عبد العزيز الغشام

من الموسوعة التونسية
نسخة 16:26، 18 جانفي 2017 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1935 - 2006م]

ولد الدكتور عبد العزيز الغشّام في عائلة ميسورة بسوسة، حيث زاول دراسته الابتدائيّة والثانويّة. ثمّ انتقل إلى مدينة تولوز بفرنسا. فحصل من كلّيتها على دكتوراه في الطبّ. ثمّ تخصّص في باريس على أيدي كبار الأساتذة الفرنسيّين في مجالي طبّ الشغل والطبّ الشرعيّ. ونال عدّة شهادات عليا في هذين المجالين.

وبدأ مسيرته الجامعيّة في تونس ابتداء من سنة 1967. فنجح في مناظرات خوّلت له تدريس الطبّ الشرعيّ وطبّ الشغل في كليّات الطبّ بسوسة وصفاقس والمنستير وبمعاهد عليا في التخصّصات نفسها بالعاصمة. فكان من روّاد تفتّح الجامعة على المحيط بتشجيع الطلبة على التربّص في طبّ الشغل. وفي سنة 1978، نظّم أوّل تكوين متخصّص في طبّ الشغل. وهو ما سمح بتزويد البلاد بالأفواج الأولى من أطبّاء الشغل الذين تخرّجت على أيديهم الإطارات (حوالي 500) في هذا التخصّص. وفي سنة 1982، أعطى الأستاذ عبد العزيز الغشّام الانطلاقة الأولى للتكوين الجامعي الاستشفائي في مجالي طبّ الشغل والطبّ الشرعي. وطوّر مركز الوقاية من حوادث الشغل والأمراض المهنيّة. فغدا معهدا وطنيا مخصّصا لطبّ الشغل ولعلم الشغل. وتولّى إدارته من سنة 1970 إلى سنة 1990. وفي هذا المضمار، سهر على تنظيم حلقات تربّص متميّزة في كلّ من فرنسا وبلجيكا لفائدة الطلبة التونسيّين في مختلف مجالات الطبّ الشرعيّ وطبّ الشغل. وفي سنة 1991، أحدث الأستاذ الغشّام شهادة سماها "التعويض القانوني عن الضرر الجسدي" لتمكين عدّة أطباء من الاختبار في الطبّ القضائي. وقد بلغ عددهم اليوم حوالي مائتي خبير، يؤدّون خدمات جليلة للعدالة.

ولمّا انتخب عميدا لكليّة الطبّ بتونس في الفترة 1985 - 1993، بعث مشروع الاصلاح البيداغوجي للدراسات الطبيّة الذي أعطى أكله بعد حوالي خمس سنوات وحظي بتقويم دوليّ سنة 1993. وتميّزت تلك الفترة بإحداث مؤتمر خاصّ بعمداء كلّيات الطبّ بتونس ودعم مؤتمر العمداء لكلّيات الطبّ المغاربيّة (الذي تولّى رئاسته إلى سنة 1992) وبالمشاركة الفعّالة في المؤتمر الدولي لعمداء كلّيات الطبّ التي تدرّس بالفرنسيّة. وقد عيّن نائبا لرئيسه ثمّ مستشارا قارّا له منذ سنة 1994.

ومن أبرز إنجازاته في هذا المضمار إصلاح التشريع المتعلّق بجبر الأضرار الناتجة عن حوادث الشغل والأمراض المهنيّة. وذلك في سنة 1994 بالنسبة إلى القطاع العام. وكان الأستاذ غشام عضوا في لجان تقويم الآثار التي تخلّفها الأمراض المهنيّة وحوادث الشغل في كلّ من تونس والمتلوّي. وظلّ إلى آخر أيّامه يحضر أعمال لجنة المتلوّي بالخصوص، إذ كانت ومازالت رمزا للرّسالة التي آمن بها وناضل من أجلها طيلة حياته. كان عضوا في عدّة لجان بتونس وخارجها أبرزها اللجنة الوطنيّة للأخلاقيات الطبيّة التي تولّى رئاسة قسمها التقني منذ سنة 1994 ونشّط بها اجتماعات مشهودة أدلت فيها اللجنة برأيها في المسائل الحسّاسة التي عرضها عليها وزير الصحّة العمومية. وكان أيضا مستشارا لدى عدّة هيئات دولية مثل المنظّمة الدولية للصحّة، كما كان خبيرا لدى المحاكم التونسيّة. فأسهم في إنارة عدّة قضايا إجرامية. أسّس عبد العزيز الغشّام جمعيّات عدّة متخصّصة في الطبّ الشرعي وطبّ الشغل. وكان عضوا مرموقا من أعضائها لفترات طويلة سواء على الصّعيد الوطني أو على الصّعيدين المتوسّطي والمغربي. وكان من دعاة البحث العلميّ في الميدان الطبّي، موصيا دوما بالتفتّح على المكتسبات العلميّة الحديثة وإخضاع الممارسة الطبيّة للنقد المستمرّ. ولقد ألّف الدكتور الغشام في مجالات تخصّصه حوالي 170 دراسة، بالاضافة إلى محاضراته ومداخلاته الكثيرة في المؤتمرات الوطنية والدولية. ومن أهمّ الموضوعات التي أهتمّ بها: الجوانب الطبيّة والقانونية والأخلاقية للتنظيم العائلي وزرع الأعضاء والانجاب بمساعدة طبيّة وعلم الحوادث وعلم الأحياء الأخلاقي والجبر القانوني للضرر الجسدي وطبّ الأمراض النفسيّة القانوني وعلم الاجرام. أمّا في ميدان طبّ الشغل، فقد اهتمّ خاصّة بتنظيم هياكل الصّحة في مجال الشغل والأمراض التنفّسية والإصابات العظميّة المفصليّة والجلديّة الناتجة عن الأمراض المهنيّة.