«محمد المهدي ابن الناصر»: الفرق بين المراجعتين

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سطر 1: سطر 1:
 
[1897 - 1967م]
 
[1897 - 1967م]
  
ولد محمّد المهدي بن الناصر ببلدة سيدي علي بن عون في ولاية سيدي بوزيد الحالية، سنة 1897, ونشأ في مدينة [[قفصة]] حيث كان والده الحاج عبد اللّه بن الناصر الهمّامي قاضيا شرعيّا بمقتضى أمر صادر عن علي باشا باي الثالث بتاريخ 3 رجب 1309هـ/1891م.بعد أن حفظ الطفل محمد المهدي نصيبا من القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربية والعلوم الشرعيّة زاول دراسته بالمدرسة الفرنسيّة العربيّة بڨفصة، إلى أن أحرز الشهادة الابتدائية. فتحوّل إلى [[تونس|مدينة تونس]] حيث التحق ب[[جامع الزيتونة]] في أواخر ذي الحجّة سنة1331/نوفمبر 1913.  
+
ولد محمّد المهدي بن الناصر ببلدة سيدي علي بن عون في ولاية [[سيدي بوزيد]] الحالية، سنة 1897، ونشأ في مدينة [[قفصة]] حيث كان والده الحاج عبد اللّه بن الناصر الهمّامي قاضيا شرعيّا بمقتضى أمر صادر عن [[علي باشا باي الثالث]] بتاريخ 3 رجب 1309هـ/1891م.بعد أن حفظ الطفل محمد المهدي نصيبا من القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربية والعلوم الشرعيّة زاول دراسته بالمدرسة الفرنسيّة العربيّة بڨفصة، إلى أن أحرز الشهادة الابتدائية. فتحوّل إلى [[تونس|مدينة تونس]] حيث التحق ب[[جامع الزيتونة]] في أواخر ذي الحجّة سنة1331/نوفمبر 1913.  
أجرى اختبارًا علميًّا مكّنه من الانخراط في السنة الثانية من المرتبة الأخيرة. وتتلمذ خلال فترة الدراسة بالجامع الأعظم لنخبة من أساتذة عصره منهم المشايخ أحمد بن عثمان وأبو الحسن النجّار و[[محمد الصادق النيفر]] وعثمان بن المكّي والطيّب سيالة والبشير النيفر وإبراهيم المارغني و[[محمد العنابي]] و[[إبراهيم النيفر]] ومحمود بن محمود ومحمد دامرجي وحسن بن يوسف. وانتقل بنجاح من رتبة إلى رتبة إلى أن نجح في آخر المطاف في شهادة التطويع في محرّم سنة 1336/سبتمبر 1920م.
+
أجرى اختبارًا علميًّا مكّنه من الانخراط في السنة الثانية من المرتبة الأخيرة. وتتلمذ خلال فترة الدراسة بالجامع الأعظم لنخبة من أساتذة عصره منهم المشايخ أحمد بن عثمان وأبو الحسن النجّار و[[محمد الصادق النيفر]] وعثمان بن المكّي والطيّب سيالة و[[البشير النيفر]] وإبراهيم المارغني و[[محمد العنابي]] و[[إبراهيم النيفر]] ومحمود بن محمود ومحمد دامرجي وحسن بن يوسف. وانتقل بنجاح من رتبة إلى رتبة إلى أن نجح في آخر المطاف في شهادة التطويع في محرّم سنة 1336/سبتمبر 1920م.
 
وإلى جانب دراسته بالجامع الأعظم تابع محمد المهدي بن الناصر دروس الحقوق التونسيّة، وهو ما مكّنه من اجتياز مناظرة الحاكمّية بنجاح في سنة 1921.  
 
وإلى جانب دراسته بالجامع الأعظم تابع محمد المهدي بن الناصر دروس الحقوق التونسيّة، وهو ما مكّنه من اجتياز مناظرة الحاكمّية بنجاح في سنة 1921.  
عيّن في أوّل الأمر قاضي تحقيق لدى المجلس العدلي ب[[قابس]] من 1921 إلى 1926, ثم نقل الخطّة نفسها إلى المجلس العدلي ب[[الكاف]]. وفي سنة 1928 استقال من القضاء ليتفرّغ للمحاماة بصفة وكيل لدى المحاكم التونسيّة بالعاصمة. وقد اضطلع بمهامّه بكلّ كفاية وإخلاص إلى أن توفّي في 17 جويلية 1967.  
+
عيّن في أوّل الأمر قاضي تحقيق لدى المجلس العدلي ب[[قابس]] من 1921 إلى 1926، ثم نقل الخطّة نفسها إلى المجلس العدلي ب[[الكاف]]. وفي سنة 1928 استقال من القضاء ليتفرّغ للمحاماة بصفة وكيل لدى المحاكم التونسيّة بالعاصمة. وقد اضطلع بمهامّه بكلّ كفاية وإخلاص إلى أن توفّي في 17 جويلية 1967.  
 
انضمّ محمد المهدي بن الناصر إلى جمعيّة "الوكلاء" (المحامين) التونسيّين لدى المحاكم التونسيّة منذ إنشائها في سنة 1929 وانتخب عضوا في هيئتها في السنة القضائية 1936 - 1937, وقد كان على رأسها عهدئذ الحقوقي المعروف [[عبد الرحمان الكعاك|عبد الرحمان الكعّاك]] (رئيس الجمعية الخلدونيّة).
 
انضمّ محمد المهدي بن الناصر إلى جمعيّة "الوكلاء" (المحامين) التونسيّين لدى المحاكم التونسيّة منذ إنشائها في سنة 1929 وانتخب عضوا في هيئتها في السنة القضائية 1936 - 1937, وقد كان على رأسها عهدئذ الحقوقي المعروف [[عبد الرحمان الكعاك|عبد الرحمان الكعّاك]] (رئيس الجمعية الخلدونيّة).
 
كما عرف، بالاضافة إلى نشاطه في حقل [[المحاماة في تونس|المحاماة]] - بانتمائه إلى عدد من المنظّمات الاجتماعية والنقابيّة والسياسيّة إذ كان من المؤسّسين لجمعيّة مقاومة الأميّة ونشر التعليم بين العروش القبليّة التي استهلّت نشاطها في شهر جوان 1949 برئاسة القايد المعروف نصر بن سعيد.وتولّى محمد المهدي بن الناصر أمانتها العامّة طوال عدّة سنوات وأسهم إسهاما فعّالا في نجاحها وإشعاعها. ومن المعروف عنه أنّه كان من المناضلين في صفوف الحزب الحرّ الدستوري التونسي، كما أسهم في سنة 1950 في تأسيس الاتحاد العام للفلاحة التونسيّة، وكان أحد قادته البارزين.
 
كما عرف، بالاضافة إلى نشاطه في حقل [[المحاماة في تونس|المحاماة]] - بانتمائه إلى عدد من المنظّمات الاجتماعية والنقابيّة والسياسيّة إذ كان من المؤسّسين لجمعيّة مقاومة الأميّة ونشر التعليم بين العروش القبليّة التي استهلّت نشاطها في شهر جوان 1949 برئاسة القايد المعروف نصر بن سعيد.وتولّى محمد المهدي بن الناصر أمانتها العامّة طوال عدّة سنوات وأسهم إسهاما فعّالا في نجاحها وإشعاعها. ومن المعروف عنه أنّه كان من المناضلين في صفوف الحزب الحرّ الدستوري التونسي، كما أسهم في سنة 1950 في تأسيس الاتحاد العام للفلاحة التونسيّة، وكان أحد قادته البارزين.
سطر 29: سطر 29:
  
 
[[تصنيف:الصحافة]]
 
[[تصنيف:الصحافة]]
 +
[[تصنيف:الحركة النقابية]]

مراجعة 11:01، 4 جانفي 2017

[1897 - 1967م]

ولد محمّد المهدي بن الناصر ببلدة سيدي علي بن عون في ولاية سيدي بوزيد الحالية، سنة 1897، ونشأ في مدينة قفصة حيث كان والده الحاج عبد اللّه بن الناصر الهمّامي قاضيا شرعيّا بمقتضى أمر صادر عن علي باشا باي الثالث بتاريخ 3 رجب 1309هـ/1891م.بعد أن حفظ الطفل محمد المهدي نصيبا من القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربية والعلوم الشرعيّة زاول دراسته بالمدرسة الفرنسيّة العربيّة بڨفصة، إلى أن أحرز الشهادة الابتدائية. فتحوّل إلى مدينة تونس حيث التحق بجامع الزيتونة في أواخر ذي الحجّة سنة1331/نوفمبر 1913. أجرى اختبارًا علميًّا مكّنه من الانخراط في السنة الثانية من المرتبة الأخيرة. وتتلمذ خلال فترة الدراسة بالجامع الأعظم لنخبة من أساتذة عصره منهم المشايخ أحمد بن عثمان وأبو الحسن النجّار ومحمد الصادق النيفر وعثمان بن المكّي والطيّب سيالة والبشير النيفر وإبراهيم المارغني ومحمد العنابي وإبراهيم النيفر ومحمود بن محمود ومحمد دامرجي وحسن بن يوسف. وانتقل بنجاح من رتبة إلى رتبة إلى أن نجح في آخر المطاف في شهادة التطويع في محرّم سنة 1336/سبتمبر 1920م. وإلى جانب دراسته بالجامع الأعظم تابع محمد المهدي بن الناصر دروس الحقوق التونسيّة، وهو ما مكّنه من اجتياز مناظرة الحاكمّية بنجاح في سنة 1921. عيّن في أوّل الأمر قاضي تحقيق لدى المجلس العدلي بقابس من 1921 إلى 1926، ثم نقل الخطّة نفسها إلى المجلس العدلي بالكاف. وفي سنة 1928 استقال من القضاء ليتفرّغ للمحاماة بصفة وكيل لدى المحاكم التونسيّة بالعاصمة. وقد اضطلع بمهامّه بكلّ كفاية وإخلاص إلى أن توفّي في 17 جويلية 1967. انضمّ محمد المهدي بن الناصر إلى جمعيّة "الوكلاء" (المحامين) التونسيّين لدى المحاكم التونسيّة منذ إنشائها في سنة 1929 وانتخب عضوا في هيئتها في السنة القضائية 1936 - 1937, وقد كان على رأسها عهدئذ الحقوقي المعروف عبد الرحمان الكعّاك (رئيس الجمعية الخلدونيّة). كما عرف، بالاضافة إلى نشاطه في حقل المحاماة - بانتمائه إلى عدد من المنظّمات الاجتماعية والنقابيّة والسياسيّة إذ كان من المؤسّسين لجمعيّة مقاومة الأميّة ونشر التعليم بين العروش القبليّة التي استهلّت نشاطها في شهر جوان 1949 برئاسة القايد المعروف نصر بن سعيد.وتولّى محمد المهدي بن الناصر أمانتها العامّة طوال عدّة سنوات وأسهم إسهاما فعّالا في نجاحها وإشعاعها. ومن المعروف عنه أنّه كان من المناضلين في صفوف الحزب الحرّ الدستوري التونسي، كما أسهم في سنة 1950 في تأسيس الاتحاد العام للفلاحة التونسيّة، وكان أحد قادته البارزين. لكنّه اشتهر بالخصوص لدى الأوساط الثقافية بنشاطه في الميدان الصحفي، لا سيما إثر الحرب العالميّة الثانية، حين سخّر قلمه للدفاع عن القضيّة التونسيّة بوجه خاصّ، وقضايا المغرب العربي بوجه عامّ. فأسهم في تحرير عدد كثير من الصحف والدوريّات التونسية، خاصّة منها الناطقة بلسان الحزب الدستوري الجديد (الديوان السياسي) أو القريبة منه، رغم أنه كان لا يعترف بانقسام الحزب الحرّ الدستوري التونسي إلى شقّين: قديم وجديد، بل كان يقرّ بوجود حزب وطني وحيد، هو "حزب الأمّة العتيد"، على حدّ تعبيره. ولقد نشر فصوله ودراساته وبحوثه بالخصوص في الصحف الموالية للديوان السياسي، وهي:

  • الزهرة (يوميّة) : 1950 - 1951.
  • الحريّة (أسبوعيّة لسان حال الحزب الدستوري الجديد) منذ صدورها في 28 فيفري 1948 إلى احتجابها في آخر مارس 1591. * لواء الحريّة، التي عوّضت الحريّة، منذ ظهورها في أوّل أفريل 1951إلى تعطيلها في 18 جانفي 1952 إثر اندلاع المعركة التحريريّة الحاسمة.
  • الزيتونة: 1954.

لكنّه أسهم أيضا في تحرير صحف أخرى غير تابعة أو موالية للحزب الدستوري الجديد، مثل:

  • النهضة (يوميّة مستقلّة لصاحبها الشاذلي القسطلّي) : 1944.
  • لسان العرب (أسبوعيّة لصاحبها عبد العزيز الشابّي المحامي) : 1947 - 1948.
  • البلاغ (أسبوعيّة لصاحبها عثمان القيطوني) : 1954.
  • الأرض (لسان حال الاتحاد العام للفلاحة التونسية) : 1956.
  • الاصلاح (أسبوعيّة تصدر بالجزائر) :1947.

عالج محمد المهدي بن الناصر في مقالاته وبحوثه المنشورة في الصحف المشار إليها عدّة قضايا تتعلّق بالقضية التونسيّة وقضايا المغرب العربي والوحدة العربيّة ومقاومة الاستعمار والصهيونيّة والمطالبة باستقلال الشعوب المولّى عليها. كما نادى بالنهوض بالاقتصاد الوطني وبالخصوص بالفلاحة التونسيّة وطالب بالاصلاح الزراعي والعقاري وتطوير نظام الأراضي الجماعيّة القبلية ونشر التعليم بالأرياف والبوادي ومقاومة الأميّة وإصلاح التعليم الزيتوني وتجديد طرق التعليم بوجه عامّ. وقد عدّه الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور من الكتّاب التونسيّين الستّة الذين "سما فنّ المقال السياسي على مطايا أقلامهم"، وهم: سليمان الجادوي، ومحمد بن الحسين، وأحمد توفيق المدني، ومحمد المنصف المنستيري، ومحيي الدين القليبي ومحمد المهدي بن الناصر. كان محمد المهدي بن الناصر غزير الانتاج في المجال الصحفي، بحيث يصعب على الباحث جمع كلّ ما نشر من فصول ومقالات ودراسات على صفحات الصحف والمجلاّت والدوريات طوال حياته وإحصاؤها. ومع ذلك فقد جُمع ما أمكن جمعه من إنتاجه المتناثر في الصحف، ونشره في كتاب مستقلّ يحمل العنوان التالي: "فصول ومقالات صحفيّة".تونس، 1998.