محمد المكي بن عزوز

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1270 - 1334هـ/1856 - 1916م]

محمد المكي بن مصطفى بن محمد بن عزوز الحسيني الادريسي، هو نجل شيخ طريقة (الرّحمانيّة) الشهير مصطفى بن عَزّوز. ولد بنفطة (الجريد) حوالي 1856. كان من نوابغ طلبة جامع الزيتونة. وقد ألّف كتابين وهو لا يزال طالبا. تولّى خطة الافتاء في نفطة من 1880 إلى سنة 1888. وفي السنة الأخيرة، استقال من هذه الخطة وعاد إلى تونس ليدرّس بجامع الزّيتونة مجانا. لكن هناك وثيقة من الأرشيف الوطني التّونسي تفيد بأنّه فُصل من خطة الافتاء بسبب خصومة بينه وبين حاكم الجريد ومن سنة 1894 إلى سنة 1896, كان الشيخ المكّي يجوب زوايا الطريقة الرّحمانيّة بالجريد وشرق الجزائر وقد كان أخوه الأكبر شيخها الأوّل في البلاد التّونسيّة. وعلى الرغم من أنّه تردّد على مدينة تونس، عدّة مرّات، وأقام بها لبضعة أشهر في تسعينات القرن التاسع عشر (وعيون السلط تراقب تنقّلاته) ، فليس هناك ما يدلّ على أنّه تزعّم حركة من أيّ نوع كان بين علماء الدين التّونسيين. وتشير الأدّلة المتوفّرة إلى أنّه كان على الأرجح، معاديا للاحتلال الفرنسي، ولكنّه كان معارضا للسلفيّة، وهذا يعني أنّه كان مؤيّدا للطرقيّة ومناهضا للتّحديث. ألم يفنّد في أحد كتبه "السّيف الربّاني" هجومات أبي الهدى الصيّادي مستشار السلطان العثماني؟ وفي سنة 1898, هاجر الشيخ محمّد المكي، إلى استانبول ليبدأ حياته من جديد فكان من العلماء الذين هاجروا من تونس إلى دار الخلافة حيث نددوا بالاستعمار الفرنسي. وابتداء من سنة 1906 وحتّى قبل ذلك، أصبحت الامبراطوريّة العثمانيّة ملجأ الوطنيّين التّونسيّين، أنصار "الجامعة الاسلاميّة" أمثال الشّيوخ: محمّد المكّي بن عزّوز، وصالح الشّريف، وإسماعيل الصفائحي، وعبد العزيز جاويش وغير هؤلاء، وسيتمكن الشّيخ محمّد المكّي، وزملاؤه، خاصة في أثناء الحرب العالميّة الأولى، من شنّ حملة دعائيّة قويّة للدّفاع عن الامبراطوريّة العثمانيّة وحلفائها وخاصّة للتّنديد بالاستعمار الفرنسيّ والايطاليّ في شمال أفريقيا. أسهمت هذه الحملة إلى حدّ ما في بلورة حركات التحرّر الوطنيّة الخامدة في ربوع الغرب الاسلامي.وفي 7 جانفي 1908, أشار سفير فرنسا في إستانبول، (J.A.E.Constans) إلى أنّ محمدّ المكّي بن عزّوز "يسكن، منذ 9 سنوات في "بشيكتاش" (Bechiktache) في إستانبول [...ّ، وقد يكون السلطان العثماني أسند إليه منحة في المدّة الأخيرة ومنصبا في مكّة... وقد اشتبه في الشيخ محمّد المكّي نفسه بأنّه يقوم بزيارات سريّة إلى صهره الشيخ مصطفى بوخريص في تونس وإلى ابنه كامل بن عزّوز الشيخ الأكبر للطريقة الرّحمانيّة في سوق أهراس بالجزائر: [انظر: سلسلة من التّقارير الصّادرة من القنصل الفرنسي إلى وزير الخارجيّة (Briand) وخاصّة المؤرّخة في 10 أكتوبر 1913 و30 جانفي 1914 و19 فيفري 1914 (ANT:E-550-30/15(d.886) وتشير وثيقة رسميّة إلى أنّ الشيخ عبد العزيز جاويش - (وهو من أصل تونسي) - قد يكون كلّف الشيخ محمد المكي بن عزوز ب"تأسيس جامعة إسلامية (Université) بالمدينة"، وقيامه (المكّي) بدور مهم في هذا التّأسيس والاتّصال بشخصيّات إسلاميّة من تونس تعتنق فكرة الجامعة الاسلامية (Panislamise) وذلك لتنظيم دعاية مضادّة للاستعمار الفرنسي. وفي 1913, أنشأ محمّد المكّي بن عزّوز في المدينة "جمعيّة الشّرفاء". وهذا ما أكّدته وثيقة مفادها "أنّ الجامعة الاسلاميّة التي أنشئت حديثا، أصبحت مقرّا لحركة الجامعة الاسلاميّة بزعامة الشّيخ محمد المكي بن عزوز وبتحريض من الشيخ عبد العزيز جاويش. وهناك مجموعة من الجزائريّين من الطبقة الميسورة قد تكون انضمّت إلى هذه الجامعة وأنّ نداء قد يكون وُجّه إلى الشباب المسلم في الجزائر، ومصر، والهند يستدعي هؤلاء للقدوم إلى المدينة من أجل الدّراسة بالجامعة المذكورة". ومن الطرافة أن يرسم لنا السفير الفرنسي بإستانبول كونستانس صورة مشرقة عن الشيخ محمد المكي بن عزوز، وفيها من الاطراء الكثير، إذ كتب: "إنّ المكّي بن عزوز رجل كريم، ومتضلّع من الاداب العربيّة والمسائل الدّينيّة. فهذا الشيخ التونسي هو محلّ احترام شديد سواء كان ذلك من سكان الحيّ الذي يسكن فيه أو من العرب المقيمين في القسطنطينيّة". توفّي الشّيخ محمّد المكي بن عزّوز في إسطمبول عام 1916. له مؤلّفات في التّوحيد والتفسير والقراءات والفقه والتصوّف والاداب بلغ عددها نحو الثلاثين كتابا منها:

  • "مغانم السعادة في فضل الافادة على العبادة".
  • "طريق الجنّة في تحلية المؤمنات بالفقه والسنّة".
  • "الذّخيرة المكيّة".
  • "السّيف الربّاني".
  • "إقناع العائب في آفاق المكاتب".
  • "الأجوبة المكيّة عن الأسئلة الحجازيّة".
  • "تلخيص الأسانيد".
  • "التّنزيه عن التّعطيل والتّشبيه".