الطاهر السنوسي

من الموسوعة التونسية
نسخة 18:02، 24 جانفي 2017 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1885 - 1970م]

تولّى القضاء ثم تخلى عنه وسلك مسلك المحامين وبرز بروزا ملحوظا في ميدان التحرير والتأليف والدراسة في الميادين القضائية القانونية. ولد حوالي سنة 1885، جمع في دراسته بين المدرسة الصادقية والزيتونة، إذ دخل المدرسة الصادقية وواصل دراسته بها حتى حصل على شهادة البروفي. فانتقل إلى الدراسة بالجامع الأعظم وفيه حصل على شهادة التطويع. وفي سنة 1910 انخرط في سلك موظّفي العدلية التونسية وعمل بعدة مصالح، منها قسم تنفيذ الأحكام التونسية الذي كان يرأسه الشيخ محمّد المعتمري وهو من نبغاء المترجمين، ومنها قسم البحث الذي كان يرأسه وقتها خليل بو حاجب، ومنها قسم تنفيذ الأحكام الفرنسية برئاسة عبد الرّحمان ابن الخوجة. وبعد عام من مباشرته الخدمة الادارية بالوزارة سمّي كاتبا لمحكمة قابس الابتدائية ولم تطل مدة إقامته بها حتى رجع إلى تونس. واستمرّ في عمله الاداري حتى كلّف بخطّة التحقيق، وبعد مدّة تخلّى عنها وانخرط في سلك المحامين لأن القانون يسمح بذلك بالنّسبة إلى قدماء موظّفي العدلية. وعرف في ساحات المجالس القضائية بفصاحة في اللسان تعينه على الاقناع بما يقدّم من حجج يبدأ بتحريرها بنفسه ويسندها بالوثائق المادية والقانونية.

وقد كانت هوايته التأليف والدراسة والنشر، فقد أصدر دورية قانونية سماها: مجموعة القوانين التونسية شاركه في تحريرها الأستاذ صالح الأحمر. ثم اختار إصدار نشرية حوليّة في القوانين والمجلات والتعليق عليها وشرحها، وعنوان مجموعته هذه هو دائرة التشريع التونسي، وأصدر في ظلّها عدّة مؤلّفات قانونية ميسّرة بالشرح والتعليق نذكر منها: قانون الصحافة والنشر. مجلّة الأحوال الشخصية: بالعربية والفرنسية. المجلّة الجنائية. قانون المرافعات المدنية. مجلة الطرقات. مجلة الأوقاف. القانون العقاري. قانون فواجع الشغل: عربي - فرنسي.

وألّف بحثا في التحقيق نشره بعنوان المرشد الدقيق في أعمال التحقيق، كما ألّف كتابا آخر طبعه ونشره أيضا بعنوان معين رجل الأمن وكتاب دليل السّائق في قانون الطرقات. ونشر المجلة الجنائية مع التعليق عليها. وكان حقّا مجاهدا في هذا الميدان يقوم مقام منظمات قانونية وقد بذل جهدا محمودًا في إعانة رجال القضاء والمحامين ومساعديهم واستحقّ أن يخلّد ذكره. وكان إلى جانب ذلك يحبّ الأدب والتأريخ لرجاله، إلاّ أنّ اشتغاله القانوني أبعده عن نشر آثاره الأدبيّة سوى كتاب صغير نشره وطبعه عن المرأة المسلمة ونشاطها في الميادين الوطنية. وتوفّي صباح يوم الجمعة التاسع من أكتوبر سنة 1970.