محمد بن حبيش

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

ابن حبيش (1) (615 - 679) (2) (1218 - 1280 م)

محمد بن الحسن بن يوسف بن الحسن بن يونس بن يحيى بن غالب بن حبيش، أبو بكر اللخمي المرسي، نزيل تونس، الأديب الشاعر، الراوية، النحوي، الناقد المتفنن، والفقيه الحافظ.

سمع من أبي الحسن علي بن عبد الله بن قطرال الأنصاري، وغيره، ومن شيوخه الرقا وسهل بن مالك وابن أبي المداد، وابن الحاج التجيبي، والشاطبي، وابن عسكر المالقي، وابن برطلة، وابن أبي الغصن، وابن غالب، وابن أبي الخير وابن أبي الأصفر، وابن صهيب، وأبي الخطاب بن واجب القيسي، وابن القرشية، وأبي المطرف بن عميرة، والماردي، وابن محرز، وابن الولي، وأجازه جماعة من المشاهير لم يلقهم مثل الشلوبين، والدبّاج، والأسدي، والرندي، وغيرهم. وممّن روى عنه أبو العباس أحمد بن موسى الأشعري المالقي المعروف بابن السكّان نزيل تونس الذي جمع له مشيخة حافلة، وابن رشيد الفهري السبتي في طريق ذهابه إلى الحج، ورجوعه منه ونوه به وبعلمه الواسع، وعبد الله بن أحمد بن يونس الحضرمي اللبيدي، وأجاز لمحمد بن حيّان الأوسي الشاطبي، نزيل تونس.

قرئت عليه بمنزله كتب منها «الملخص» للقابسي و «الأمثال» لأبي أحمدلعسكري وكان مؤثرا للانقباض والخمول، قال العبدري عند ترجمته لابن السكّان بعد أن ذكر أنه جمع برنامجا لشيخه ابن حبيش وأطلعه عليه «وكان هذا الرجل - رحمه الله - آية الزمان في طلب التواضع والخمول، وإفراط الانقباض، مع براعته في فنون العلم وإجادته في النظم والنثر فحدثني عنه صاحبنا أبو عبد الله بن هريرة أنه كان إذا عرف موضعه انتقل إلى موضع آخر لا يعرف».

وله أشعار كثيرة أغلبها تسبيح الباري ومدح النبي صلّى الله عليه وسلم جرت بينه وبين أبي زكرياء يحيى بن علي بن سلطان اليفرني تلميذ ابن عصفور (ت سنة 700/ 1310) مجادلة في استعمال ماذا في التكثير والخبر، وانكر اليفرني ذلك زاعما أن المعروف في كلام العرب استعمالها استفهاما، ورد عليه ابن حبيش في كلام طويل، جلب فيه الشواهد المتعددة من القرآن، واشعار العرب، قال في آخره: «والله الذي لا إله غيره ما طالعت عليه كتابا، ولا فتحت فيه بابا، وإنما هو ثمالة من حوض التذكار، وصبابة مما علق به شرك الأفكار، وأثر مما سدى به السمع أيام خلو الذرع، وعقدت عليه الحبى في صعر الصبا ... ».

مؤلفاته

1) براعة المطنب وضراعة المذنب، 360 بيتا مربعة، وقد تفنن فيها ضروبا فجعلها مخمسة ومسدسة ومسبعة ومثمنة.

2) تسديس قصيدة ابن زيدون الشهيرة التي طالعها:

أضحى التنائي بديلا من تدانينا … وناب عن طيب لقيانا تجافينا

3) ثراء العديم وشفاء السقيم في الجمع بين التسبيح والتسليم وتسديسها بالتحيات الاعجازية والاريحيات الحجازية.

4) الجواهر المنتظمة لأسمى حلي والزواهر المبتسمة بأبهى ولي، وهي تعشير لقصيدة أبي تمام:

«ما للدموع تروم كل مرام».

5) الحدائق النيسانية والطرائق الحسانية، وهي تخميس لقصائد حسان بن ثابت في مراثي النبي صلّى الله عليه وسلم.

6) تخميس معارضتها لابن أبي الخصال.

7) سحباتية النجّار ورحمانية المستجار: تخميس قصيدة محمد بن يوسف النجار السبتي.

8) سقيا السحابة في عليا المصطفى والصحابة.

9) فوائد الزمان وفرائد الجمان، وهي ثماني مغصنات على الشقراطسية، وخمس الشقراطسية بثلاثة تخميسات.

10) العرابة المرضية في تخميس القصيدة النحوية، وهي منفرجة ابن النحوي التوزري.

11) العقلية الحالية والوسيلة العالية، وهي تخميس لمعراج المناقب ومنهاج الحسب الثاقب لابن أبي الخصال في نسب رسول الله صلّى الله عليه وسلم وذكر معجزاته.

المصادر والمراجع

- الاعلام 6/ 317.

- برنامج الوادي اشي (تحقيق محمد محفوظ بيروت) 219، 225، 319.

- بغية الوعاة 1/ 92.

- رحلة العبدري 268.

- فهرس الفهارس 1/ 265.

- نفح الطيب (طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد) 5/ 272 - 275.

- محمد الحبيب بن الخوجة: الحياة الثقافية بافريقية صدر الدولة الحفصية في النشرة العلمية للكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين العدد 4 السنة 4/ 1976 - 1977 ص 71 - 72.

- وفي الذيل والتكملة لابن عبد الملك المراكشي 6/ 168 اقتصر على سياق نسبه، وانه نزل تونس.

الهوامش

(1) بفتح الحاء المهملة وكسر الباء الموحدة المسفولة، كما في رحلة العبدري والقاموس، ووصفه بالشاعر المحسن، وشرحه تاج العروس 4/ 293، ونفح الطيب، وبضمها كما في فهرسة أبي اسحاق بن هلال، وهو الجاري على الألسنة (فهرس الفهارس) ونص التجيبي في برنامجه ص 247 انه بالفتح. (2) قلدت في تاريخ وفاته «الاعلام».