ابن اندراس

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

ابن اندراس (674 هـ‍) (1) (1275 م)

محمد بن أحمد بن محمد الأموي، المعروف بابن اندراس، أبو القاسم أبو يعقوب، المرسي الأندلسي، نزيل تونس. كان متقدما في علم الطب، عارفا بالعربية وأصول الدين، مشاركا في غيرها من العلوم وكان حاضر الذهن ومن عادته إذا سئل عن مسألة من الطب لا يجيب فيها إلا بعد إمعان النظر على طريقة الحذاق وأرباب الدين.

بارح بلده مرسية ومر بالمغرب الأقصى فأقام بطنجة ثم أقام ببجاية في حدود سنة 660/ 1262 ودرس بها أرجوزة ابن سينا في الطب، وقانون أبي موسى الجزولي في النحو. وممن قرأ عليه ببجاية أحمد الغبريني صاحب «عنوان الدراية» وأبو بكر بن الفلاس الفقيه الطبيب، وحضر مجالس من القراءة عليه القاضي الجليل عبد الله بن يعقوب وغيرهم، قراءة بحث واتقان، وجودة بيان، كما قرأ عليه الغبريني جملة من كليات «القانون» لابن سينا بعد قراءة الأرجوزة، وكانت الأبحاث في كل ذلك جارية على القوانين النظرية والاستدلالات الجلية.

وفي مدة إقامته ببجاية تولى تطبيب الولاة مع بعض خواص الأطباء، وسمع به السلطان محمد المستنصر الحفصي فاستدعاه إلى تونس، فكان من جملة أطبائه وجلسائه.

وفي «الفارسية» عند الكلام عن السلطان أبي يحيى بن أبي زكريا بن إسحاق الحفصي حكاية تدل على صلته بالبيت المالك الحفصي واعتراف سلطان وقته بمهارته في الطب، مع تحرزه منه لميله إلى ابن اللحياني، وما هي إلا وساوس ملوك الإطلاق فإن المترجم له كان معروفا بالديانة «حكى الفقيه الطبيب أبو علي الحسن المراكشي الحكيم ببلدنا (قسنطينة) قال: دخلنا عليه بالدكان وهو رياضه الذي بظاهر قسنطينة فوجدته بجراحات فاحشة أصابته في قتاله مع رياضه الذي الواديين، قال: وبإزائه الفقيه الطبيب العالم أبو يعقوب بن اندراس، وفي المجلس الطبيب ابن حمزة والد القائد أبي عبد الله بن الحكيم وقد أفزعهم ما رأوا به من الجراحة، فقال لهم السلطان الأمر قريب فيها فإن سيدي يعقوب بن عمران (1) وعدني أني أموت على فراش العافية

قال الحكيم: فلما افترق المجلس وجه إليّ وحدي وقال لي بلا شك إن ابن اندراس هو ابن سينا زمانه وابن حمزة أمين دارنا، فإذا أشار ابن اندراس بشيء فتأمله، فإني اتهمه بموالاته ابن اللحياني وكان ابن اندراس هذا إذا دخل على السلطان - رحمه الله - قرب له بيده مخدة من مخاد سريره إكراما للعلم.

مؤلفاته

1 - رجز في الطب نظّم فيه بعض الأدوية أتمه ببجاية.

2 - نظم في الأدوية المفردة من القانون لابن سينا وكلف تلميذه الغبريني نظم بعض الأدوية على سبيل التعاون فنظم له بعضها، قال الغبريني: «وما علمت هل استكملها بعد أم لا؟ ».

المصادر والمراجع

- الأعلام 6/ 218.

- الذيل والتكملة 6/ 64.

- عنوان الدراية 101 - 102.

- الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية لابن القنفذ القسنطيني ص 163.

- معجم المؤلفين 8/ 318 - 319.

الهوامش

(1) هو البويوسفي الملاري القسنطيني كان من الصلحاء وتروى له كرامات. وفي هذا العصر وقبله بمدة طويلة بدأ الانحطاط الفكري والعلمي وعلا شأن الصلحاء والمتصولحين ورجال التصوف وشاعت الخرافات وصدقت بها العقول.