محمد الشاذلي خزنه دار

من الموسوعة التونسية
نسخة 08:07، 21 فبفري 2017 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1881 - 1954م]

محمد الشاذلي خزنه دار

هو الشاعر الوطني الشاذلي بن محمد المنجي بن الوزير مصطفى خزندار. ولد بضواحي تونس (باردو) سنة 1299هـ/1881م. "واعتنى والده بتعليمه العربية، فدرس في بيته على شيوخ بارعين" (حسن حسني عبد الوهاب، مجمل تاريخ الأدب التونسي، مكتبة المنار، تونس، 1968، ص322.) وكانت له منذ صغره ميول أدبيّة رسّخها بقراءة الشعر وحفظه إلى أن تفتّقت قريحته. فقال شعرا في جميع أغراض الشعر التقليدية. ونبغ بوجه خاصّ في الشعر السياسي الذي ينافح فيه عن الوطن ويذبّ فيه عن التعاليم والمبادئ العربيّة الاسلامية. التحق الشاذلي خزندار بسلك ضبّاط القصر الملكي في عهد محمد الناصر باي (1906 - 1922) "ولم يباشر هذا الوظيف إلاّ زمنا قليلا وتأخّر عنه في ظروف سياسيّة حرجة" (حسن حسني عبد الوهاب، المرجع المذكور أعلاه، ص322.) وفي رمضان من سنة 1920م انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية للحزب الحرّ الدستوري التونسي. وإثر ذلك سجن بباردو من أجل نشاطه السياسي. وقد أعفي من وظيفته إثر وفاة محمد الناصر باي (في 10 جويلية 1922) لاعتقاد حكومة الحماية أنّه المتسبّب في حوادث البلاط التي أسفرت عنها واقعة 5 أفريل 1922. وقف إلى جانب الباي محمد المنصف. ودافع عن القضية التونسية بجدّ وإخلاص.

خلّف الشاذلي خزندار جملة من الآثار الأدبيّة منها ما هو مطبوع ومنها ما هو مخطوط، من أهمّها مسامرة بعنوان "حياة الشعر وأطواره" تونس 1920، وديوان شعر (طبع جزء منه سنة 1924 وطبع الجزء الثاني سنة 1926) وعن شعره يقول محمد الفاضل ابن عاشور "تفيض قصائده كلّها حماسا ووثوقا بانتصار الحق وحسن عاقبة الصدق ويقوم فنّها الشعريّ على وحدة الغرض وتسلسل عناصره وطول النّفس وتلاقي الفقر على طريقة الاطناب، فكانت قصائده كالخطب لها من الأثر في السامعين وقت إنشائها ما لا يستطيع الناقد أن يكشف عنه ما لم تجدّد لها الظروف التي مكّنت لها حسن القبول" (محمد الفاضل ابن عاشور، الحركة الأدبية والفكرية في تونس في القرنين (14 - 13هـ/20 - 19م)، المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون، بيت الحكمة، تونس2009، ص192.). وكان لذيوع صيت خزندار في المحافل الأدبية ولانتشار أشعاره وتداولها على الألسن لقّبته الصحف ب "أمير الشعراء" وهو لقب أحمد شوقي في مصر. ولم يجرؤ على نقد شعره وبيان سقطاته سوى القليل من الكتّاب والنقّاد مثل محمد الفاضل ابن عاشور الذي خصّ شعر الشّاعر بفقرات تحليليّة كثيرة منها قوله: "على أنّ النقد المنصرف للفنّ الصّرف لا يستطيع أن يغطّي على أسقام في التراكيب وزحافات في الأوزان وابتذال في المعاني وحشو في الألفاظ كانت الحرارة الفائضة من تلك القصائد تذيبها فلا يحسّ بها السامعون" (المرجع المذكور، ص. 192 - 193) ولمحمد الشاذلي خزندار آثار أخرى ذكرها زين العابدين السنوسي في كتابه "الأدب التونسي في القرن الرابع عشر"، منها رواية مكتملة صاغها شعرا في 700 بيت، كما ألّف - وهو في السجن العسكري - كتابا قيّما يتضمّن خواطر ومواقف من السياسة والمجتمع والأدب (وهو مخطوط). ونظم خزندار عدّة قصائد نشرتها له الصّحف والمجلاّت والدوريات لم تضمّ إلى الديوان.

توفّي الشاذلي خزندار يوم 12 جانفي1954م. وقد أقامت له الجمعية الرشيدية ذكرى الأربعين برئاسة الأديب محمد العربي الكبادي.

أصدر ابنه بعد وفاته أعمال والده التالية:

  • نفحة الورد على تشطير البردة، 1987.
  • الجزء الثالث من الديوان، المنصفيات، 1991.
  • حياة الشعر وأطواره، 1993.
  • الجزء الرابع من الديوان، المغاربيّات، 1994.
  • الجزء الخامس من الديوان، الخزندريات، 1996.

وأعادت الدار التونسية للنشر طبع الجزأين الأوّل والثاني من الديوان سنة 1972.