«أبو القاسم البرزلي»: الفرق بين المراجعتين
| (11 مراجعة متوسطة بواسطة 3 مستخدمين غير معروضة) | |||
| سطر 1: | سطر 1: | ||
| + | [738 - 841هـ/1337 - 1438م] | ||
| − | [ | + | الفقيه الموسوعي، تلميذ الامام [[ابن عرفة]] (ت 803هـ/1401م) صاحب المؤلفات الكثيرة وأشهرها كتابه المعروف ب: "فتاوى [[أبو القاسم البرزلي|البرزلي]] جامع مسائل الأحكام لما نزل من القضايا بالمفتين والحكام" في سبعة أجزاء. |
| − | + | أثبتت المصادر أنّ الإمام [[أبو القاسم البرزلي|البرزلي]] قيروانيّ النشأة والأصل، إلاّ أنّ هذا اللّقب "[[أبو القاسم البرزلي|البرزلي]]" نادر الورود في المصادر والوثائق التاريخية للقيروان، وقد سكتت المصادر عن توضيح نسبة [[أبو القاسم البرزلي|البرزلي]] ولم نجد من ذكرها غير صاحب كتاب "الضوء اللاّمع" إذ يفيد بأنّها نسبة إلى "برزلة" دون أو يوضّح معناها. | |
| − | أثبتت المصادر أنّ | + | ولئن ذكرت المصادر أنّ الإمام أبا القاسم البلوي [[أبو القاسم البرزلي|البرزلي]] ولد ب[[القيروان]] فإنّها لم تحدد تاريخ تلك الولادة، لكنّ الرّاجح عند البحث والمقارنة أنّه ولد سنة 738هـ/1337م تقريبا. فقد ذكرت بعض المصادر أنه مات عن مائة وثلاث سنين، سنة 841هـ/1437 - 1438م وهو ما أثبته الزركشي في "تاريخ الدولتين" على عكس بقية المؤرّخين ومنهم السّخاوي الذي أرّخ وفاة [[أبو القاسم البرزلي|البرزلي]] بسنة 844هـ/1440م. |
| − | ولئن ذكرت المصادر أنّ | ||
ويرجّح تاريخ انتقاله إلى العاصمة في ما بين سنتي 770 / 776هـ/1369 - 1375م. | ويرجّح تاريخ انتقاله إلى العاصمة في ما بين سنتي 770 / 776هـ/1369 - 1375م. | ||
ويبدو أنّه في أول انتقاله إلى [[تونس]] تولّى خطبة جامع أريانة حسب ما ذكره ابن سلامة في تاريخه، وتولّى بعد ذلك مشيخة المدرسة الشّماعية واستمرّ فيها إلى وفاة الشّيخ الغبريني في 72 ربيع الأول سنة 813/جانفي 1411م فعيّن إماما وخطيبا. | ويبدو أنّه في أول انتقاله إلى [[تونس]] تولّى خطبة جامع أريانة حسب ما ذكره ابن سلامة في تاريخه، وتولّى بعد ذلك مشيخة المدرسة الشّماعية واستمرّ فيها إلى وفاة الشّيخ الغبريني في 72 ربيع الأول سنة 813/جانفي 1411م فعيّن إماما وخطيبا. | ||
| − | ورحل [[أبو القاسم البرزلي|البرزلي]] إلى المشرق للحجّ سنة 799هـ/1397م وامتدّت رحلته إلى سنة 800هـ/1398م، فزار الاسكندرية واتّصل بشيوخها، وعلى الأخصّ الشيخ الفقيه أبي عبد الله محمد الدّكالي، وبحث معه قضيّة خلافه مع [[ابن عرفة]] ب[[تونس]] التي كانت سببا في خروجه منها وانتقاله إلى مصر، كما قصد فلسطين وزار القدس وتنقّل بين قرى الشام، ويبدو أنه حلّ بدمشق حيث أخذ عن أبي العبّاس بن الحاج | + | ورحل [[أبو القاسم البرزلي|البرزلي]] إلى المشرق للحجّ سنة 799هـ/1397م وامتدّت رحلته إلى سنة 800هـ/1398م، فزار الاسكندرية واتّصل بشيوخها، وعلى الأخصّ الشيخ الفقيه أبي عبد الله محمد الدّكالي، وبحث معه قضيّة خلافه مع [[ابن عرفة]] ب[[تونس]] التي كانت سببا في خروجه منها وانتقاله إلى مصر، كما قصد فلسطين وزار القدس وتنقّل بين قرى الشام، ويبدو أنه حلّ بدمشق حيث أخذ عن أبي العبّاس بن الحاج الإشبيلي إمام محراب المالكية، كما لقي بمصر برهان الدين الشافعي وأخذ عنه وطلب منه الإجازة فأجازه، وهو الذي وصفه [[أبو القاسم البرزلي|البرزلي]] في إجازته لابن مرزوق الحفيد براوية الدّيار المصريّة، غير أنّ الأثر الأكبر في شخصية [[أبو القاسم البرزلي|البرزلي]] العلمية كان لأستاذه [[ابن عرفة]] إذ كان كثير الاعتماد على أقواله في فتاواه ودروسه يذكرها محتجا بها ومستدلا، ولم يقف تأثر [[أبو القاسم البرزلي|البرزلي]] ب[[ابن عرفة]] عند هذا الحد بل بلغ درجة الانتصار لمواقفه. |
== من مؤلّفاته == | == من مؤلّفاته == | ||
يعدّ كتاب "الفتاوى" أكبر تآليفه ويعرف بالنوازل أو "ديوان [[أبو القاسم البرزلي|البرزلي]]" ويقول عنه: "هذا كتاب قصدت فيه إلى جمع أسئلة اختصرتها من نوازل ابن رشد وابن الحاج والحاوي لابن عبد النور، وأسئلة عز الدين وغيرهم من فتاوى المتأخرين من أيمة المالكيّين، من المغاربة والافريقيين، ممن أدركناه وأخذنا عنه أو غيرهم ممن نقلوا عنهم، وغير ذلك مما اخترناه ووقعت به فتوانا أو اختاره بعض مشائخنا". | يعدّ كتاب "الفتاوى" أكبر تآليفه ويعرف بالنوازل أو "ديوان [[أبو القاسم البرزلي|البرزلي]]" ويقول عنه: "هذا كتاب قصدت فيه إلى جمع أسئلة اختصرتها من نوازل ابن رشد وابن الحاج والحاوي لابن عبد النور، وأسئلة عز الدين وغيرهم من فتاوى المتأخرين من أيمة المالكيّين، من المغاربة والافريقيين، ممن أدركناه وأخذنا عنه أو غيرهم ممن نقلوا عنهم، وغير ذلك مما اخترناه ووقعت به فتوانا أو اختاره بعض مشائخنا". | ||
| − | |||
وأضاف محقق هذا الكتاب الأستاذ الحبيب الهيلة موضّحا: والمطالع للكتاب يلاحظ أن مصادر [[أبو القاسم البرزلي|البرزلي]] في فتاويه كثيرة جدا لم يذكر منها إلاّ القليل مهملا ذكر عناوين كتب الفقه المالكي من الأمهات: من المدوّنة والموازية ورسالة [[ابن أبي زيد القيرواني]]، وأبرز كتبه كالنوادر والزيادات، وتهذيب البراذعي، ومؤلفات ابن الحاجب وغير ذلك كثير. | وأضاف محقق هذا الكتاب الأستاذ الحبيب الهيلة موضّحا: والمطالع للكتاب يلاحظ أن مصادر [[أبو القاسم البرزلي|البرزلي]] في فتاويه كثيرة جدا لم يذكر منها إلاّ القليل مهملا ذكر عناوين كتب الفقه المالكي من الأمهات: من المدوّنة والموازية ورسالة [[ابن أبي زيد القيرواني]]، وأبرز كتبه كالنوادر والزيادات، وتهذيب البراذعي، ومؤلفات ابن الحاجب وغير ذلك كثير. | ||
أمّا منهج [[أبو القاسم البرزلي|البرزلي]] في تناول الفتاوى فهو يقوم على عرض السؤال الذي وجّه إليه أو إلى أحد شيوخه أو إلى علم من أعلام المذهب المالكي، ثم يورد الجواب من عنده، ثم يعقب على ما ينقله تعقيبا يختلف باختلاف موقفه من القضيّة، فإذا وجد نقصا في جواب غيره أكمله سواء بدليل قياسي أو نقلي، وإذا خالف رأي المسؤول عقب عليه بالرّد والدحض المعتمد على الحجة أيضا، وإذا وجد في جواب غيره كفاية انتقل إلى مسألة أخرى، وكثيرا ما يستدّل على القضية بمواقف السلف الصالح، ومواقف شيخه [[ابن عرفة]] بالخصوص. | أمّا منهج [[أبو القاسم البرزلي|البرزلي]] في تناول الفتاوى فهو يقوم على عرض السؤال الذي وجّه إليه أو إلى أحد شيوخه أو إلى علم من أعلام المذهب المالكي، ثم يورد الجواب من عنده، ثم يعقب على ما ينقله تعقيبا يختلف باختلاف موقفه من القضيّة، فإذا وجد نقصا في جواب غيره أكمله سواء بدليل قياسي أو نقلي، وإذا خالف رأي المسؤول عقب عليه بالرّد والدحض المعتمد على الحجة أيضا، وإذا وجد في جواب غيره كفاية انتقل إلى مسألة أخرى، وكثيرا ما يستدّل على القضية بمواقف السلف الصالح، ومواقف شيخه [[ابن عرفة]] بالخصوص. | ||
| − | وقد سلك في ترتيب مسائل الكتاب وتبويبها مسلك أغلب جامعي الفتاوى إذ رتبّه على أبواب الفقه من الطّهارة والعبادات إلى الأنكحة والطلاق ثمّ المعاملات. مع أنّه أضاف في أوّل الكتاب بابا يتعلّق بمسائل أحكام الفتوى، وألحق بمسائل الكتاب قضايا تتعلق بالأدعية والوعظ والطّب وغير ذلك من المتفرّقات | + | وقد سلك في ترتيب مسائل الكتاب وتبويبها مسلك أغلب جامعي الفتاوى إذ رتبّه على أبواب الفقه من الطّهارة والعبادات إلى الأنكحة والطلاق ثمّ المعاملات. مع أنّه أضاف في أوّل الكتاب بابا يتعلّق بمسائل أحكام الفتوى، وألحق بمسائل الكتاب قضايا تتعلق بالأدعية والوعظ والطّب وغير ذلك من المتفرّقات. |
| + | |||
| + | == بيبليوغرافيا == | ||
| + | * البرزلي أبو القاسم، '''جامع مسائل الأحكام'''، تحقيق الحبيب الهيلة، بيت الحكمة،قرطاج،2004. | ||
| + | |||
| + | |||
[[تصنيف:الموسوعة التونسية]] | [[تصنيف:الموسوعة التونسية]] | ||
| − | + | [[تصنيف:الدين]] | |
[[تصنيف:الفقه]] | [[تصنيف:الفقه]] | ||
المراجعة الحالية بتاريخ 09:36، 6 مارس 2017
[738 - 841هـ/1337 - 1438م]
الفقيه الموسوعي، تلميذ الامام ابن عرفة (ت 803هـ/1401م) صاحب المؤلفات الكثيرة وأشهرها كتابه المعروف ب: "فتاوى البرزلي جامع مسائل الأحكام لما نزل من القضايا بالمفتين والحكام" في سبعة أجزاء.
أثبتت المصادر أنّ الإمام البرزلي قيروانيّ النشأة والأصل، إلاّ أنّ هذا اللّقب "البرزلي" نادر الورود في المصادر والوثائق التاريخية للقيروان، وقد سكتت المصادر عن توضيح نسبة البرزلي ولم نجد من ذكرها غير صاحب كتاب "الضوء اللاّمع" إذ يفيد بأنّها نسبة إلى "برزلة" دون أو يوضّح معناها. ولئن ذكرت المصادر أنّ الإمام أبا القاسم البلوي البرزلي ولد بالقيروان فإنّها لم تحدد تاريخ تلك الولادة، لكنّ الرّاجح عند البحث والمقارنة أنّه ولد سنة 738هـ/1337م تقريبا. فقد ذكرت بعض المصادر أنه مات عن مائة وثلاث سنين، سنة 841هـ/1437 - 1438م وهو ما أثبته الزركشي في "تاريخ الدولتين" على عكس بقية المؤرّخين ومنهم السّخاوي الذي أرّخ وفاة البرزلي بسنة 844هـ/1440م. ويرجّح تاريخ انتقاله إلى العاصمة في ما بين سنتي 770 / 776هـ/1369 - 1375م. ويبدو أنّه في أول انتقاله إلى تونس تولّى خطبة جامع أريانة حسب ما ذكره ابن سلامة في تاريخه، وتولّى بعد ذلك مشيخة المدرسة الشّماعية واستمرّ فيها إلى وفاة الشّيخ الغبريني في 72 ربيع الأول سنة 813/جانفي 1411م فعيّن إماما وخطيبا.
ورحل البرزلي إلى المشرق للحجّ سنة 799هـ/1397م وامتدّت رحلته إلى سنة 800هـ/1398م، فزار الاسكندرية واتّصل بشيوخها، وعلى الأخصّ الشيخ الفقيه أبي عبد الله محمد الدّكالي، وبحث معه قضيّة خلافه مع ابن عرفة بتونس التي كانت سببا في خروجه منها وانتقاله إلى مصر، كما قصد فلسطين وزار القدس وتنقّل بين قرى الشام، ويبدو أنه حلّ بدمشق حيث أخذ عن أبي العبّاس بن الحاج الإشبيلي إمام محراب المالكية، كما لقي بمصر برهان الدين الشافعي وأخذ عنه وطلب منه الإجازة فأجازه، وهو الذي وصفه البرزلي في إجازته لابن مرزوق الحفيد براوية الدّيار المصريّة، غير أنّ الأثر الأكبر في شخصية البرزلي العلمية كان لأستاذه ابن عرفة إذ كان كثير الاعتماد على أقواله في فتاواه ودروسه يذكرها محتجا بها ومستدلا، ولم يقف تأثر البرزلي بابن عرفة عند هذا الحد بل بلغ درجة الانتصار لمواقفه.
من مؤلّفاته[عدّل]
يعدّ كتاب "الفتاوى" أكبر تآليفه ويعرف بالنوازل أو "ديوان البرزلي" ويقول عنه: "هذا كتاب قصدت فيه إلى جمع أسئلة اختصرتها من نوازل ابن رشد وابن الحاج والحاوي لابن عبد النور، وأسئلة عز الدين وغيرهم من فتاوى المتأخرين من أيمة المالكيّين، من المغاربة والافريقيين، ممن أدركناه وأخذنا عنه أو غيرهم ممن نقلوا عنهم، وغير ذلك مما اخترناه ووقعت به فتوانا أو اختاره بعض مشائخنا". وأضاف محقق هذا الكتاب الأستاذ الحبيب الهيلة موضّحا: والمطالع للكتاب يلاحظ أن مصادر البرزلي في فتاويه كثيرة جدا لم يذكر منها إلاّ القليل مهملا ذكر عناوين كتب الفقه المالكي من الأمهات: من المدوّنة والموازية ورسالة ابن أبي زيد القيرواني، وأبرز كتبه كالنوادر والزيادات، وتهذيب البراذعي، ومؤلفات ابن الحاجب وغير ذلك كثير.
أمّا منهج البرزلي في تناول الفتاوى فهو يقوم على عرض السؤال الذي وجّه إليه أو إلى أحد شيوخه أو إلى علم من أعلام المذهب المالكي، ثم يورد الجواب من عنده، ثم يعقب على ما ينقله تعقيبا يختلف باختلاف موقفه من القضيّة، فإذا وجد نقصا في جواب غيره أكمله سواء بدليل قياسي أو نقلي، وإذا خالف رأي المسؤول عقب عليه بالرّد والدحض المعتمد على الحجة أيضا، وإذا وجد في جواب غيره كفاية انتقل إلى مسألة أخرى، وكثيرا ما يستدّل على القضية بمواقف السلف الصالح، ومواقف شيخه ابن عرفة بالخصوص.
وقد سلك في ترتيب مسائل الكتاب وتبويبها مسلك أغلب جامعي الفتاوى إذ رتبّه على أبواب الفقه من الطّهارة والعبادات إلى الأنكحة والطلاق ثمّ المعاملات. مع أنّه أضاف في أوّل الكتاب بابا يتعلّق بمسائل أحكام الفتوى، وألحق بمسائل الكتاب قضايا تتعلق بالأدعية والوعظ والطّب وغير ذلك من المتفرّقات.
بيبليوغرافيا[عدّل]
- البرزلي أبو القاسم، جامع مسائل الأحكام، تحقيق الحبيب الهيلة، بيت الحكمة،قرطاج،2004.
