المسرح الغنائي

من الموسوعة التونسية
نسخة 14:20، 21 فبفري 2017 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

يرجع بعض الدارسين بدايات المسرح الغنائي في تونس إلى منتصف ق. 19م. حين ظهرت أول محاولة في هذا الفنّ في عهد المشير أحمد باي الذي كانت أمّه "قمر" الايطالية الأصل ممثلة. فاقترحت "قمر" على المؤرخين الباجي المسعودي وأحمد بن أبي الضياف أن يؤلّفا فصولا غنائية تمثيلية لتقدّمها جواريها في القصر. أمّا تلحينها فلم يُعرف واضعه. وبدأت تنشأ حركة المسرح الغنائي في مطلع القرن أي سنة 1908 بقدوم جوق سليمان قرداحي إلى تونس. وهو أوّل جوق يؤلّف بين الغناء والتمثيل بهدف الترفيه والتنويع في الأداء المسرحي والغنائي. وبعد جوق سليمان قرداحي قدم إلى تونس الشيخ سلامة حجازي الذي كان رائدا للمسرح الغنائي آنذاك فقد قدّمت فرقته عدّة مسرحيات منها "ماري تودور" و"شرلوت" و"الاتفاق الرهيب" و"هاملت".وتأسست بين سنة 1910 و1911 في تونس جمعيتا "الشهامة" و"الآداب" اللتان اعتمدتا الأسلوب نفسه الذي عرف به جوق سلامة حجازي فقدّمتا أعمالا عدّة. وفي سنة 1926 أسس محمد الحبيب والبشير المتهني جمعية "المستقبل التمثيلي" التي أنتجت أعمالا كثيرة للمسرح الغنائي لاسيّما بعد قدوم سيّد شطا من مصر بمسرحيات غنائية كثيرة أعيد تقديمها في تونس.

ويعتبر محمّد التريكي واضع الحجر الأساس لهذا الفن، فهو أوّل من وضع ألحانًا للمسرحيات، مع إعادة صياغة ألحان مسرحيات "شمشون ودليلة" و"ولاّدة وابن زيدون". وقد أضاف إلى "كليوبترا" ألحانا أخرى غير ألحان سيد درويش ومحمد عبد الوهاب، كما أشرف على الأوبيرات المصرية "العشرة الطيّبة" و"بنات اليوم" و"العروسة المجنونة". وحين قدّم زكي طليمات إلى تونس عادت الحياة إلى هذا الفن بالتعاون مع حمد بن عبد العزيز العقربي وذلك بعرض مسرحية "ليلة من ألف ليلة".

ووضع صالح المهدي ألحانا لعدّة مسرحيات، منها: "عنتر وعبلة"، و"روميو وجوليات" و"المارشي نوار" و"المنصور بن أبي عامر"، و"الواثق لدين الله"... ومن الفنانات اللاتي اشتهرن بتمثيل أدوار في المسرح الغنائي حبيبة مسيكة وفضيلة خيتمي وشافية رشدي. وفي الستينات من ق. 20م، عمل كلّ من محمد سعادة ومحمد القرفي وحمادي بن عثمان على وضع ألحان لمسرحيات غنائية مختلفة، وعملوا على وضع موسيقى جديدة للمسرح والسينما تؤدّي وظائف تعبيرية، فلمحمد القرفي موسيقى مسرحيات: "قريتي"، "أكحل وأبيض"، "شهداء الوطنية"، الجزء الأوّل من أوبريت 20 مارس، موسيقى شريط "وغدا"، وموسيقى سكاتش ضمن شريط "في بلاد الطررني". ولحمادي بن عثمان: "جحا والشرق الحائر"، "علي بابا"، "الجازية الهلالية"، "عطشان يا صبايا"، "الحلاج"، "الحزارة والخسارة"، "الحجاج بن يوسف"، و"هذا فاوست آخر"، "المحارب البربري"، "الكترا الجديدة"، "اللغز"، "ثورة 1864"، الجزء الثاني من أوبريت 20 مارس، موسيقى شريط "السفراء"، موسيقى شريط "عارضة الأزياء".

واهتمت فرقة مدينة تونس للموسيقى العربية التي أدارها محمد القرفي سنة 1977 بالتأليف في مجال المسرح الغنائي على أسس متطوّرة، وباعتماد تقنيات حديثة تقوم على التوزيع الموسيقي وتعدّد الأصوات وتوافق الأنغام.