الطريقة الرحمانية

من الموسوعة التونسية
نسخة 11:04، 13 جانفي 2017 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

ظهرت الطريقة الرحمانية التي تنسب إلى الولي الجزائري محمد بن عبد الرحمان القشطولي الأزهري بوقبرين في القرن الثالث عشر هجريا/التاسع عشر ميلاديا بشمال إفريقيا، وانتشرت خاصة بالجزائر وتونس حيث تعدّدت زواياها وكثر أتباعها.

ولد الشيخ محمد بن عبد الرحمان القشطولي بين 1128هـ - 1715م/1133هـ - 1720م بقرية أيت إسماعيل قرب مدينة ذراع الميزان بجبال جرجرة في القبائل الكبرى. وبعدما تتلمذ لشيخه ابن عراب بمسقط رأسه شدّ الرحال إلى المشرق فأدّى فريضة الحج ثمّ عاد إلى مصر، وأقام مجاورا للجامع الأزهر حيث درس على شيوخه وعلمائه.

وكان يتابع باهتمام شديد دروس الشيخ محمد بن سالم الحفناوي شيخ الطريقة الخلوتية في زمانه فأرسله في البداية إلى السودان لنشر مبادئ هذه الطريقة، ثم طلب منه العودة إلى بلده لتلقين الطريقة ونشر منهجها في التصوّف والعبادة وذلك "بعد أن أذن له بإعطاء الورد والخلوة وألبسه الخرقة" فرجع إلى الجزائر سنة 1183هـ/1769م وأخذ في نشر مبادئ هذه الطريقة إذ كان استقراره بحي الحامة قرب مدينة الجزائر العاصمة فالتفّ حوله طلاب العلم، ومحبّو حياة الروح، فأسس زاوية في البداية رغم احتجاج بعض الفقهاء وذوي الثقافة الدينية المحافظة، فأقدم على مناظرتهم بحضور باشا المدينة فأفحمهم بواسع علمه وقاطع برهانه وأصبح الحاكم التركي أحد أتباع طريقته ومريديه وهو ما جلب اهتماما بالغا بهذه الطريقة وذيوعا لصيتها.

ولمّا تقدمت به السنّ استقرّ مع مريديه في زاويته الكبيرة التي بناها بمسقط رأسه بأيت اسماعيل في جبال جرجرة. وعند وفاته سنة 1208هـ/93 - 1794م تولّى أبرز تلامذته عبد الرحمان باش تارزي القسنطيني وعلي بن عيسى المغربي مهمة العمل على نشر الطريقة بالجزائر وتونس.

كان دخول الطريقة الرحمانية تونس منذ حياة مؤسسها الشيخ محمد بن عبد الرحمان القشطولي عن طريق زاوية سيدي أحمد بوحجر بالكاف، وزاوية سيدي بن عيسى بالكاف، وزاوية عين الصابون، وزاوية القسطلي بباجة، وزاوية سيدي البشير (وهو الشيخ محمد البشير ت1242هـ/1847م) بتونس العاصمة.

وتولّى الشيخ مصطفى بن عزوز (ت1866م) نشر الطريقة في الجنوب التونسي. فقد أسس زاوية بمدينة نفطة وعن هذه الزاوية تفرّعت زوايا أخرى بسليانة والڤصرين وتالة، وأبرز هذه الزوايا زواية سيدي أحمد الزاير التي تأسست سنة 1874 في كدية الحلفاء قرب الڤصرين (الوسط الغربي للجمهورية التونسية) وزاوية سيدي الشيخ مبارك (ت1865م) تأسست بتالة سنة 1860م، وزاوية سيدي عبد الملك بهنشير الشط بجهة سليانة، وقد أسّسها ابنه حسونة شيخ الطريقة الرحمانية بأولاد عون، وذلك سنة 1911، وقد بلغ عدد مريدي هذه الطريقة سنة 1925 عشرات آلاف المريدين.

ومن أبرز أعلام هذه الطريقة في وقتنا الحاضر الشيخ والصوفي الكبير الولي سيدي الهادي الحفناوي الزاير، ومقامه يبعد حوالي 10 كلم عن مدينة سبيبة. وهو ذائع الصيت يأتيه الناس من كلّ أنحاء البلاد ومن دول عربية وغير عربية من المسلمين طلبا لبركته وتوسّلا به في قضاء حوائجهم وله في ذلك كرامات عدّة. وقف الشيخ الحاج عمر الذي كان مقدّم الطريقة ابتداء من سنة 1845 إلى جانب الثائرين المقاومين في محاولة غزو القوى الاستعمارية الفرنسية لبلاد القبائل وذلك في انتفاضة الشريف بوبغلة سنة 1850، التي نظّم صفوفها وتزعمها بنفسه من جديد سنة 1856. وللطريقة الرحمانية أوراد في ذكر اسم الله وتوحيده وفي الصلاة على النبي محمد ومدحه إضافة إلى إيثارها التعبّد بالبسملة.