ابن شرف

من الموسوعة التونسية
نسخة 08:07، 6 مارس 2017 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[390 - 460هـ/1000 - 1067م]

هو أبو عبد الله محمد بن أبي سعيد بن شرف القيرواني أحد كبار شعراء البلاط الصنهاجي في القرن الخامس الهجري. ولد في القيروان سنة 390 هـ/1000م من أسرة عربية الأصل استقرّت بإفريقية منذ الفتح الاسلامي. يُثير الاسم الذي اشتهر به ابن شرف انتباه الدّارس. ذلك أنّ هذا الشاعر الأديب قد نسب إلى غير أبيه باعتبار أنّ الاسم "شرف" هو اسم أمّه، كما أشار إلى ذلك الفيروزآبادي في "تحفة الأبيه فيمن نسب إلى غير أبيه" (القاهرة، 1951, ص108) ولعلّ هذه النسبة إلى شرف أمّه مردّها إلى أمرين: إمّا لأنّ أباه كان مجهولاً وإمّا لأنّ خصومه كانوا يعيّرونه بوضاعة نسبه. من ذلك أنّ ابن رشيق كان يهجوه في شعره ويعيّره بشتّى الصفات الدنيئة (الشاذلي بويحيى، الحياة الأدبية بإفريقية في عهد بني زيري، تعريب محمد العربي عبد الرزاق، مؤسّسة بيت الحكمة، تونس 1999، ج1، ص 214).

أخذ ابن شرف العلم عن كبار علماء القيروان من مثل القابسي وأبي عمران الفاسي والقزّاز وإبراهيم الحصري. وقد كان لمصاحبته لابن رشيق، رغم ما كان بينهما من منافسة تصل إلى حدّ الكراهية، أن تفتقت مواهبه وتوقّدت قريحته وذاع صيته. وقد التحق ببلاط الأمير الصنهاجي المعزّ بن باديس بعد أن توطّدت علاقته براعي العلماء والأدباء وقتئذ وهو ابن أبي الرجال (ت 426 هـ/1034م) وسينقطع ابن شرف إلى "التغنّي بمفاخر الأمير الذي سوف تجد جميع حركاته وسكناته ووقائع عهده صداها الواسع في شعر ابن شرف" (بو يحيى، المرجع المذكور، ص 214 - 215). انتقل ابن شرف إلى المهديّة سنة 447 هـ/1055م حيث كان تميم بن الأمير المعزّ عاملا لأبيه على هذه المدينة. فمدحه. ولكن مقامه عنده لم يطل كثيرا إذ بزحف الأعراب الهلاليين على القيروان سنة 449 هـ/1057م فرّ ابن شرف بأهله إلى صقلّية قاصدًا أميرها الكلبي ابن متكود تاركا وراءه مدينة عزيزة عليه لم تُبق منها الزحفة الهلالية سوى أطلالٍ دارسة. فالتقى ابن شرف من جديد بابن رشيق في مازرة بصقليّة وضمّهما بلاط ابن متكود و"تمتّ بينهما مصالحة" (بويحيى، المرجع المذكور، ص 216) ثمّ تلقّى ابن شرف دعوات من ملوك الطوائف بالأندلس. وهو ما يكشف عن عمق العلاقات الثقافية بين المغرب الاسلامي والأندلس. فارتحل إلى الأندلس. واتّصل بالمعتضد أمير إشبيلية. ومدحه. فأجزل له العطاء. وذاع صيتُه بين الملوك. فاستضافه المأمون بن ذي النّون ملك طليطلة. فأقام عنده لما وجده منه من تقدير وإجلال. فأسهم ابن شرف في إشعاع الثقافة العربية بالأندلس خلال القرن الخامس الهجري.

وتوفي بإشبيلية سنة 460هـ/1067م بعيدا عن وطنه القيروان مثلما مات صديقه وابن وطنه ابن رشيق غريبا في مازرة بصقلية سنة 456هـ/1063م. وقد كان لابن شرف ولد يُكنّى أبا الفضل واسمه جعفر. وقد كان شاعرا مشهورا، تربّى ونشأ بالقيروان ثمّ هاجر مع أبيه إلى الأندلس. فاستوطن مدية المريّة واتّصل بملوك الطوائف وانخرط في دواوينهم ومجالسهم حتّى نال خطّة الوزارة. وقد جمع له حسن حسني عبد الوهاب في المجمل جملة من أخباره وأشعاره وحكمه.

مؤلفات ابن شرف:

خلّف هذا الأديب النّاقد شعرا كثيرا ضاع أغلبه. وكتب في النقد والمقامة والنحو والعروض. ولكن لم يبق لنا من مؤلفاته سوى كتاب صغير الحجم بعنوان مسائل الانتقاد. وهو كتاب في النقد، زيادة على تضمّنه ثلاث مقامات على غرار مقامات الهمذاني وقد ترجمه إلى الفرنسية المستشرق شارل بلاّ.

ببليوغرافيا[عدّل]

  • ابن شرف القيرواني محمد ،مسائل الانتقاد، ترجمة شارل بلاّ، نشر ضمن سلسة المكتبة العربية الفرنسية، الجزائر، 1953.