محمد العربي عبد الرزاق

من الموسوعة التونسية
نسخة 08:13، 21 فبفري 2017 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1936 - 1998م]

ولد محمد العربي عبد الرزاق بتونس العاصمة يوم 13 جانفي 1936 وتوفي في 18 أكتوبر 1998. عرف في دراسته الابتدائيّة والثّانويّة بالكدّ والجدّ والحرص على تحصيل العلم، حتّى اجتاز سنة 1956 مناظرة دار المعلّمين العليا الّتي تأسّست في السنّة نفسها. وتخرّج فيها مجازا في اللّغة والآداب العربيّة. وكان من أساتذته محمود المسعدي وأحمد عبد السّلام ومحمّد الطّالبي والشاذلي بويحيى ومحجوب بن ميلاد والشّاذلي القليبي وفرحات الدّشراوي، وفي الأدب الفرنسي موريس قو (Maurice Got). وتفرّغ للتّدريس بالمعهد العلوي ابتداء من أكتوبر 1959. ولكنّه آثر مواصلة الدّراسة، فانتقل إلى فرنسا وتخرّج في جامعة باريس مبرّزا في اللّغة والاداب العربية.

وكان تميّز محمّد العربي عبد الرّزّاق يؤهّله لأن يضطلع بالتدريس في الجامعة التّونسيّة. فانتدب أستاذا مساعدا بكلّية الآداب والعلوم الانسانيةّ بتونس العاصمة. ولكنّ نضاله في اتحّاد الطّلبة التونسيّين في أثناء دراسته الجامعيّة وحاجة البلاد إلى الكفايات إبّان استقلال البلاد شغلاه عن موهبته الأصليّة ودفعاه إلى المشاركة في العمل السياسي. فانخرط في منظمة اتّحاد الشباب التونسي مسؤولا عن الصحافة والنّشر وخصوصا إدارة مجلّة "الشباب".

وفي سنة 1967 دعي إلى الاشراف على إدارة البرامج في الإذاعة التونسيّة إلى سنة 1970، ثمّ إدارة الاعلام من 1970 إلى 1972. واضطلع من سنة 1971 إلى سنة 1981 بإدارة ورئاسة تحرير جريدة "العمل" لسان الحزب الاشتراكي الدستوري. وفي الأثناء انتخب نائبا بمجلس الأمّة من سنة 1974 إلى سنة 1984. وعيّن بالدّيوان السّياسي للحزب الاشتراكي الدستوري من سنة 1978 إلى سنة 1981. وفي مقالاته السّياسيّة سواء بمجلة "الشباب" أو صحيفة "العمل" كان يصف مسيرة البناء التي يخوضها الشعب التونسي مؤمنا بأنّنا "نعيش فترة من أخصب فترات حياتنا، ومن أملإ تاريخ أمّتنا معنى ودلالة. إنّها أيّام ممارسة الحياة، ومصارعة الواقع المنظور المتجدّد، وتركيز أسس الشخصيّة ومستقبل الأمّة في عالم مليء بالتقلّبات والتغيرات والمنازعات". ("الشباب"، س 12، ع 7، جويلية 1968).

أمّا في الميدان العلمي فقد عرف محمّد العربي عبد الرّزّاق بحذقه للترجمة، دقّة واستقامة عبارة وجمال أسلوب، حسب الأساليب العلميّة الشائعة عند المستشرقين. ومن أهمّ ما ترجم من اللغة الفرنسيّة إلى اللغة العربيّة:

  • الشاذلي بويحيى، الحياة الأدبيّة في العصر الصنهاجي، بيت الحكمة، 1999. وقد راجعه الطيب العشاش ومختار العبيدي وتوفيق النيفر.
  • كرّاس نشره بيت الحكمة به مداخل محمد الطالبي المنشورة بالموسوعة الاسلاميّة الصادرة باللغة الفرنسيّة.
  • أعلام ومعالم، تأليف مجموعة من الباحثين، وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافيّة.
  • خالد مودود، القيروان، وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية.
  • مالك حدّاد، رصيف الزهور لا يلبّي النداء، (رواية)، مخطوط، نشرت منها بعض الفصول بمجلة الفكر، سنة 1963.
  • إيميليو غرسيا غومز، الشعر الغنائي الأندلسي وظهور الشعر الغنائي الروماني، مجلة الفكر، س8، أكتوبر - ديسمبر 1962, جانفي - مارس 1963.
  • القسم الخاص ببشّار بن برد من كتاب الأغاني لأبي الفرج الاصبهاني، ترجم إلى الفرنسيّة (مخطوط).

ورغم مرض السكّري الذي لازم محمّد العربي عبد الرزّاق وهو مايزال في عنفوان شبابه، ومضاعفاته، فقد واصل نشاطه ولم ينقطع عن التعاون مع المجمع التونسي "بيت الحكمة". فراجع عدّة مؤلّفات نشرتها هذه المؤسسة، كما أسهم في التّعريف بالكتب الصادرة عن دور النشر التونسيّة (ديوان شوق وذوق للشاعر مصطفى خريف، مجلة الفكر، س11، ع 2، توفمبر 1965، ص 92 - 94). (ورقات لحسن حسني عبد الوهاب، مجلة الفكر، س11، ع 3، ديسمبر 1965، ص 17 - 76 وغيرهما). أمّا في مجال الابداع فلم تعرف له إلاّ قصّة واحدة، وقصائد متينة السّبك لم تنشر. ولكنّه نشر عدّة نصوص في موضوعات عدّة تميّز فيها بعمق النّظر وسهولة العبارة ودقّتها واتّزان الأسلوب.