«محمد الفائز القيرواني»: الفرق بين المراجعتين

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
(أنشأ الصفحة ب'ا'''لفائز (1321 - 1372 هـ‍) (1902 - 1953 م).''' محمد الفائز القيرواني، من سلالة الشيخ الصالح عبيد الغرياني...')
 
سطر 1: سطر 1:
ا'''لفائز (1321 - 1372 هـ‍) (1902 - 1953 م).'''
+
'''الفائز (1321 - 1372 هـ‍) (1902 - 1953 م).'''
 
 
محمد الفائز القيرواني، من سلالة الشيخ الصالح عبيد الغرياني دفين القيروان، ولد بها، وتعلّم في الكتاب فاستظهر القرآن الكريم، ثم التحق بجامعها الكبير جامع عقبة بن نافع ثم بجامع الزيتونة حوالي سنة 1921، ولم يستوف أمد التعليم به بحيث لم يحرز على شهادة التطويع لموت والده الذي اضطره للرجوع إلى مسقط رأسه، وكان والده يحب التعرف على أخبار العالم فاقتدى به في مطالعة الصحف على صغر سنه، ونما فيه شغف وهيام بالمطالعة، فطالع ما ظفرت به يده من كتب غير ذات قيمة كرأس الغول، وخريدة العجائب لابن الوردي، والعرائس في قصص الأنبياء للثعلبي المفسر، وغيرها من المطبوعات الرخيصة المتداولة.
 
 
 
نظم الشعر وسنه لم يتجاوز الخامسة عشرة، وكان للوسط الأدبي الذي نشأ فيه أول الأمر بالقيروان ثم اندماجه في الأوساط الأدبية بالحاضرة أكبر أثر في توجيه ذهنه إلى الأدب وصقل ذهنه المرهف وعاطفته الرقيقة.
 
 
 
وكان شبان القيروان في ذلك العصر لهم ولوع بإصدار صحف يكتبونها بأيديهم ويوزعونها فيما بينهم، وكانت هذه الصحف اليدوية تتناول مشاكل التعليم والتمثيل وتتحدث عن أخبار الأندية والجمعيات، وكان للشاب محمد الفائز جريدته «الشمعة» يتبادلها مع جرائد أترابه الذين كان منهم محمد بو شربية ومحمود الباجي، ومحمود عبد الله، ومحمد الحليوي، والمختار الخضراوي.
 
 
 
وكان من أثر هذه الهواية أن أصدر الشيخ عمر العجرة جريدة «القيروان» وأسند تحريرها إلى هؤلاء الشبان، وكان المترجم من أبرز محرريها.
 
 
 
أما في العاصمة فقد لازم نادي الشيخ محمد ماضور بداره الكائنة بنهج الكنز، ثم بالمدرسة الباشية وكان هذا النادي مثابة لكبار الأدباء والعلماء، كما كان يرتاده كثير من شداة الأدب وهواته وفي هذا النادي تعرف بشيخ الأدباء الشيخ محمد العربي الكبادي، ومن هنا توثقت بينهما الصلة كما كان يرتاد نادي الشيخ معاوية التميمي، ولما رجع إلى القيروان علم بالمدرسة القرآنية الوحيدة بها ولازم مجلس أديبي القيروان الشيخ صالح سويسي، والشيخ الشاذلي عطاء الله، وانكب على القيام بمهمته بجد وإخلاص، ثم صار مديرا لمدرسة الفتح التي علم بها أكثر من عشر سنوات.
 
  
 +
محمد الفائز القيرواني، من سلالة الشيخ الصالح عبيد الغرياني دفين القيروان، ولد بها.
 
وكان له نشاط أدبي متواصل يراسل الصحف اليومية والأسبوعية بانتظام وحتى بعض الصحف الجزائرية ويزود المدارس بالأناشيد الرائقة التي تتغنى بمجد العرب ومجد القيروان السالف ويضمن هاته الأناشيد من الحماس والمعاني الرائقة ما يجعلها مؤثرة في النفوس باعثة فيها العزة والنخوة.
 
وكان له نشاط أدبي متواصل يراسل الصحف اليومية والأسبوعية بانتظام وحتى بعض الصحف الجزائرية ويزود المدارس بالأناشيد الرائقة التي تتغنى بمجد العرب ومجد القيروان السالف ويضمن هاته الأناشيد من الحماس والمعاني الرائقة ما يجعلها مؤثرة في النفوس باعثة فيها العزة والنخوة.
  
 
وكان عاطفي المزاج مرهف الحس، حاد الذكاء وشعره يمتاز بالسهولة والعذوبة ولا يروقه من الشعر إلاّ ما كان على هاته الصفة، لذلك كان شديد الإعجاب بشعر حافظ إبراهيم، حتى كاد يحفظه كله وكان يتعصب له ويفضله على شوقي، وكان يهيم بشعر البحتري والموشحات الأندلسية وينسج على منوالها.
 
وكان عاطفي المزاج مرهف الحس، حاد الذكاء وشعره يمتاز بالسهولة والعذوبة ولا يروقه من الشعر إلاّ ما كان على هاته الصفة، لذلك كان شديد الإعجاب بشعر حافظ إبراهيم، حتى كاد يحفظه كله وكان يتعصب له ويفضله على شوقي، وكان يهيم بشعر البحتري والموشحات الأندلسية وينسج على منوالها.
 
وموضوعات شعره هي موضوعات الشعر العربي المعروفة، فقد نظم في الغزل كثيرا كما نظم في الوصف والاجتماعيات، وله مدائح ومراث وله قصائد حماسية يتغنى فيها بأمجاد القيروان والأمة العربية، كما نظم شيئا مما يسمى شعر المناسبات، وأحسن شعره ما كان في الأمور العاطفية كالغزل والحماس والذكريات وموشحات كثيرة فيها نفحات أندلسية أصيلة تذكرك بعهد ابن زيدون وابن سهل وابن الخطيب.
 
 
توفي يوم الثلاثاء 25 أوت سنة 1953 بمدينة المنستير حيث كان يصطاف وتعوّد الاصطياف بها لاشتداد وطأة المرض عليه وحاجته للطقس المعتدل.
 
  
 
له ديوان شعر (ط. بتونس 1978).
 
له ديوان شعر (ط. بتونس 1978).
  
'''المراجع'''
+
'''المصدر:'''
 
 
- الأدب التونسي في القرن الرابع عشر لزين العابدين السنوسي (ط 1/) 1/ 144 - 160.
 
 
 
- في الأدب التونسي لمحمد الحليوي (تونس 1969) ص 139 - 147.
 
 
 
- معجم المؤلفين 11/ 115.
 
  
- محمد الحليوي «كلمة عن الشيخ محمد الفائز» مجلة الندوة السنة الأولى ع 11 ص 6 - 8 وفيها تحليل لشعره.
+
محمد محفوظ، تراجم المؤلفين التونسيين، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1982،ج4، ص ص12-14.

مراجعة 09:58، 9 سبتمبر 2019

الفائز (1321 - 1372 هـ‍) (1902 - 1953 م).

محمد الفائز القيرواني، من سلالة الشيخ الصالح عبيد الغرياني دفين القيروان، ولد بها. وكان له نشاط أدبي متواصل يراسل الصحف اليومية والأسبوعية بانتظام وحتى بعض الصحف الجزائرية ويزود المدارس بالأناشيد الرائقة التي تتغنى بمجد العرب ومجد القيروان السالف ويضمن هاته الأناشيد من الحماس والمعاني الرائقة ما يجعلها مؤثرة في النفوس باعثة فيها العزة والنخوة.

وكان عاطفي المزاج مرهف الحس، حاد الذكاء وشعره يمتاز بالسهولة والعذوبة ولا يروقه من الشعر إلاّ ما كان على هاته الصفة، لذلك كان شديد الإعجاب بشعر حافظ إبراهيم، حتى كاد يحفظه كله وكان يتعصب له ويفضله على شوقي، وكان يهيم بشعر البحتري والموشحات الأندلسية وينسج على منوالها.

له ديوان شعر (ط. بتونس 1978).

المصدر:

محمد محفوظ، تراجم المؤلفين التونسيين، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1982،ج4، ص ص12-14.