محمد العروسي المطوي

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1920 - 2005م]

هو محمد العروسي بن عبد الله بن المبروك بن الطاهر المامي المطوي المهذبي. والمامي نسبة إلى "الماية" التي ولد بها يوم 19 جانفي من سنة 1920: وهي قرية مجاورة لبلدة المطوية، توجد في المنطقة الشرقية من الواحة التي تشترك فيها البلدتان: وأمّا المطوي فنسبة إلى المطوية، وقد شاعت نسبته هذه وحلّت محلّ "المامي" ولقبه العائلي الأصلي "ابن الطاهر" لأنّ أبناء الجهة قبل الاستقلال كان من عادتهم إذا نزحوا إلى تونس واستقروا بها للعمل أو للدراسة أن ينتسبوا إلى المنطقة التي جاؤوا منها: وقد عُر ف محمد العروسي المطوي بهذه النسبة منذ كان طالبا بتونس ثمّ ترسّخت بعد اتّخاذه لها في كتاباته الأدبية والعلمية: وأمّا "المهذّبي" فنسبة إلى قبيلة "المَهَاذبة" التي تستوطن هنشير سيدي مهذّب بالصخيرة القريبة جغرافيا من المطوية. وقد نزح الطاهر، جدّ العائلة الأكبر، من الصخيرة إلى الماية، وقد كان حافظا للقرآن محبّا للعلم، فتولّى فيها إمامة الجامع وتحفيظ الأطفال القرآن. بدأ المطوي دراسته في "الماية" في كُتّاب الشيخ عمر ابن يعقوب سنة 1923, ثمّ دخل المدرسة الابتدائية العربية الفرنسية بالمطوية سنة 1928 وبقي بها حتى سنة 1935 التي غادر في أواخر عطلتها المدرسية الصيفية المطوية إلى تونس، وقد سبقه إليها أبوه عبد الله من قبل للعمل في "فندق الغلّة "، وفي تونس شارك في الدورة الثانية (سبتمبر 1935) من امتحان شهادة انتهاء الدروس الابتدائية بمدرسة فابريكات الثلج، وحصل على الشهادة. ثمّ بدأ دراسته الثانويّة بجامع الزيتونة في السنة الدراسية 1935 - 1936 فأنهى المرحلة الأولى منه (وقد داخلها اضطراب بتعطّل الدروس سنة 1937 وإلغاء امتحانات السنة بسبب الاضرابات) بالحصول على شهادة الأهلية سنة 1940, ثمّ أنهى المرحلة الثانية بالحصول على شهادة التحصيل في العلوم سنة 1943: ثمّ تابع دراسته العالية في جامع الزيتونة في شعبة الاداب وحصل منه على شهادة "العالمية" سنة 1946, وقد انتسب في المرحلة ذاتها إلى المدرسة التونسية العليا للحقوق فدرس فيها سنتين أحرز إثرهما على شهادة الحقوق سنة 1945, كما انتسب إلى معهد البحوث الاسلامية التابع للمدرسة الخلدونية وحصل منه على الاجازة العليا للبحوث الاسلامية سنة 1947. وفي سنة 1948 شارك في مناظرة انتداب مشايخ التدريس من الطبقة الثالثة بجامع الزيتونة فنجح وانتسب إلى سلك المدرّسين حالاّ محلّ الشيخ محمد الطويبي، وقد استمرّت تجربته في التعليم الثانوي الزيتوني ثماني سنوات (1948 - 1956) درّس في أثنائها موادّ الأدب والانشاء والتاريخ والحضارة الاسلامية. وقد غادر سنة 1956 مهنة التدريس ليلتحق بالعمل الدبلوماسي تتويجا لنشاط سياسي وطني وحزبيّ مكثف منذ تخرّجه في جامع الزيتونة ومشاركات صحافية وثقافية ملتزمة. وقد عيّن سنة 1956 ملحقا صحافيا وثقافيا في السفارة التونسية بالقاهرة من جويلية 1956 إلى ديسمبر 1957, ثمّ عيّن مستشارا قائما بأعمال السفارة التونسية ببغداد من جانفي 1958 إلى أكتوبر 1959, ثمّ انتقل في شهر أكتوبر نفسه إلى المملكة العربية السعودية في خطّة قائم بالأعمال في السفارة التونسية بجدة ثمّ أصبح سنة 1960 سفيرا لتونس في جدة ثمّ في بغداد حتى سنة 1963, وقد رجع إلى تونس إثر قطع الدولة العراقية علاقاتها الدبلوماسية مع تونس بسبب اعتراف الدولة التونسية بدولة الكويت.

وقد شغل إثر عودته إلى تونس خطّة كاتب عام للكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين خلال السنة الجامعية 1963 - 1964: ثمّ اختير للعمل النيابي في "مجلس الأمة" الذي سيصبح "مجلس النوّاب"، فرُشّح لانتخابات شهر نوفمبر من سنة 1964 ممثلاً لولاية قابس التي تتبعها بلدته المطوية، في فترة حاسمة من تاريخ البلاد لأنها كانت مقبلة على التجربة الاشتراكية. وقد بقي في الخطة النيابية أطول فترة وظيفية في حياته إذ تواصلت حوالي عشرين سنة، من 1965 إلى 1986 مع انقطاع قصير بين 1979 و1981. وقد رأس في هذه المدة لجنتين : هما لجنة الشؤون الثقافية والاجتماعية ثمّ لجنة التربية والثقافة والاعلام والشباب، فكانت له نتيجة إشرافه على اللجنتين مشاركة إيجابية في تصوّر السياسة الثقافية والسياسة التربوية وتطبيقهما في البلاد حتى إحالته على التقاعد سنة 1986. لكنّ تقاعده في الوظيفة لا يعني تقاعده عن العمل الثقافي عامّة والعمل الفكري الابداعي خاصّة. وهذا العمل قديم في حياته، قد بدأ منذ فترة الطلب بجامع الزيتونة: وقد عُنيَ في البدايةطيلة السنوات الأربعين من القرن الماضي بالشباب من أبناء بلدته فأسّس مع جماعة من الزيتونيين المطويين جمعية "الرابطة الرياضية الزيتونية" ثمّ جمعية "الشباب الثقافي المطوي" ثم نادي "الشباب الرياضي المطوي" - وكلّها في مدينة تونس - ثمّ "جمعية إنقاذ الشباب" في المطوية ذاتها، وهي كما يلاحظ جمعيات ثقافية ورياضية، وقد كان له فيها جميعا نشاط إمّا بالتسيير وإمّا بالمشاركة في الأعمال الرياضية والثقافية وإمّا بهما معا. ولم يغب عنه هذا "الهاجس المطويّ" عندما تقدّمت به السنّ فنراه في بداية السنوات الثمانين يشارك في تأسيس "النادي المطوي للتعارف والتعاون" بمدينة تونس. على أنّ نشاطه الثقافي في هذه الجمعيات والنوادي ذات الغايات "المحلية" لم يكن إلا جزءا صغيرا من عمله الثقافي الوطني. ومن أهمّ مظاهر هذا العمل أيضا المشاركة في تأسيس النوادي الثقافية والأدبية وتسييرها.ومن أشهر النوادي التي شارك في تأسيسها والاشراف عليها "نادي القلم" (1950) و"النادي الثقافي أبو القاسم الشابي" (1962) و"نادي القصّة" ضمن النادي السابق (1964) : وقد صرف لهذا النادي من الوقت والجهد ما لم يصرفه لغيره من النوادي السابقة، وقد كان حتى أواخر السنوات التسعين يرأس بنفسه جلساته الأدبية الأسبوعية التي يعرض فيها إنتاج أعضاء النادي القصصيّ الجديد، وفي هذا النادي تخرّج جلّ كتّاب القصة التونسيين المحدثين، ثمّ إنّه كان يشرف بنفسه على المجلّة المتخصّصة التي ينشرها النادي : مجلة "قصص" وقد كان حريصا كل الحرص على أن تكون النصوص القصصية المنشورة خالية من الخطإ اللغوي والخطإ المطبعي، فكان لذلك يقرأ بنفسه مادة كل عدد من المجلة قبل تقديمها للنشر ثمّ يعيد قراءتها في أثناء التجارب الطباعية. لكنّ هذا النادي لم يكن المستأثر وحده بوقت محمد العروسي المطوي وجهده، فلقد صرف كثيرا من الوقت والجهد أيضا لاتّحاد الكتاب التونسيين الذي شارك في تأسيسه سنة 1971 ثمّ في هيئاته المديرة المتعاقبة في خطة نائب رئيس حتى رأسه من سنة 1981 إلى آخر سنة 1991. ولم تكن رئاسة الاتحاد سهلة لتباين مشارب الكتاب والأدباء واختلاف منازعهم وغلبة الروح الانتقادية عليهم، وقد كانت للمطوي مشاربه ومنازعه أيضا لكنّ هدوء النفس الغالب عليه واحترامه القوي لاراء الاخرين وأناته في تناول المسائل قد جعلت مؤيّديه ومعارضيه في تسيير الاتحاد أو في الاتجاه الأدبي يجدون فيه خير مثال للمسؤول الذي لا يغلّب هواه وعصبيته والذي تعنيه المصلحة العامة قبل أن تعنيه مصالحه الخاصّة. ولاشك في أنّ هذه الخصال هي التي هيّأت له أن يصبح أمينا عاما مساعدا للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب (1973 - 1990) ثمّ أمينه العامّ (1991). وقد بدأ نشاطه في أواسط السنوات التسعين يقلّ ومْيلُهُ إلى العزلة في المنزل يكبُرُ، وقد شدّد من عزلته المرضُ - فإنّ عزّة النّفس كانت تمنعه من أن يراه الناس في حالة ضعف من المرض وتخلّي أصدقائه، إلاّ من ندر، عن زيارته، ثمّ ابتعاد مكتبته عنه باختيار منه إذ أهداها سنة 1998 إلى المطوية - وقد كان هذا من أهمّ المشروعات الثقافية في حياته - فتكوّنت من رصيدها الضخم مكتبة "المركزُ الثقافيّ محمد العروسي المطوي" الذي افتتح رسميا للعموم سنة 2000, وقد اشتدّ عليه المرض بداية من سنة 2002, إلى أن توفّي بمدينة تونس يوم 25 جويلية 2005, ودفن حسب وصيته في المطوية، فكان رجوعه النهائي إليها بعد سبعين سنة من الاستقرار بتونس لم تنقطع طيلتها صلاته بها ولم يفتر تعلّقه بها وبأهلها.

ترك محمد العروسي المطوي إنتاجا أدبيا وعلميا غزيرا، منه المنشور ومنه المخطوط.وإنتاجه يدلّ على أنه ينتمي إلى الصنف الموسوعي من كتّاب العربية الذين غلب عليهم الاهتمام بأكثر من فنّ وأكثر من علم واستعملوا أكثر من شكل من أشكال التعبير، ومحمد العروسي المطوي يمثّل هذا الصنف خير تمثيل لأنّه الأديب الذي خبر صناعتي النظم والنثر فكان الشاعر المجدّد، وكان القصّاص، وقد جرّب من القصّ أصعبه وهو القصّ للأطفال، وهو كاتب القصة القصيرة، والروائي، وكاتب المسرحية، وهو الناقد: ثمّ هو الأديب العالم، وهو المؤرّخ الذي عناه التأريخ سنين طوالا ودلّت أعماله التاريخية على معرفة معمّقة بأحوال المجتمعات القديمة وخاصّة بتصاريف السيّاسة فيها، وعلى اطّلاع ممحّص على أمّهات المصادر القديمة والحديثة في الموضوعات التي طرق: ثمّ هو أيضا لغوي لأنّ له مشاركة في البحث اللغوي محمودة وخاصّة ببحوثه المعجمية في فصيح العربية التونسية، وله في ذلك المشاركات المنشورة في أعمال جمعية المعجمية العربية بتونس كما أنّ له الجذاذات الكثيرة التي كنّا نراها موزّعة في مكتبته تنتظر التصنيف والتبويب: ثمّ هو عالم ذو إسهام مهمّ في العناية بالتراث تحقيقا ونشرا. ويمكن انطلاقا ممّا ذكرنا أن نصنّف آثاره المطبوعة إلى صنفين كبيرين : صنف الاثار الأدبية وصنف الاثار العلمية: والاثار الأدبية ذاتها تقسّم إلى ستّة أنواع :

1 - الأعمال الروائية : وتشمل ثلاث روايات هي : ومن الضحايا (تونس، 1956), حليمة (تونس، 1964), التوت المرّ (تونس، 1967).

2 - القصص القصيرة : صدرت له مجموعة قصصية واحدة هي : طريق المعصرة (تونس، 1981).

3 - الشعر : صدرت له ثلاث مجموعات شعرية هي : فرحة شعب (تونس، 1963), من الدهليز (تونس، 1988), حُبّيك (تونس، 2002).

4 - المذكّرات : وله فيها رجع الصدى (تونس، 1991).

5 - الكتابة المسرحية : وقد نشر له عمل واحد هو "خالد بن الوليد" (تونس، 1981), وقد اشترك معه في تأليفه عبد الكريم المراق وعرض شريطا تلفزيا في التلفزة التونسية: على أنّ له إسهاما آخر مسرحيا في التلفزة التونسية قد عثرنا منه على مسرحية ألّفها بالعامّية التونسية عنوانها حلّ الصرّة تلقى خيط، قد بُثّت سنة 1976.

6 - قصص الأطفال : وقد ألف منها عددا كبيرا بمفرده وبالاشتراك. والقصص التّي ألفها بمفرده سبع قد نشرت كلّها بتونس بين 1967 و1976، وهي : أبو نصيحة، السمكة المغرورة، عنز قيسون، جنّية ابن الأزرق، شعاطيط بعاطيط، حمار جكتيس، "أميرة الزنجبار".

وأمّا ما سميناه آثارا علمية فيشمل الدراسة وتحقيق التراث. وتشمل الدراسة عنده البحث الأدبي والبحث التاريخي والبحث الفكري. وله في البحث الأدبي كتابان كانا من بواكير إنتاجه هما جلال الدين السيوطي (تونس، 1954) وامرؤ القيس (تونس، 1955) : وله في البحث التاريخي خمسة كتب هي : الحروب الصليبية (تونس، 1954), من طرائف التاريخ (تونس، 1980), فضائل إفريقية في الاثار والأحاديث الموضوعة (بيروت، 1983), سيرة القيروان (تونس، 1986), السلطنة الحفصية (بيروت، 1986). وهذا الكتاب الأخير جزء من سلسلة أحاديث إذاعية في تاريخ البلاد التونسية من العصر الحفصي إلى عهد الحماية الفرنسية. ومازال ينتظر منها النشر ثلاثة أجزاء على الأقل هي حسب تسمية المؤلف وتقسيمه الدولة التركية بتونس والدولة الحسينية بتونس وعهد الحماية.وأمّا ما سمّيناه بحثا فكريّا فله فيه كتابان هما : التعليم الزيتوني ووسائل إصلاحه (بالاتشراك - تونس 1953) وأسس التطوّر والتجديد في الاسلام (تونس 1969). وأمّا تحقيق التراث فله فيه من العمل ما أنجزه بمفرده ومنه ما اشترك فيه مع غيره. وقد حقّق بمفرده كتابين هما تحفة المحبين والأصحاب لعبد الرحمان الأنصاري (تونس، 1970) وأحكام السماسرة للابّياني (بيروت، 1998) ; والثاني هو ما قام بإعادة تحقيقه، وله فيه كتاب واحد هو :كتاب آداب المعلمين لمحمد بن سحنون (تونس، 1972). فقد حقق هذا الكتاب حسن حسني عبد الوهاب ونشره بتونس سنة 1931 اعتمادا على نسخة مخطوطة واحدة موجودة في مكتبة خاصة بتونس، وقد وجد المطوي مخطوطة ثانية في الرباط مكّنته من إتمام كثير من النقص وإصلاح كثير من الخطإ في الأصل المطبوع، فكان عمله لاعتماده فيه على مخطوطة جديدة ولما اشتمل عليه من تصويب وإضافة تحقيقا جديدا يحقّ له أن ينسبه إلى نفسه، لكن تواضعه العلمي ووفاءه لروح حسن حسني عبد الوهاب جعلاه يعدّ عمله مجرّد "مراجعة وتعليق". والنوع الثالث هو ما شاركه غيره في تحقيقه، وله فيه كتابان هما: قسم شعراء المغرب والأندلس من جريدة القصر وجريدة العصر للعماد الأصفهاني الكاتب، وقد صدر بتونس في ثلاثة أجزاء شاركه في تحقيقه أولها (1966) محمد المرزوقي والجيلاني بن الحاج يحيى، وشارك المحقّقون الثلاثة في الجزئين الثاني (1971) والثالث (1972) الايرانيّ آذرتاش آذرنوش; وثاني الكتابين هو : أنموذج الزمان في شعراد القيروان للحسن بن رشيق (تونس، 1986), وقد شاركه في تجميع نصوصه - إذ لا يزال أصله مفقودا - من المظان القديمة المخطوطة والمطبوعة وفي تحقيقها بشير لبكوش; والنوع الرابع هو ما أشرف على مراجعته، ومنه كتاب واحد هو : رياض النفوس في طبقات علماد القيروان وإفريقية لأبي بكر المالكي، وقد حققه بشير البكوش ونشر ببيروت في جزئين وجزء للفهارس (1984 - 1981), والتحقيق كله كان من عمل بشير البكوش، لكن للعروسي المطوي دورا في مراجعة نص الكتاب مراجعة دقيقة تستحق الذكر، وقد نبّه هو نفسه في "تصدير" الجزء الأول (ص 11م) إلى ما أبداه "من ملاحظات"، نوّه المحقق في "تقديم" الجزء نفسه (ص 11م) بمنح المطوي للكتاب "من جهده ووقته بل من عمله وعلمه وصبره واحتماله كلّ ما في استطاعته"، وهذه المراجعة لا تنقص شيئا من جهد بشير البكوش الذي كان محقّق الكتاب الفعلي، لكنها دالة على أنّ المطوي كانت له فيه مشاركة تقتضي الأمانة العلمية ذكرها. والصنف الاخر مشتمل على كتب تعنى بالتراث منها ما أعاد نشره مع التعليق عليه، ومنها ما أشرف على جمعه ونشره والتعليق عليه، أو أسهم في إكماله ومراجعته ونشره. وهذه الكتب الثلاثة كلها من تأليف حسن حسني عبد الوهاب المتوفّى سنة 1968, أولها هو: بساط العقيق في حضارة القيروان وشاعرها ابن رشيق، وقد أعاد نشره والتعليق عليه (تونس، 1970), وكان قد صدر في طبعة أولى أصلية بتونس سنة 1912; والكتاب الثاني هو : الجزء الثالث من كتاب ورقات في الحضارة العربية بإفريقية التونسية، وقد أشرف على جمعه ونشره مع التعليق عليه (تونس، 1972), والكتاب الثالث هو : كتاب العمر الذي كان عبد الوهاب قد أوصى المطوي بإتمامه وإنجازه لأنّه لم يتركه "مهيّأ للطبع" كما ذهب إليه ظنّ بعضهم بل ترك مادة لم يكن جاهزا منها للنشر إلا ثلثها، ولذلك كان عمل المطوي فيه مع بشير البكوش إكمال الناقص ومراجعة الجاهز لقدمه لأنّ منه ما يرجع تحريره إلى السنوات الثلاثين من القرن العشرين، وقد استغرق عملهما فيه سنوات طوالا حتى أكملاه وخرّجاه في قسمين كلّ منهما في جزءين (تونس - بيروت، 1990 - 2005). ثمّ إنّ للمطوي كتابين آخرين مؤلّفين بالاشتراك لا يندرجان في الأنواع التي سبق ذكرها، هما : النصوص المفسرة (تونس، 1955)

  • وهو كما يلاحظ كتاب مدرسي، وقد عدّه البعض من "التحقيقات" - والأمثال الشعبيّة التونسية والحياة الاجتماعيّة (بيروت، 2004).

وللمطوي بعد هذا أعمالٌ أخرى كثيرة منها المخطوط وخاصة ما كتبه في السنوات الأربعين من نصوص أدبية ودراسات ومقالات توجد منها ثلاث كرّاسات هي "خواطر إلهام مصطفات غنّوش" (1940) و"السجلّ" (1942 - 1943) و"العاصفة الهوجاء" (1947 - 1945), وما كتبه في السنوات الستين من أحاديث إذاعية في التاريخ - وقد أشرنا إليها قبل - وفي الأدب مثل أحاديث عن مصادر الأدب التونسي وعن جملة من الكتب التي اشتهرت في تاريخ العلم أو في تاريخ الأدب وكان لها تأثير مهمّ، وما كتبه في أدب الرحلة - وهو قريب من أدب المذكرات أيضا - ومنه نصّ في وصف إحدى رحلاته إلى روسيا، وما كتبه بالاشتراك مع محمد الخموسي الحناشي من "أقاصيص تاريخية للشباب" وهي ثلاث مجموعات: معارك وأبطال (خمس قصص) وأحداث ومواقف (ستّ قصص) ورجال عرفوا اللّه (سبع قصص) ; ومنها المطبوع الموزّع في مظانّ مختلفة من الصحف والمجلات والكتب، مثل مشاركته في كثير من الندوات العلمية ومقالاته في الكثير من المجلات التونسية والعربية، و"تصديراته" لمجلة قصص (1966 - 1992) ومقدماته لعدد من الدواوين الشعرية والمجموعات القصصية والدراسات العلمية، وكتاباته المنتظمة في أركان قارّة في بعض الصحف التونسية وخاصة في ملاحقها الثقافية أو الأدبية مثل "العمل الثقافي" التابع لجريدة "العمل" وقد أشرف عليه مدة طويلة.وهذه الأعمال كلّها تتطلّب الجمع والتبويب والنشر المنظم لتتكوّن للقارئ والناقد والباحث منها ومن الكتب المطبوعة صورة شاملة واضحة دقيقة عن محمد العروسي المطوي الأديب العالم الموسوعي الذي صرف أكثر من ستّة عقود من حياته (1940 - 2002) للانتاج الأدبي الجيد والانتاج العلمي الجادّ الرصين.