محمد غانم

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1880م - 1948م]

يُعدّ محمد غانم من أبرز شخصيات الموسيقى التونسية (عزفا وتلحينا) في النصف الأوّل من القرن العشرين، إذ مثّل مدرسة فنيّة قائمة بذاتها وتتلمذ على يديه الكثيرون، كما أسهم في الحفاظ على التقاليد الأصيلة في أداء الموسيقى التقليدية التونسية وعلى الأخصّ "المالوف" والتقاليد الموسيقيّة ذات التأثير الأندلسي. وعلى غرار أبناء جيله لم يتلقّ الشيخ محمّد غانم تعليما أكاديميا في الموسيقى والغناء، وإنّما حذق العزف على آلات الجوق التقليدي التونسي المتكوّن من العود والرباب والرّق والنغارات، وبرّز في عزف آلة الرباب، وهي آلة نغمية ذات وترين تعزف بالقوس المجرور وتسند إلى الركبة، وقد حلّت محلّها آلة الكمنجة التي كانت تعزف في البداية بالطريقة نفسها. واشتهر الفنان محمد غانم إلى جانب كبار موسيقيي عصره من أمثال أحمد الوافي وخميس الترنان، وكان من شيوخ الموسيقى الذين اصطفاهم البارون رودلف ديرلنجي (1872 - 1932) لمساعدته على إنجاز أبحاثه حول الموسيقى العربية. وسجّل الفنان محمد غانم حضوره الفاعل في المؤتمر الدولي الأوّل للموسيقى العربية المنعقد بالقاهرة سنة 1932. وكان قائد الجوق وعازف الرباب ضمن مجموعة الموسيقيين الذين مثّلوا تونس في المؤتمر وهم: خميس الترنان (عود تونسي) وعلي بن عرفة (رق) وخميس العاتي (نغارات) ومحمد بلحسن "شهر مرميت" ومحمّد المقراني (غناء). وقد أنجزت مجموعة من التسجيلات لهذا التخت خلال الحفلات التي قدّمها على هامش المؤتمر. وصدرت مقتطفات منها على أقراص ليزريّة عن المكتبة الوطنيّة الفرنسيّة ومعهد العالم العربي بباريس.وعند عودته من مؤتمر القاهرة، تصدّر الفنان محمد غانم لعقد جلسات الفن والطرب بمقهى العباسية، وتتلمذ على يديه عدد مهمّ من العازفين الأوائل لفرقة المعهد الرشيدي التي بُعثت سنة 1934، واستمرّ نشاطه فيها إلى تاريخ وفاته سنة 1948.