محمد بودية

من الموسوعة التونسية
نسخة 08:49، 21 فبفري 2017 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1881 - 1974م]

هو واحد من أبرز شيوخ الفن التونسي الأصيل، ومن أكثر الذين تميّزوا في حذق صناعة الموسيقى المسماة في عرف القدامى "مالوف الهزل"، والموسيقى الصّوفية المسمّاة في عرفهم أيضا ب"مالوف الجدّ". واشتهر الشيخ بوديّة بحذقه لعزف كل الآلات النفخية أو الهوائية، وعلى الأخص منها الزرنة (الزكرة) والكلارينات (Clarinette) وتُسمى في عرف محترفي الموسيقى التونسية القدامى منهم على الأخص ب"الكرنيطة".

تلقّى الشيخ محمّد بودية دراسته الأولي بزاوية سيدي علي الكراي بصفاقس حيث حفظ القرآن الكريم، وأراد أن يواصلها في جامع الزيتونة بالعاصمة غير أنّ ظروفه الاجتماعية والمادية حالت دون ذلك، فامتهن صناعة الخشب، وبسرعة حذق أصول العزف وتعلّم أداء عدّة موشّحات وأزجال أندلسيّة وتونسية.

وذاع صوته في الأوساط الموسيقية بصفاقس على الأخص فانْضَمّ إلى الفرق والمجموعات الموسيقية المنتشرة آنذاك، ثم اشتدّ ميله إلى إنشاد الطريقة العامرية نسبة إلى سيدي عامر المزوغي - وكان من أبرز أولياء الساحل في القرن السادس والسابع هجريّا. وصار الشيخ بودية من العناصر الأساسية في الفرق الموسيقية التي تؤدّي نوبات العوامرية والعيساوية ثمّ كَوّن فرقة خاصّة به تسمّى فرقة بودية أصبحت "تحيي الحفلات بباب الديوان وسوق الترك والبلاغجية، ونهج برج النار ثم انتقل وعمل مع العوامرية والعيساوية.

فقد كان يحفظ 13 نوبة لسيدي أبي الحسن الكراي مع مجموعة من الأشغال. وكان يحضر باستمرار المجالس الصوفية ويشارك في جميع الحفلات والمواسم الدينية التي كانت تقام بمقام سيدي الكرّاي، كما كان يشارك في جلّ زيارات العوامرية إلى سيدي عامر وفي خرجات العيساوية.

وقد عزف الشيخ محمّد بودية إلى جانب الفنان الكبير الشيخ خميس ترنان (1894 - 1964) والتقى بالشيخ أحمد الوافي (1850 - 1921). لقد كان إسهام الشيخ بودية مكثّفا في إحياء تقاليد المالوف والموسيقى الأندلسية وتعليم أصولهما للناشئة، ودوره كبير في تَثْبيت انطلاقة إذاعة صفاقس 1961، فقد سجل لها أعمالا ونوبات صوفية كثيرة تعدّ بمنزلة الرصيد المرجعي في الموسيقى الطرقيّة.