محمد علي الحامي

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1890 - 1928م]

هو محمد بن علي بن المختار الغفّاري شهر الحامّي. ولد بالقصر من حامة قابس، مسقط رأس الطاهر الحدّاد رفيقه في النضال النقابي، في أواخر الثمانينات من القرن التاسع عشر وعلى أكثر تقدير سنة 1890. ونستشفّ من مجموع وثائق الأرشيف الفرنسي والشهادات التي خصّت بالذكر جوانب من حياة هذا الزّعيم النّقابي ونضاله، أنّه رائد الكفاح الاجتماعي الوطني وباعث أوّل منظّمة نقابية تونسية مستقلّة عرفت باسم جامعة عموم العملة التونسية (C.G.T.T). لم يذُق طوال حياته القصيرة، المليئة بالمخاطر والمحن، طعم الرّاحة. لكنّ حوادث الأيّام أكسبته عصاميّة نادرة: فهو، كما ذكر رفيقه الطاهر الحدّاد، "ابن سعيه في تخريج نفسه من كلّ الجهات". شظف العيش بجهة الأعراض أجبره على النّزوح في سنّ مبكّرة صُحبة والده إلى تونس العاصمة. ولقد اشتغل آنذاك في السّوق المركزية (فندق الغلّة) حمّالا ينقل البضائع المشتراة من هناك إلى المنازل ثمّ التحق بخدمة القنصل النّمساوي بصفة عون لقضاء شؤون عامة. وتحصّل على شهادة سياقة السيّارات في 26 فيفري 1908 حسب ما جاء في الدفتر عدد 1 للادارة الجهوية بتونس، التابعة لوزارة النقل والمواصلات. وتعاطى، كما ذكر الحدّاد، سياقة "الأتوموبيلات" (السيّارات). وتفاعلت الحياة المهنية والاجتماعية للشّاب محمد علي مع حدثين هامّين كان لهما تأثير عميق في سيرته الشخصية:

1) اكتمال المشروع الاستعماري الرّامي إلى استغلال خيرات البلاد الفلاحية (الاستحواذ على أخصب الأراضي وتمكين المعمّرين منها بتسهيلات مهمّة) والمنجميّة (الفسفاط والحديد في الجهة الغربية من البلاد) في عهدي المقيمين العامين: ستيفن بشون (ديسمبر 1900

  • جانفي 1907) وغابريال ألابُوتيت (جانفي1907
  • نوفمبر 1918) وهو ما زاد في احتداد التناقضات بين الجالية المستعمرة والأهالي وترتّب عليه تفقير هؤلاء فنزحُوا أفواجا إلى العاصمة وعمّت ظاهرة التشرّد وتعددت "التكايا" (جمع "تكية" أي مأوى العجّز).

2) أما الحدث الثاني فهو الحرب الطرابلسية سنة 1911 إثر الغزو الايطالي وما أثار من ردود فعل لدى السلطة العثمانية من جهة وصُمُود المجاهدين الليبيين وتضامُن التونسيين معهم من جهة أخرى.

ويبدو أنّ محمّد علي سافر إلى إستانبول بحرا سنة 1911. وكان مُشاركا في الجهاد المفروض على المسلمين ضدّ الاستعمار الايطالي، إذ يذكر المحامي محمد نعمان أحد أعضاء حركة الشّباب التونسي أنّه التقى بمحمد علي في تركيا سنة 1912. وكان خروج محمد علي من البلاد اندفاعا لاحساسه الاسلاميّ. وسافر إلى بلاد الشرق من تركيا إلى مصر ثمّ طرابلس الغرب. وأورد محمد علي بعض التفاصيل عن الفترة التي قضّاها ببلاد الشرق في أثناء الحرب العالمية الأولى - وذلك في الرسالة التي وجّهها من برلين يوم 20 نوفمبر 1922 إلى ابن عمّه بلقاسم الشافعي (1891 - 1969) المستقرّ بباريس منذ 1913 - أنّه تعرّف إلى القائد التركي أنور باشا (1882 - 1922) أحد زعماء جمعية الاتحاد والترقّي التي وصلت إلى الحكم في الأستانة عام 1908, وقاد الجيش العثماني في حربي طرابلس والبلقان كما أقرّ بمشاركته بجانب هذا القائد في غمار الحرب العالمية الأولى بالمشرق العربي وحصوله على رُتبة ضابط. وتحدّد هذه الرسالة على نحو إجماليّ تاريخ انتقال محمد علي صحبة أنور باشا من إستانبول بتركيا إلى برلين بألمانيا إثر هدنة مُودروس (30 أكتوبر 1918) المبرمة بين الامبراطورية العثمانية والحلفاء. ويفضّل محمد علي البقاء ببرلين على مصاحبة أنور باشا إلى تركستان بالاتحاد السوفياتي وينكبّ على الدرس والمطالعة، وهو ما مكّنه من الالتحاق بإحدى الجامعات الشعبية الحرّة: جامعة Humboldt ببرلين، حيث تابع دروسا في الاقتصاد السياسي. وكان الوضع السياسي والاجتماعي في ألمانيا إثر الحرب مشحونا بالاضطرابات والأزمات التي عصفت بالحزب الاشتراكي ومهّدت الطريق للمدّ الشيوعي (الحركة السبارتكية) ولتصدّع الحركة النقابية. هذا الوضع تابعه محمد علي عن كثب بحكم إتقانه اللغة الألمانية واطّلاعه على نشاط "النادي الشرقي" ببرلين الذي ترأّسه الأمير شكيب أرسلان صديق أنور باشا بداية من شهر فيفري 1921.

فلا غرابة إذن في أن ينتاب الشاب محمد علي الذي "كوّن نفسه بنفسه" وشاهد تحوّلات الامبراطورية العثمانية وألمانيا إثر الحرب شُعُورّ صادق عميق بالحيرة إزاء مصير بلاده وأهلها التي هاجرها سنة 1911. ولقد اطّلع عن كثب في أثناء زيارته إلى تونس في العطلة الجامعية لسنة 1923 على حالة السكّان ببعض الجهات وخاصّة بحامّة قابس والمدن التي كانت في طريقه إليها وعلى الحالة السياسية للبلاد. فقد كانت الحركة الدستورية تمُرّ بشبه انتكاسة داخلية إثر تأسيس الحزب الاصلاحي وهجرة الشيخ عبد العزيز الثعالبي إلى الشرق (جويلية 1923). ولم تكُن الحركة اليسارية أحسن حالا إذ كان الصراع على أشدّه بين "الشقيقين العدوّين": الفيدرالية الاشتراكية بتونس التابعة للحزب الاشتراكي الفرنسي (S.F.I.O) وجامعة الحزب الشيوعي بتونس (S.F.I.C) التابعة للأممية الثالثة. وعندما رجع محمد علي نهائيّا من برلين في أوائل مارس 1924, كانت البلاد تعيش غليانا اجتماعيا أجّجته الأزمة الاقتصادية لسنة 1923وأطّرته الثقافة الشعبية السياسيّة (الصحافة، المسرح، الجمعيات الثقافية والرياضية، المقاهي...). وهي الثقافة التي أفرزتها تحوّلات ما بعد الحرب. وليس من باب الصدفة أن يكون مقرّ "الجمعية الخلدونية" المكان الملائم الذي بيّن فيه محمد علي الخطوط الكبرى لبرنامجه الاقتصادي الاشتراكي الرامي إلى تأسيس شركات تعاونية زراعية وصناعية وتجارية ومالية في أهمّ مراكز البلاد، بيد أنّ الظروف السياسية (هيمنة رأس المال الأجنبي وسيطرته على الدواليب الاقتصادية) وحالة التخلّف التي كانت تكبّل المجتمع التونسي جعلت محمد علي يُدرك واقع البلاد فيُوجّه عنايته إلى بعث جمعية التعاون الاقتصادي في القطاع التجاري فحسب. وكان منشغلا بضعف الطاقة الشرائية للعمّال مقارنة بزملائهم الأوروبيين وبارتفاع أسعار المواد الأولية سنة 1924. وتأسّست هذه الجمعيّة يوم 29 جوان 1924 بفضل المساندة التي لقيتها لدى الأعضاء: الحبيب جاء وحده والعربي مامي والطاهر بوترعة والطاهر صفر والطاهر الحدّاد. وخطا المشروع في الدعاية له خطوة كبيرة غير أنّ حدوث اعتصاب عملة الرصيف بالعاصمة يوم 13 أوت 1924 - وجلّهم ينحدر من الجنوب التونسي وبالأخصّ من جهة الأعراض - غيّر مجرى الأحداث، إذ طلب العملة المعتصبون من محمد علي الذي ذاع صيته في الأوساط الشعبية النازحة بالعاصمة أن يتولّى أمرهم. فتكوّنت لجنة عمل متركّبة من محمد علي وأحمد توفيق المدني وأحمد بن ميلاد والمختار العيّاري وانتخب العمّال لجنة إضراب تتكوّن بالخصوص من البشير بودمغة والبشير الفالح. وكان هذا الاعتصاب بمثابة شرارة انطلاق حركة واسعة من الاعتصابات (ميناء بنزرت، معمل الاجر بمنزل جميل، عملة جبل الخرّوبة، عملة عربات النقل بسيدي أحمد). وكان الدافع الأساسي لهذه الحركة الاجتماعية الميز العنصري الذي كان مسلّطا على العملة من الأهالي (الفارق في الأجور وظروف العمل) وغطرسة رأس المال الأجنبي الذي استغلّ اليد العاملة التونسية بلا حدّ وغلاء المعيشة الذي عصف بضعاف الحال في صائفة 1924. ويشهد أحمد توفيق المدني، عضو اللجنة التنفيذيّة للحزب الحرّ الدستوري التونسي، المسؤول عن القلم العربي ومُمثّل الحزب في لجنة الاعتصاب أن محمد علي كان يُحدّثه "في الاقتصاد والعمّال، والحركات الاجتماعيّة، ووجوب تحرير الفرد من ربقة المؤسسات. وتلك موضوعات لم تكن - والحقّ يقال - ضمن دائرة أعمال (الحزب) وما اشتغل (.) قبل ذلك بقضيّة العمّال باعتبارها قضيّة خاصّة".

وبدأت فكرة بعث منظمة عمّالية مستقلّة عن اتحاد النقابات الفرنسي تشقّ طريقها في أوساط العمّال التونسيّين. وشرع محمد علي في تشكيل هيئات نقابية تونسية منتخبة. وحصل على مساندة بعض الدستوريّين وبالأخصّ أحمد توفيق المدني الذي نصحه بأن تكون هذه المنظّمة مستقلّة عن الأحزاب السياسية. وشكّلت علاقة محمد علي الحامي بالأحزاب السياسية إثر تأسيسه لجامعة عموم العملة التونسيّة محور بحث وجدل في أوساط المؤرّخين والسياسيّين. وأوّل من أبدى تحفّظه من الحركة العمّالية المستقلّة ثم معارضته لها وهي في طريق التكوين اتحاد النقابات الفرنسي بتونس وبالأخصّ كاتبه العام: الاشتراكي "جواشيم دُورال" Joachim Durel. وقد حظيت هذه المعارضة بظروف ملائمة تمثّلت في الدعم الذي وفّره لها انتصار كُتلة اليسار Cartel des Gauches المكوّنة من الحزب الاشتراكي والحزب الرّاديكالي في الانتخابات التشريعية الفرنسية يوم 11 ماي 1924, فقد أوفد رئيس الحكومة الائتلافية الراديكالي إدوار هريُو Edouard Herriot(1925 - 1924) ليون جُوهُو لاوخصوقك noéL الكاتب العام للكنفدرالية العامة للشغل (C.G.T) إلى تونس لدراسة المسألة العمّالية. ولم يوفّق جُوهُو في محاولته إقناع القادة النقابيين التونسيين بالعدول عن تأسيس حركة عمّالية مستقلّة. انتخبت اللجنة التنفيذيّة الوقتية ل "جامعة عموم العملة التونسية" يوم الاربعاء 3 ديسمبر 1924 في قاعة الشغل بنهج الجزيرة. وانتخب محمّد علي كاتبها العام وإبراهيم بن عمر كاتبا مُعاونا ومحمّد قدّور أمين مال والبشير الجودي مساعدا لأمين المال. أمّا في لجنة الدعاية، فقد انتخب الطاهر الحدّاد والمختار العيّاري ومحمود الكبادي ومحمّد الغنّوشي والبشير الفالح. وفي لجنة المراقبة انتخب أحمد الدرعي ومحمّد الخياري والطاهر عجم ومحمد الدخلاوي. وأظهر الحزب الشيوعي بتونس مساندة فعلية للجامعة اقتضتها رؤيته الاستراتيجية المنادية بدعم حركة التحرّر الأهلية في المستعمرات واعتبار ذلك إسهاما مهمّا في إضعاف الامبريالية العالمية. وتبعا لذلك جنّد الشيوعيّون كلّ إمكاناتهم لدعم حركة محمّد علي خصوصا أنّ منظّمتهم النقابيّة الكنفدرالية العامّة للشغل الموحّد (C.G.T.U) لم تفلح في إزاحة اتحاد النقابات سنة 1922. فأحاط الشيوعيّون بجامعة عموم العملة التونسية "إحاطة السّوار بالمعصم" وبرز منهم بالخصوص جان بُول فيندُوري Jean Paul Finidori والمختار العيّاري. ويشهد الزعيم الشيوعي جُون بُول فيندُوري أنّ محمد علي ظلّ طوال نضاله النقابي (1924 - 1925) "الخادم الوفيّ والنزيه للطبقة الشغيلة التونسيّة". وبقدر ما كان الشيوعيون مؤازرين موضوعيا لجامعة عموم العملة التونسية، كان موقف الحزب الحرّ الدستوري التونسي حذرا. ويفسّر هذا الحذر بالرؤية التكتيكيّة التي كانت سائدة لدى الأغلبيّة من أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب وهي أولويّة الظفر بمساندة الحزب الاشتراكي الفرنسي ورفض التحالف مع الشيوعيّين. ويكمُن هذا الرّفض في تباين طبيعة الحزبين: حزب وطني إصلاحي (الحزب الدستوري) يقابله حزب ثوري أممي (الحزب الشيوعي). ومن ثمّ يتجلّى تراجع موقف الحزب الحرّ الدستوري الذي أسهم في البداية إلى حدّ ما في بعث جامعة عموم العملة التونسيّة ثم أبدى تحفّظه منها أمام الضغوط التي سلّطها الاشتراكي دورال. وفي تلك الظروف كان من اليسير على المقيم العام الداهية لوسيان سان Lucien Saint(1929 - 1920) أنّ يستغلّ هذه المعطيات ليقدّم محمد علي الحامّي في صورة "العدو اللّدود" لفرنسا الذي صنعته "تركيا وألمانيا البغيضتين" جاعلا من جامعة عموم العملة التونسية منظّمة ملّية متعصّبة متواطئة مع الشيوعيّة العالمية تعمل على ضرب المصالح الفرنسية وداعية إلى إسالة الدماء وطرد كلّ الأجانب. وترصّد المقيم العام فرصة الدعم الذي قدّمته جامعة عموم العملة التونسية لحركة اعتصاب عمّال شركة الجير والاسمنت بحمّام الأنف يوم 19 جانفي 1925 ثمّ حركة الاعتصاب لعمّال برج السدريّة لشنّ حملته القمعيّة بعد أن حصّل على موافقة رئيس الحكومة إدوار هريو. ففي يوم 5 فيفري 1925 تمّ إيقاف محمّد علي والمختار العيّاري وأودعا السّجن المدني مع فيندوري ممثل الحزب الشيوعي في تونس بتهمة التآمر على أمن الدولة. فتظاهر حشد من العمّال بشوارع العاصمة وألقى البوليس القبض على محمود الكبادي ومحمّد الغنّوشي وعلي القروي. وبعد أيّام قليلة تدارس الاشتراكيّون بتونس يوم 21 فيفري 1925 مع ممثّلين عن الحزب الحرّ الدستوري التونسي والحزب الاصلاحي والمجلس الكبير واتحاد النقابات بتونس خطر الوضع الداخلي. وباقتراح من دورال وقع على نصّ بلاغ صدر بجريدة "النهضة" يوم 22 فيفري 1925 تضمّن دعوة إلى العملة لتونسيين كي ينضّموا إلى الكنفدرالية العامة للعمل الفرنسية. وبدأت محاكمة المسجونين النقابيّين يوم الخميس 12 نوفمبر 1925. ودامت خمسة أيّام فحُكم على محمد علي والمختار العيّاري و"فيندوري" بالابعاد خارج تونس والتراب الفرنسي لمدّة عشر سنوات، وعلى محمد الغنّوشي ومحمود الكبادي وعلي القروي بخمس سنوات نفيا. ونُفّذ الحكم عشيّة يوم 28 نوفمبر 1925 فأركبوا البحر إلى إيطاليا إلاّ محمود الكبادي الذي بقي ينتظر التعقيب فأيّد الحكم الأوّل، وأركب بعد شهر إلى منفاه. وألقى البوليس الايطالي بنابولي القبض على المجموعة المنفيّة (محمد علي ومحمد الغنوشي وعلي القروي والمختار العيّاري) وأبقاها في الايقاف التحفّظي من 6 إلى 12 ديسمبر 1925. ثمّ اتّجهت المجموعة نحو الحدود الايطالية اليوغسلافية. ومنها وصل محمد علي إلى تركيا، إلاّ أنّ سلط هذه البلاد منعته من الاقامة بها فاتّجه إلى طنجة في محاولة للالتحاق بثورة عبد الكريم الخطّابي بالرّيف المغربي. لكنّ السلطة المحلية قبضت عليه وأصدرت في شأنه قرار رفت بتاريخ 2 مارس 1926, واقتيد إلى مرسيليا. ولا نعلم على نحو يقيني كيف تحوّل إلى مصر حيث استقرّ بعض الوقت ثم انتقل إلى الحجاز. ويذكر "صديق له" أنّ الأمير ابن السعود عرض على محمد علي إحدى الوظائف السامية في مصلحة البريد. لكنه أبى واختار أن يبقى حرّا يلقي دروسا في الاقتصاد بمدرسة "الفلاح" ثم تعاطى مهنة سياقة سيارات الأجرة بين جدّة ومكّة إلى أن وافاه الأجل في حادث اصطدام بوادي المصيلة يوم الخميس 20 ذي القعدة 1346 الموافق ليوم 10 ماي 1928. وتناقلت الصحف التونسية الناطقة باللغة العربية نبأ الفاجعة: "الوزير" (7 جوان 1928) و"الصّواب" (أعداد يوم 8 و15 و22 جوان 1928).