معالم الكاف

من الموسوعة التونسية
نسخة 16:32، 2 ماي 2018 للمستخدم 102.157.63.0 (نقاش)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

معالم الكاف آخر من رمّمها علي باشا الثاني سنة 1739م وحمّودة باشا سنة 1813م. ثمّ هدّمها المستعمر الفرنسي سنة 1901م. وكانت بها ثمانية أبراج وخمسة أبواب، أحدها خفي اسمه باب غدر، كما في قصبة تونس وغيرها، وهو القائم إلى الآن في الجزء الشمالي الغربي وآخر ما بقي من الأسوار.

القصبة[عدّل]

أحد أبواب القصبة

تتكوّن من قلعتين متفاوتتي الحجم. فأمّا القلعة الكبيرة فقد بناها محمد باشا المرادي سنة 1675م، ورمّمها علي باشا الثاني سنة 1739م ثمّ أصلحها ووسّعها حمّودة باشا سنة 1806م ليرابط بها جند الأتراك بقيادة آغا. وأمّا القلعة الصغيرة فقد بناها حمّودة باشا سنة 1813م في الجهة الجنوبيّة الغربيّة من القلعة الكبيرة.

الأسواق القديمة[عدّل]

كانت منتشرة بين القصبة والجامع الكبير ودار الباي. ويدلّ اختصاص كلّ سوق على تنوّع مرافق المدينة وازدهارها العام. ولم يبق منها إلاّ البازيليكا، التي أعيدت إلى أصلها بعد أنّ حوّلت إلى جامع، وفندق سيدي بومخلوف وزاويته ومدرسة الملّيتي والمقهى وبعض الديار العتيقة.

الزاوية القادريّة وجامعها[عدّل]

عند باب الشرفيّين تبدو الزاوية القادريّة بصومعتها الأنيقة وحديقتها الجميلة علامة على التكامل في الاسلام، ببعديه السّنّي والشعبي، بين التعبّد والتصوّف. ولذلك احتوى هذا المركّب الديني الفسيح على جامع وزاوية منسوبة إلى سيدي عبد القادر الجيلاني. أسّسها سنة 1833م شيخ الطريقة الحاج محمد المازوني المغربي (ت1296هـ/1878م) والمدفون خارجها الذي هدمت زاويته لتشييد القصر الرئاسي في عهد الرئيس بورقيبة. وهو الذي أسّس الزاوية القادريّة بنهج الديوان بتونس سنة 1850م. وبإذن من الأمير محمد الناصر باي رمّمها سنة 1919م أحمد بن زواري المنسوب إلى قدّور جدّه للأم. وقدّور هو الابن الروحي للشيخ المازوني. وإذا كانت الزاوية القادريّة نشيطة في الماضي خاصّة بتأطير من السلطة الفرنسيّة فإنّ النشاط اقتصر منذ الاستقلال على الجامع والكتّاب. وكان قسم منها مخصّصا لمكتبة عموميّة، إلاّ أنّها مازالت بمنزلة معلم أثري جدير بالزيارة لروعة معمارها وتزاويقها المتأثّرة بالطابع الأندلسي خاصّة في كساء المدخل والصومعة بالنقوش والخزف في إطار تونسي. يتكوّن المدخل من باب مقوّس في إطار من حجر الكذّال الصقيل، شبيه بالمحاريب في تناوب الأبيض والأسود، المعروفين بالقائم والنائم في حين كسيت تربيعة المدخل بالخزف الملوّن. كلّ هذه العناصر والأشكال الزخرفيّة تكرّرت على النافذتين الجانبيتين للمدخل بحجم أصغر، على حين امتدّ على جدار الواجهة كساء من القرميد الأخضر والمثلّثات على سطح النّتوء القائم على أربعة عمد متوّجة متّصلة بالواجهة على جانبي الباب والنافذتين. وتنسجم مع الواجهة الصومعة المربّعة الشبيهة بصومعة جامع القصبة الحفصي بتونس في تأثّرها بالفنّ المغربي رغم تجديدها في بداية القرن العشرين. ويتّسع فضاء الزاوية المقبّبة لبيت الصلاة ومدرسة قرآنيّة وصحن محاط جزئيّا برواق المدخل.

زاوية سيدي علي بن عيسى[عدّل]

تفتح هذه الزاوية على بطحاء شاركتها في الاسم مواجهة "لباب غدر"، وقد بناها أحمد بن علي بوحجر سنة 1784م. وكانت تحتوي على مدرسة قرآنية ومسجد وتربة أو مقبرة خاصّة بأولاد الزاوية، منهم سيدي علي بن عيسى وسيدي يوسف بوحجر.ولئن احتضنت في الماضي الطريقة الرحمانيّة التي تصدّى أتباعها للاستعمار فإنّها أصبحت اليوم تحتضن بقاعاتها الكبيرة المتحف الجهوي للفنون والتقاليد الشعبيّة. وتعبّر بقبّتيها المزخرفة إحداهما من الداخل عن التقارب بين الطريقتين الرحمانيّة والعيساويّة.

زاوية سيدي بومخلوف[عدّل]

زاوية سيدي بومخلوف

هي أنموذج في غاية الجمال للعمارة الدينية في العهد العثماني المتأثّرة بالفن الأندلسي. تقع مجاورة للجامع الكبير الأوّل الذي أصبح كما كان قديما معلما رومانيّا يعرف بالبازيليكا - وتشرف من أعلى سفح جبل الدير على كامل المدينة. وهي في الوقت نفسه قريبة من الفندق والمقهى والمدرسة الملّيتية ومحاذية للقصبة. أمام الزاوية ممرّ مدرّج يفضي إليها. وهي تتكوّن من صحن صغير ومئذنة مثمّنة، قسمها الأعلى محلىّ بالجليز ومنفتح بشرفات مزدوجة في كلّ ضلع، يصعد إليه عبر مدرج حلزوني ينتهي إلى جامور دائري فمخروطي، إضافة إلى القبتين المبرّجتين من الخارج. فالكبرى ذات النوافذ العلويّة فضاء لنشاط ديني خاصّة الصلاة وأذكار العيساويّة، وفي الصغرى الأقلّ زخرفة أضرحة سيدي عبد الله بومخلوف الفاسي وأحفاده. ورغم صمت الوثائق عن تاريخ الزاوية ووليّها تدلّ الدراسة الأثريّة للعمارة والزخارف ونقيشة المدخل على أنّ المعلم بني في مرحلتين: في ق 8هـ/14م ثمّ في ق 12هـ/18م. شيّدت في الأولى القبّتان، وفي الثانية المئذنة.

زاوية سيدي الملايحي[عدّل]

ذكرت هذه الزاوية في الوثائق باسمها القديم: تربة علي التركي. وتوجد بين زاوية سيدي بومخلوف وبيعة "الغريبة" في الحارة، في موقع يتوسّط المدينة العتيقة حيث كانت مقبرة الشرفاء أي الأتراك. ومعلوم أنّ علي التركي بعث إلى الكاف لتولّى حماية قلعتها على رأس حامية لا تقلّ عن 500 جندي، بصفته آغا، وهناك استقرّ وتزوّج امرأة شنّوفيّة أنجب منها محمدا أبا علي باشا، ثمّ تزوّج بثانية شارنيّة أنجبت له حسينا مؤسّس الدولة الحسينيّة سنة 1705م. وعند وفاة علي التركي في أوائل ق 18م دفن في هذه الزاوية بقبتها البسيطة، تبركا بجوار سيدي علي الملايحي.

للاّ منى[عدّل]

يعتقد الأهالي أنّ للاّ منى وليّة صالحة تبارك المياه المتدفّقة من رأس العين عبر النفق الممتدّ إلى أسفل نقطة بجبل الدير. ويعني اسمها المذكرّ بمناة العربيةّ الجاهليةّ أن ّ تلك العين هبة الله وأصل المياه في المدينة. وإنّ كانت التسمية عربيّة الصيغة والمعنى (منى = منة) فقد ترجع أصلا ونطقا إلى الآلهة الرومانيّة مينرف حارسة العيون. فلا غرابة في أنّ تحيط بللاّ منى مرافق للاستحمام والترفيه والتعبّد. فبجوارها المواجل المؤديّة إلى الحمّام الروماني والكنيسة المسيحيّة الملاصقة له، والرواق المزدوج مفرّ الأهالي من القرّ والحرّ قديما قبل أن تعلوه المنازل وكذلك مسجد سيدي أحمد الغريب وزاوية سيدي حسين.

زاوية سيدي حسين[عدّل]

تحتلّ هذه الزاوية موقعا ممتازا في أشدّ موضع نشاطا من المدينة. ولذلك رمّمتها جمعيّة صيانة المدينة واتّخذتها مقرّا لنشاطها الثّقافي. ويبدو أنّ الزاوية كانت أكبر مماّ أصبحت عليه اليوم. وإن لم يبق منها غير القبّة ومكان الضريح فهي أوفر حظّا من عدّة زوايا تهدّمت أو سطا عليها التعمير. ففي ما تبقّى دلالة كافية على بساطة مقامات الصلحاء في الأرياف.

مدرسة محمد باي[عدّل]

بناها محمد باي بن مراد باي الذي حكم بداية من 1086هـ/1675م. وتنسب أيضا إلى علي داي (1689 - 1694م) لعنايته بها. وهي الواقعة بجوار زواية سيدي بومخلوف، والمعروفة بالمدرسة الملّيتيّة نسبة إلى سيدي عبد الله الملّيتي وقد اعتنى بها كذلك حسين باي.