أحمد توفيق المدني

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
أحمد توفيق المدني

[ 1899 - 1983م]

هو من أبرز الشخصيات السياسيّة التي أثرت في مسيرة النضال الوطني والسياسي وفي مسار الصحافة التونسية والمغاربية. فهو جزائري الأصل، تونسي المولد والنشأة كتب منذ حداثة سنّه مندّدا بحيف السياسة الاستعمارية. ورغم محاكمته وإبعاده إلى الجزائر لم يزده ذلك إلاّ إصرارا على خدمة قضية الوطن وإجلاء المستعمر.

كانت ولادته بتونس يوم 1 نوفمبر 1899، وقد زاول دراسته الأولى في المدرسة القرآنية الأهلية ثمّ في جامع الزيتونة والمدرسة الخلدونية، ومنذ حداثة سنّه استهوته كتابة الأشعار والصحافة فراسل جريدة "الفاروق" الجزائرية بداية من سنة 1904 ولم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره. وبعد أن نشر خمس مقالات زُجّ به في السجن لترويجه أشعارا مناهضة لفرنسا، وظلّ مسجونا إلى حدود سنة 1919 تاريخ انتهاء الحرب العالمية الأولى. ولمّا عادت الصحافة الوطنية إلى الصدور كانت عودة المدني إلى الميدان بتعريب فصل بالفرنسية صدر من كتاب الشيخ عبد العزيز الثعالبي تونس الشهيدة، نشره بجريدة "المشير" التي يديرها الطيب بن عيسى. فعطّلتها السلط الاستعمارية بقرار مؤرخ في 22 مارس 1920، وفي السنة ذاتها انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية للحزب الحرّ الدستوري التونسي، فتولّى الاشراف على التحرير والشؤون الإدارية لمجلّة "الفجر" التي أصدرها الحزب الدستوري منذ أوت 1920 وحتى ديسمبر 1921. وكان المدني يسهم بمقالاته في جرائد "الأمّة" و"الاتحاد" و"العصر الجديد" و"الوزير" و"الصواب" و"إفريقيا" مبرزا في ما كتب أنّ النوايا الحقيقية لفرنسا هي استغلال تونس وجعلها تابعة لها لا تمدينها كما تزعم الحكومة الاستعمارية. وعرف المدني بدفاعه عن سعد زغلول زعيم حزب الوفد المصري، ودافع عن حريّة الصحافة وعن حركات التحرّر في العالم. ومنذ سنة 1922 شرع المدني في إصدار تقويم سنوي بعنوان "تقويم المنصور" سعى فيه إلى جمع البحوث التاريخية والجغرافية والدراسات الأدبية والمقالات السياسية. وواصل إصدار هذا التقويم إلى سنة 1925، وأصدر المجلد الرابع والخامس منه في الجزائر وذلك بعد أنّ اتخذت السلطة الاستعمارية قرار إبعاده إلى الجزائر في جوان 1925 بصفته من الرعايا الجزائريين، واعتمادا على قانون فرنسي يقضي بإبعاد من يرى في وجودهم خطرا على النفوذ الفرنسي في البلدان المستعمرة. وكان ذلك على إثر نشره في 23 ماي 1925 مقالا عن انتفاضة الريف بالمغرب الأقصى بقيادة عبد الكريم الخطابي كما أسهم المدني سنة 1924 في بعث "الرابطة القلمية" للدفاع عن حرية الفكر والصحافة، وتولّى كتابتها العامة في حين كان محمد محيي الدين القليبي وعثمان الكعاك كاتبين لها، وكان زين العابدين السنوسي أمين مالها، ولقد أسهم أحمد توفيق المدني في أغلب الصحف التي تصدر آنذاك.