أحمد خير الدين

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1905 - 1967م]

أحمد خير الدين

تحدث أحمد خير الدّين مرّة عن نفسه فقال إنّه "مغرم بفنّ التّمثيل المسرحي، هَامَ به ثلث قرن وعمل في حقله كلّ ما يمكن أن يعمله من كان مثله، من كتابة محاضر الجلسات وتحرير الاعلانات والسّهر على تصحيحها وطبعها ومراقبة توزيعها والاشراف على سير التّمارين وضبط أدوار الرّوايات العربية بالشّكل وأخيرا بل وأولا التأليف الروائي". وقد ألّف أحمد خير الدين الكثير من المسرحيات بعضها باللّغة العربية الفصحى وجلّها باللّسان الدّارج. ويبدو أنّه كان يتردّد بين الفصحى والعامّية إذ نجده كتب مقالا عن "المسرح التّونسي بين اللّغة العربية الفصحى والدّارجة" نشره في العدد الثالث (السنة الأولى) من مجلة "المسرح" الصّادرة في جويلية - أوت - سبتمبر 1959.

أمّا مسرحياته التي كتبت بالعربية الفصحى فنخصّ بالذّكر منها مسرحية "خالد بن يزيد القيسي أو الكاهنة" التي ألّفها في سبتمبر 1937 وقدّمتها جمعية النادي الافريقي بالمسرح البلدي بتونس في 13 ماي 1950 ثمّ فرقة بلديّة تونس في نوفمبر 1961. وقد أحرزت هذه المسرحية جائزة القسم التّاريخي في المباراة المسرحية التي فتحتها جمعيّة الاتّحاد المسرحي في موفّي سبتمبر 1937 فمنحت الجائزة الأولى.ولأحمد خير الدين أيضا مسرحية "أبو جعفر المنصور" التي ألّفها سنة 1939. ومن أحسن مسرحياته العربيّة مسرحية "إلى مصر أو بدر الدّجى" التي أحرزت الجائزة "الصّغرى في المباراة البلديّة للتأليف المسرحي لعام 1949 - 1950.

وقدّمت جمعيّة الاتّحاد المسرحي مسرحية "بدر الدّجى" لأوّل مرّة في حفلتين متتابعتين، الأولى مساء الخميس 24 مارس 1949 والثّانية عشيّة الجمعة الموالي بالمسرح البلدي بتونس.وقد مثّلها بالجزائر قسم التمثيل للبعثة الجزائرية العلميّة في السّنة نفسها. وعرّب أحمد خير الدين مسرحية "كازيمودو" أو "أحدب الكنيسة" بالاشتراك مع نور الدين بن عمر. أمّا المسرحيات التي كتبها أحمد خير الدّين باللّسان الدّارج فهي كثيرة نذكر منها "عفيفة" أو "عفتها سبب سعادتها" و"رجعتلوا عقلو" و"طاح في البير وطلّعوه" و"الحاج كلوف" و"الحاج كلوف في الخلاعة". وألّف عددا كثيرا من المسرحيات الإذاعية بالفصحى والدّارجة نكتفي بذكر بعضها: "جابر العثرات" و"عدالة القدر" و"بطل لا يموت" و"فلسطين" و"تايب للّه" و"شدّ مشومك" و"حمل الجماعة ريش" و"شدّ دارك واخطا جارك" و"عزوزة السّتوت".والجدير بالذّكر أنّ سلسلة الحاج كلوف كتبها أحمد خير الدّين للاذاعة وقد ناهز عدد حلقاتها 140 حلقة.

ونظرا إلى ما لاقته هذه الحلقات من نجاح، قدّمت فرقة المسرح الشّعبي "الحاج كلوف في الحمّام" في كامل أنحاء الجمهوريّة. وقدّم أنصار المسرح "الحاج كلوف في الخلاعة". ثمّ قدّم الحاج كلوف على الشّاشة الصغيرة. وكان أحمد بن سليمان خير الدين التّركي الأصل من مواليد سنة 1905 بتونس العاصمة وكان قد أحرز شهادة التّطويع من جامع الزيتونة سنة 1925 وباشر التعليم بالمدرسة العرفانية من سنة 1927 إلى سنة 1941. وعمل بعد ذلك قيّما عامّا بالجامعة الزّيتونية من سنة 1941 إلى سنة 1960 وانتقل إلى العمل بالإذاعة الوطنية إلى أن أدركته المنيّة في 25 جويلية 1967.