا على العلوم الدينيّة بل كان يتعدّاه إلى كل فنون العصر من علم كلام ومنطق وفلسفة. ويذكر ابن تعاريت في رسائله نقلا عن المقدمة التي وضعها محمد قوجة في مقدمة تحقيقه لرسائل الحيلاتي أنّه ذاع صيت هذه العائلة خاصة في القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين 16 - 17م، مقترنا بإشعاع الشيخ عبد الرحمان بن أحمد الحيلاتي الذي ترأس حلقة العزّابة في القرن العاشر للهجرة السادس عشر ميلادي. كان أبوه أحمد بن محمد الحيلاتي المتوفّى سنة 1058هـ/1649م رجلا تقيّا ومحافظا وكان دأبه العبادة وزيارة المساجد. أمّا مؤلّفاته فمن أهمّها الرسائل وهي في أغلبها رسائل علمية وتراجم مختصرة سجّلها من مشاهداته ومن وثائق قديمة وممّا سمع من ثقات أهل زمانه. وقد ذكر كثيرا عن الوقائع والحروب الصليبيّة بجربة وعمّن قاد جنودها لمواجهة المغيرين.

وأورد ابن تعاريت أنّ الشيخ سليمان الحيلاتي جمع "نسبة الدين" ورتّبه من زمنه إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم.وفي تلك "الرسائل" ذكر الحيلاتي علماء جربة وأماكن أضرحتهم والحوادث التي وقعت في أيامهم ومجالسهم العلميّة. ومن أبرز الشيوخ المذكورين الذين يعدّون أساتذة لسليمان الحيلاتي أبو زيد عبد الرحمان بن أحمد الحيلاتي الذي درس بجامع الأزهر وعند عودته إلى جربة ترأس نظام العزّابة فيها (وهو مجلس علماء العقيدة والشريعة من الاباضية)، كما تتلمذ الحيلاتي لـأبي الفضل قاسم بن سعيد الصدغياني وليوسف بن صالح بن قاسم البلاّز اليسوتني. وذكر الحيلاتي أنّه أخذ معلومات أيضا من وثائق وجدها بخط الفقيه إبراهيم بن ثابت، وفي مناسبة أخرى أنّه كان يستقي معلومات من كبار السن المعاصرين له، هذا زيادة على مشاهداته الشخصية التي أكّدها في مواضع متفرّقة من رسائله.