مكثر

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
آثار مكثر

تقع على الجبل الحامل لاسمها بارتفاع ألف متر تقريبا في التلّ الأعلى التونسي. وقد أسّسها القرطاجيّون في ق 3 ق. م فكانت مركزا لتأثير ثقافتهم في النوميديين فعاصمة لإقليم التوسكا الشامل لعدّة قرى. ومن منتصف ق 2 ق. م. إلى منتصف ق 1 ق. م خضعت لماسينيسا بشهادة آثارها ونقائشها اللوبية. ثمّ خضعت للرّومان دون التخلّي عن طابعها فلم تترومن حضاريّا إلاّ بعد قرن، أي منذ أواسط ق 1م، بتأثير العائلات الوافدة من روما. وقد اكتملت رومنتها في أوائل ق 2م في عهد الامبراطور مارك أورال الذي رقّاها إلى رتبة مستعمرة رومانيّة. وتشهد اللّقى الأثرية المعروضة بمتحفها على مراحل الرومنة وأثرها في اندماج عناصر السكان الأصلية والدخيلة. من ذلك القبريّات بأسماء الأشخاص المركّبة من أصل لوبيّ وملحق لاتيني. وبتلك الرومنة ازدهرت مكثر خاصة في عهد الامبراطور سبتيم سيفير. تشهد على ذلك المعالم التي أهداها للمدينة أثرياؤها. وبذلك تعزّز دورها الاقتصادي والسياسي باعتبارها عاصمة جهوية.على أنّ المدينة بدأت منذ النصف الثاني من ق 3م تواجه عدّة صعوبات. فالطبقة الأرستقراطية وحدها ظلّت قادرة على إعداد مشاهد لقبور موتاها. أمّا الفقراء المهمّشون والعاجزون عن تكريم موتاهم فقد وجدوا في المسيحيّة الكرامة التي لم توفّرها لهم آلهة الأثرياء والنبلاء المستغلّين. وفقدت مكثر مكانتها في أوائل العهد العربي لصالح جارتها الأربس، لعدم وقوعها على طول المسالك الرّئيسة.