مصطفى بن اسماعيل

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[توفّي سنة هـ 1887م]

مصطفى بن اسماعيل

سياسي تونسي من أمّ يهودية من يهوديات بنزرت قيل أنّها أسلمت في بيت زوجها إسماعيل. ولمّا توفي والداه تناولته الأيدي إلى أن شبّ فاشتغل حَلاّقًا بحانوت علي "عينو" بسوق البلاط ثمّ ألقته الحاجة إلى أحد المماليك يسمّى زهيرا وكان موظّفا في قصر الحكومة فكفله حتّى اشتهر باسم ولد الحاج زهير. وقضى على ذلك عدّة سنين تعاطى أثناءها شيئا من معرفة حروف الهجاء إلى أن انقرضت دولة مَحمّد باي 1855م - 1859م. ولمّا تولّى محمد الصادق باي الحكم 1859 - 1882م أصبح من غلمانه، وقد تعلق به الباي أيّما تعلّق ومنع مستخدمي السراية من تسميته ولد زهير وأمر بتسميته ابن اسماعيل نسبة لوالده فسمّي أمير آلاي وأمير لواء في عسّته العسكرية الخاصة.

ولمّا اشتدّ الخلاف والتنافر بين الوزير خير الدين التونسي ومصطفى خزنه دار رقي مصطفى بن اسماعيل إلى رتبة فريق ثمّ وُلّي عاملا على الوطن القبلي، أواخر مدّة مصطفى خزنه دار، ثمّ ولي وظيفة صاحب الطابع أواسط سنة 1290هـ / 1873م. وفي مدّة ولاية الوزير خير الدين الوزارة الكبرى وُلي ابن اسماعيل وزارة البحر، كما وُلّي وزارة الخارجية ورئاسة الكمسيون المالي.

ولمّا أحدث المشير محمّد الصّادق باي نيشان العهد المرصّع في ثاني شوال 1291هـ / 1874م بمساعي مصطفى بن اسماعيل وسّمه به يوم إحداثه مع جماعة من موظّفي الدولة. ثم تولى الوزارة الكبرى من سنة 1878 - 1881م وكان ممن حضر مجلس معاهدة باردو في 12 ماي 1881م / 13 جمادى الثانية سنة 1298هـ، وقد جمع مصطفى ابن اسماعيل بين الوزارة الكبرى ورئاسة الكمسيون المالي. وفي هذه المدّة حاول أن يجلب العلماء وأعيان البلاد إليه.

وقد كانوا على بيّنة من نشأته وأطواره فبادر بشراء كتب أمير الأمراء عصمان قائد عساكر المنستير. وأضاف إليها ما وصلت إليه يده من كتب الوزير الأسبق مصطفى خزنه دار وحبّس جميع ذلك على أهل العلم بجامع الزيتونة ثمّ سعى إلى إتمام مشروع المستشفى الصّادقي الذي بقي معطّلا من عهد خير الدين. لكنّ هذا الوزير قد عُرف بالجنسيّة المثلية وبسُوء الأخلاق وبالتحيّل والمكائد والاستيلاء على ممتلكات النّاس ولا سيّما التّركات والأحباس، مثل استحواذه على بعض أوقاف المدرسة الصادقية بطرق المعاوضة وخصوصا هنشير قعفور وهنشير قرمبالية وهما أعظم ممتلكات الصّادقية، كما استعانت به فرنسا عن طريق قنصلها بتونس روسطان لبسط نفوذها على البلاد التونسية وفرض الحماية على تونس بمعاهدة باردو سنة 1881. ولمّا توفّي محمد الصادق باي في 28 أكتوبر 1882 تدهورت حالة مصطفى بن اسماعيل فهاجر إلى القسطنطينية وتوفّي بها سنة 1887م.