مرماجنة

من الموسوعة التونسية
نسخة 09:16، 21 فبفري 2017 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

كانت مرماجنة أو برماجنة، المحرّفة ربما عن بئر الماجل أو برّ الماجل أو برّ الماجن حسب تسميتها اليوم ببرماجن - وهي التي عوّضتها تالة المجاورة لها بداية من القرن 3هـ/9م - قرية محمية بقلعة في العهد البيزنطي لحماية سهل وادي سرّاط المنسوب إليها وملتقى الطرق العتيقة المؤدّية إلى تبسّة ومجّانة وأبّة وتامديت، وعموما الرابطة بين السباسب التونسية وسهول مجردة وبين إفريقية والمغرب الأوسط في العصور الوسطى. فقد ذكر مؤلّف "الاستبصار" نقلا عن البكري أنّها "كانت مدينة كبيرة قديمة أزليّة. فيها آثار كثيرة للأول، ولها عيون سائحة، وهي على نظر واسع كثير الزرع والخيرات". وعندما فتحها عبد الله بن سعد وجد بها بعض البربر من هوارة وورفجومة الذين أسهموا مع نفزة في الثورات الخارجية في منتصف ق 2هـ/8م. وفي أواخر القرن نفسه اتخذها الداعي أبو سفيان مركزا لنشر الدعوة الشيعية سرّا حتى انتشرت في الأربس ونفطة عن طريق تجار التمور والحبوب، ثمّ عمّت كتامة، على ما فصّله القاضي النعمان في "افتتاح الدعوة" إذ أشار إلى اسم "تالا" القديم مضيفا أنّ أبا سفيان ابتنى فيها مسجدا يُعرف بقبره إلى اليوم، وكان بها مسجد جامع وفندق وسوق. ولمّا لم تكن محصّنة فقد لاذ أكثر أهلها من الداعي أبي عبد الله بقلعة حيدرة القريبة منها حيث قتلهم، كما لاذ بها صاحب الحمار أبو يزيد الثائر على الشيعة سنة 333هـ/944م. وكانت سرعان ما تسترجع مكانتها بالزراعة والتجارة إثر كلّ حادثة حتىّ إذا زحف عليها بنو هلال ولاحظوا وفرة محاصيلها فرضوا عليها أداء. وقد جرت بها معركتان في سنتي 1283م و1352م بين صاحبي تونس وخصومهما القادمين من الغرب.