مصطفى خزنه دار

من الموسوعة التونسية
نسخة 14:26، 24 جانفي 2017 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1817 - 1878م]

مصطفى خزنه دار

مملوك يوناني تولى الوزارة الكبرى بالبلاد التونسية مدّة 35 سنة متواصلة، وُلد حَوَالي سنة 1233هـ/1817م في بلدة كردميلة بجزيرة كيو (Chio) حيث هلك أبوه إستفان في مذابح فتنة العصيان سنة 1821 لمّا ثار الوطنيون اليونانيون على حكم الأتراك العثمانيّين في سبيل استقلال بلادهم، واسمه الأصلي جورج كالكياس سترافيلاكيس، فظلّ يتيما إلى أن وقع في الرّق ثمّ حمل عبدا إلى إزمير فبيع بسوق الرّقيق في الأستانة ثمّ بيع من جديد في سوق العبيد بتونس، فوضع في البلاط الحسيني بباردو في عهد الأمير حسين باي الثاني (1824 - 1835) وصار يدعى مصطفى بعد أن اعتنق الدّين الاسلامي. واعتنى به الشاب أحمد باي وضمّه إلى حاشيته فتفقه عن عبد الرحمان الكامل المالكي والشيخ مصطفى بوغازلي حتّى أصبح يجيد القرآن ويحسن الكتابة. وكان غيورا على من يتقرّب من الباي كثير الاعتقاد بالصالحين معروفا بقضاء الحوائج ثم أصبح شحيح النفس حريصا على التقتير. صاهر أحمد باي الأوّل على أصغر أخواته ثمّ ولاّه خزنه دار. وقد جمع هذا الوزير أربع وزارات: الوزارة الكبرى من سنة 1837 إلى 1873 ووزارة العمالة ووزارة الخارجية ووزارة المال. ومدّة توليه الوزارة الكبرى طوال خمس وثلاثين سنة عمل مصطفى خزنه دار على جمع الأموال بمختلف الطرق المشروعة وغير المشروعة وكان داهية محجاجا حاضر البديهة بارعا في التزلف للبايات. وفي أيّامه جدّد عدّة زوايا منها المقام الشاذلي في تونس بجبل الزلاج، شيّدها من قروض الدولة تكفيرا عن سيّئاته المالية وترضية منه للرأي العام الذي كان قويّ الاعتقاد في الطريقة الشاذلية.

واستمرّت وزارة مصطفى خزنه دار مدّة ثلاثة أمراء حسينيين وهم أحمد ومحمد ومحمد الصادق باي فضاعف أداء الجباية غير مبال بإرهاق الأهالي فكان ذلك سببا من أسباب انتفاضة علي بن غذاهم الكبرى، سنة 1864. وفي أثناء هذه الأحداث المتشعّبة انتصب الكومسيون المالي فقصرت يد الوزير خزنه دار عن التصرّف ولم يوافقه الباي لاطلاعه على حقائق الأمور. وقضى الكومسيون بايعاز من الوزير الأكبر خير الدين التونسي بإجباره على تعويض الخسائر التي تسبّب فيها. ولمّا سمع الباي بذلك عزله في أوّل رمضان سنة 1290 / 1873م وفرحت العامّة والخاصّة لعزله. وطلب الباي محاسبته مع ابنه وعقد لذلك مجلسا ترأسه ولي عهد الأمير علي باي وأعضاؤه من كبار شيوخ ذلك العهد. وكان من جملة ما صالح عليه من المال خزنة كتبه النفيسة المشتملة على الكتب الغريبة والنادرة ذات الابداع في النسخ والتزويق والتهذيب في جملتها كتب الشيخ أحمد بن أبي الضيّاف وأملاك من ريع وعقارات. ثمّ لما صدر له صلح أذن له الباي في أن يخالط من شاء ويذهب حيث شاء داخل القطر وخارجه والعودة إليه متى شاء هو وأبناؤه الاّ زوجه وزوج ابنه الأكبر لكونهما من عائلة الباي. فبقي يعيش منفردا في قصره بالحلفاوين بالحاضرة يتردّد عليه قلّة منْ أتباعه والأجانب إلى أن توفي سنة 1295هـ/1878م.