«محمد بن محمود»: الفرق بين المراجعتين

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سطر 1: سطر 1:
 
[ - 1962م]
 
[ - 1962م]
  
ينحدر الشيخ [[محمد بن محمود|محمّد بن محمود]] من أسرة دينيّة، امتاز جل أفرادها بالانشاد الطرقي للمدائح والأذكار الخاصة ببحور السلامية. وقد اقتفى خطوات والده الشيخ بفضل [[سليمان]] بن محمود.وعنه أخذ طريقة الانشاد الصوفي للطريقة السلامية التي راجت ريحها في تونس من خلال أتباع الولي الصالح سيدي عبد السلام الأسمر الفيتوري دفين مدينة زليطن بالقطر الليبي الشقيق.
+
ينحدر الشيخ [[محمد بن محمود|محمّد بن محمود]] من أسرة دينيّة، امتاز جلّ أفرادها بالانشاد الطرقي للمدائح والأذكار الخاصة ببحور السلامية. وقد اقتفى خطوات والده الشيخ بفضل [[سليمان بن محمود]]. وعنه أخذ طريقة الانشاد الصوفي للطريقة السلامية التي راجت ريحها في تونس من خلال أتباع الولي الصالح سيدي عبد السلام الأسمر الفيتوري دفين مدينة زليطن بالقطر الليبي الشقيق.
وفي سنة 1933, توفي عميد آل بن محمود وهو الشيخ [[سليمان]] بن محمود. وخلفه نجله [[محمد بن محمود|محمّد بن محمود]] في الحفاظ على الطريقة السلامية وأثرها. ولئن كان الفقيد يعمل في السفارة الفرنسية بتونس، فإن عمله لم يمنعه من الاشتغال بالفنون الطرقية التي هام منذ شبابه بسحرها وخاصة منها الطريقة السلامية التي أسهم في إشعاعها إبداعا وإمتاعا بإغناء مدونتها الصوفية بجملة من الاستغاثات والابتهالات إلى المولى العلي القدير ومدح الصفات الزكيّة للولي الصالح سيدي عبد السلام الأسمر الفيتوري صاحب الفضل في بعث تلك الطريقة الصوفية بالبلاد التونسية.
+
وفي سنة 1933، توفي عميد آل بن محمود وهو الشيخ [[سليمان بن محمود]]. وخلفه نجله [[محمد بن محمود|محمّد بن محمود]] في الحفاظ على [[الطريقة السلامية]] وأثرها. ولئن كان الفقيد يعمل في السفارة الفرنسية بتونس، فإن عمله لم يمنعه من الاشتغال بالفنون الطرقية التي هام منذ شبابه بسحرها وخاصة منها الطريقة السلامية التي أسهم في إشعاعها إبداعا وإمتاعا بإغناء مدونتها الصوفية بجملة من الاستغاثات والابتهالات إلى المولى العلي القدير ومدح الصفات الزكيّة للولي الصالح سيدي عبد السلام الأسمر الفيتوري صاحب الفضل في بعث تلك الطريقة الصوفية بالبلاد التونسية.
فلا غر وفي أن يتكاثر المريدون لتلك الطريقة لعلّ أبرزهم محمّد عبد العزيز العقربي الذي توفي في حادث مرور أودى بحياته سنة 1968 وهو في طريقه إلى ضريح رائد السلامية سيدي عبد السلام الأسمر في بلده زليطن الليبية.على أن الفضل يعود إلى الشيخ [[محمد بن محمود|محمّد بن محمود]] في نشر تلك الطريقة بين روّادها من المريدين في أثناء زياراته إلى جل المدن التونسية لاحياء طقوس تلك الطريقة السلامية في الترحيب بالحجيج الميامين بعد عودتهم من أداء مناسك الحج في البقاع المقدّسة.
+
فلا غر وفي أن يتكاثر المريدون لتلك الطريقة لعلّ أبرزهم محمّد عبد العزيز العقربي الذي توفي في حادث مرور أودى بحياته سنة 1968 وهو في طريقه إلى ضريح رائد السلامية سيدي عبد السلام الأسمر في بلده زليطن الليبية. على أن الفضل يعود إلى الشيخ [[محمد بن محمود|محمّد بن محمود]] في نشر تلك الطريقة بين روّادها من المريدين في أثناء زياراته إلى جل المدن التونسية لاحياء طقوس تلك الطريقة السلامية في الترحيب بالحجيج الميامين بعد عودتهم من أداء مناسك الحج في البقاع المقدّسة.
 
وكانت لمحمّد بن محمود، إضافات إبداعية في البحور الخاصّة بالشعائر الدينية لتلك الطريقة الانشادية للسلامية لعل أبرزها قصة المولدية في مدح خير البريّة سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم، إلى جانب بردة للرسول المرّصعة بالصنائع أي بالطبوع التونسية. فلا عجب في أن يتحول رحاب السلامية إلى مدرسة تصل سحر الأدب بروعة الطرب في مناخات صوفية تستجيب لقدسية نواميس الانشاد الطرقي للسلامية النقية من أدران العجمي.
 
وكانت لمحمّد بن محمود، إضافات إبداعية في البحور الخاصّة بالشعائر الدينية لتلك الطريقة الانشادية للسلامية لعل أبرزها قصة المولدية في مدح خير البريّة سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم، إلى جانب بردة للرسول المرّصعة بالصنائع أي بالطبوع التونسية. فلا عجب في أن يتحول رحاب السلامية إلى مدرسة تصل سحر الأدب بروعة الطرب في مناخات صوفية تستجيب لقدسية نواميس الانشاد الطرقي للسلامية النقية من أدران العجمي.
ومازالت تلك المدرسة في تألق بعد أن انضّم إليها القارئ الشيخ [[علي البراق|علي البرّاق]] الذي امتاز بالحلية التونسية في أداء الطبوع التونسيّة خاصة في سرد الأذكار والأوراد للسلامية وأداء الاذان والاقامة للصلاة، في حين كان الرواد من المنشدين المصريين المقيمين بتونس مثل الشيخ أمين حسين والسيد شطا يرفدان تلكم البحور بالمقامات الشرقية في حضرة شيخهم سيّدي [[محمد بن محمود|محمّد بن محمود]].
+
ومازالت تلك المدرسة في تألق بعد أن انضّم إليها القارئ الشيخ [[علي البراق|علي البرّاق]] الذي امتاز بالحلية التونسية في أداء [[الطبوع التونسيّة]] خاصة في سرد الأذكار والأوراد للسلامية وآداء الآذان والإقامة للصلاة، في حين كان الرواد من المنشدين المصريين المقيمين بتونس مثل الشيخ أمين حسين والسيد شطا يرفدان تلكم البحور بالمقامات الشرقية في حضرة شيخهم سيّدي [[محمد بن محمود|محمّد بن محمود]].
ومازال المنشدون من مريدي الطريقة السلامية يتهافتون على الشيخ [[محمد بن محمود|محمّد بن محمود]] لعلّ أبرزهم [[يوسف التميمي]] وخميس الحنافي اللذان كانت لهما مسيرة فنيّة موفقة في عالم الغناء والطرب فلم ينفكّوا يكبرون دور ذلك الشيخ الوقور سيدي [[محمد بن محمود|محمّد بن محمود]] الذي توفي سنة 1962 عن سن تناهز السبعين عاما قضاها ناسكا متعبّدا في محراب السلامية بعد أن أنجب من ذرّيته الصالحة بعض أعلام الانشاد الخاص بالسلامية لعل أبرزهم الشيخ عبد العزيز بن محمود شهر محمود عزيز صاحب المدائح والأذكار التي كانت تبثّها بانتظام الاذاعة التونسية في الخمسينيات من القرن العشرين.  
+
ومازال المنشدون من مريدي الطريقة السلامية يتهافتون على الشيخ [[محمد بن محمود|محمّد بن محمود]] لعلّ أبرزهم [[يوسف التميمي]] وخميس الحنافي اللذان كانت لهما مسيرة فنيّة موفقة في عالم الغناء والطرب فلم ينفكّوا يكبرون دور ذلك الشيخ الوقور سيدي [[محمد بن محمود|محمّد بن محمود]] الذي توفي سنة 1962 عن سن تناهز السبعين عاما قضاها ناسكا متعبّدا في محراب السلامية بعد أن أنجب من ذرّيته الصالحة بعض أعلام الانشاد الخاص بالسلامية لعل أبرزهم [[الشيخ عبد العزيز بن محمود]] شهر محمود عزيز صاحب المدائح والأذكار التي كانت تبثّها بانتظام الإذاعة التونسية في الخمسينيات من القرن العشرين.  
  
  
سطر 15: سطر 15:
  
 
[[تصنيف:الفن ]]
 
[[تصنيف:الفن ]]
 +
[[تصنيف:التصوف]]

مراجعة 10:05، 4 جانفي 2017

[ - 1962م]

ينحدر الشيخ محمّد بن محمود من أسرة دينيّة، امتاز جلّ أفرادها بالانشاد الطرقي للمدائح والأذكار الخاصة ببحور السلامية. وقد اقتفى خطوات والده الشيخ بفضل سليمان بن محمود. وعنه أخذ طريقة الانشاد الصوفي للطريقة السلامية التي راجت ريحها في تونس من خلال أتباع الولي الصالح سيدي عبد السلام الأسمر الفيتوري دفين مدينة زليطن بالقطر الليبي الشقيق. وفي سنة 1933، توفي عميد آل بن محمود وهو الشيخ سليمان بن محمود. وخلفه نجله محمّد بن محمود في الحفاظ على الطريقة السلامية وأثرها. ولئن كان الفقيد يعمل في السفارة الفرنسية بتونس، فإن عمله لم يمنعه من الاشتغال بالفنون الطرقية التي هام منذ شبابه بسحرها وخاصة منها الطريقة السلامية التي أسهم في إشعاعها إبداعا وإمتاعا بإغناء مدونتها الصوفية بجملة من الاستغاثات والابتهالات إلى المولى العلي القدير ومدح الصفات الزكيّة للولي الصالح سيدي عبد السلام الأسمر الفيتوري صاحب الفضل في بعث تلك الطريقة الصوفية بالبلاد التونسية. فلا غر وفي أن يتكاثر المريدون لتلك الطريقة لعلّ أبرزهم محمّد عبد العزيز العقربي الذي توفي في حادث مرور أودى بحياته سنة 1968 وهو في طريقه إلى ضريح رائد السلامية سيدي عبد السلام الأسمر في بلده زليطن الليبية. على أن الفضل يعود إلى الشيخ محمّد بن محمود في نشر تلك الطريقة بين روّادها من المريدين في أثناء زياراته إلى جل المدن التونسية لاحياء طقوس تلك الطريقة السلامية في الترحيب بالحجيج الميامين بعد عودتهم من أداء مناسك الحج في البقاع المقدّسة. وكانت لمحمّد بن محمود، إضافات إبداعية في البحور الخاصّة بالشعائر الدينية لتلك الطريقة الانشادية للسلامية لعل أبرزها قصة المولدية في مدح خير البريّة سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم، إلى جانب بردة للرسول المرّصعة بالصنائع أي بالطبوع التونسية. فلا عجب في أن يتحول رحاب السلامية إلى مدرسة تصل سحر الأدب بروعة الطرب في مناخات صوفية تستجيب لقدسية نواميس الانشاد الطرقي للسلامية النقية من أدران العجمي. ومازالت تلك المدرسة في تألق بعد أن انضّم إليها القارئ الشيخ علي البرّاق الذي امتاز بالحلية التونسية في أداء الطبوع التونسيّة خاصة في سرد الأذكار والأوراد للسلامية وآداء الآذان والإقامة للصلاة، في حين كان الرواد من المنشدين المصريين المقيمين بتونس مثل الشيخ أمين حسين والسيد شطا يرفدان تلكم البحور بالمقامات الشرقية في حضرة شيخهم سيّدي محمّد بن محمود. ومازال المنشدون من مريدي الطريقة السلامية يتهافتون على الشيخ محمّد بن محمود لعلّ أبرزهم يوسف التميمي وخميس الحنافي اللذان كانت لهما مسيرة فنيّة موفقة في عالم الغناء والطرب فلم ينفكّوا يكبرون دور ذلك الشيخ الوقور سيدي محمّد بن محمود الذي توفي سنة 1962 عن سن تناهز السبعين عاما قضاها ناسكا متعبّدا في محراب السلامية بعد أن أنجب من ذرّيته الصالحة بعض أعلام الانشاد الخاص بالسلامية لعل أبرزهم الشيخ عبد العزيز بن محمود شهر محمود عزيز صاحب المدائح والأذكار التي كانت تبثّها بانتظام الإذاعة التونسية في الخمسينيات من القرن العشرين.