محمد السويسي

من الموسوعة التونسية
نسخة 16:36، 24 نوفمبر 2016 للمستخدم Admin (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب' [1915 - 2007م] ولد الأستاذ الجامعي محمد السّويسي في 21 فيفري سنة 1915 بمدينة دار شعبان من ولاية نابل....')

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1915 - 2007م]

ولد الأستاذ الجامعي محمد السّويسي في 21 فيفري سنة 1915 بمدينة دار شعبان من ولاية نابل. حصل على الشّهادة الابتدائية في مسقط رأسه. ثمّ التحق بالمدرسة الصّادقية سنة 1928.

فكان من أبرز تلاميذها. انتقل بعد نجاحه في الجزء الأوّل من شهادة البكالوريا إلى معهد كارنو سنة 1933, وفيه أحرز على الجزء الثّاني من هذه الشّهادة. التحق سنة 1937 بجامعة السّربون في باريس. وحصل فيها على الاجازة في الرّياضيات سنة 1939 ثمّ على شهادة في اللّغة العربية وآدابها سنة 1948. دعاه الشّيخ محمد الطّاهر ابن عاشور في الأربعينات، إلى تدريس الرّياضيات والفيزياء والكيمياء والعلوم في الجامعة الزيتونية فاستقطبت دروسه العلمية ذات الأسلوب العصري عددًا كبيرا من الطّلبة. كتب محمد السّويسي في مذكراته "حضر دروسي طلبة من تونس ومن الجزائر وحتى من المغرب الأقصى، فكانت اللبنة الأولى لبناء الوحدة الثّقافية للمغرب العربي الكبير".

يقول أبو بكر خالد سعد الله: "كان لمحمّد السّويسي باع طويل في التأليف،بل إنّه كان رائد المغرب العربي في تأليف أوّل الكتب الدّراسية الرّياضية بالّلغة العربية وكان ذلك في الفترة 1947 - 1950" وذكر الباحث من الكتب التي ألّفها السّويسي في تلك الفترة:

  • كتاب أصول الجبر 1947
  • خلاصة الحساب 1948
  • خلاصة الحساب (جزءان) 1949 - بغية الطّلاب في فقه الحساب 1950 وكانت هذه الكتب موجهة إلى طلبة جامع الزّيتونة. والتزمت بمنهج حديث مستلهم من كتب الرّياضيات الأجنبية.

ظلّ محمد السّويسي على صلة وطيدة بجامعة السربون الفرنسية فتقدّم سنة 1958 إلى مناظرة التّبريز في الّلغة العربية، ونجح فيها بتفوق. ثمّ توّج جهده العلمي بالحصول على دكتوراه الدولة سنة 1969 وكان عنوان رسالته: "la langue des mathématiques en arabe"، وقد نشرت بالّلغة الفرنسية بتونس سنة 1966 وبالّلغة العربية سنة 1989 عن بيت الحكمة. التحق في السّنة نفسها بكلية الاداب والعلوم الانسانية بتونس، وألقى محاضرات حول محورين رئيسين: الأول هو تاريخ العلوم عند العرب والاخر هو المصطلح العلمي عند العرب.

ما فتىء محمد السّويسي يرّد على المستشرقين الذين زعموا أن العرب يؤثرون التنجيم والسّيمياء على العلم والفلسفة حتى إنّ آرنست رينان ذهب إلى حدّ القول إنّ ما يسمّى بالحضارة العربية ليس له وجودٌ. فهذه الحضارة إنّما هي من إنجاز أمم أخرى.

أوضح محمد السّويسي أنّ عبارة العلم العربي لا تعني أنّ علماءه منحدّرون من أصول عربية خالصة وإنّما تعني أنّه دوّن باللّغة العربية وأنّ العلماء أفادوا من الثقافة العربية ونهلوا من منابعها الثريّة... وقدّم أمثلة عدّة تؤكد التزام العالم العربي بمنهج علمي دقيق في استقراء الطّبيعة. فأورد قول ابن البيطار: "ما صحّ عندي بالمشاهدة والنّظر، وثبت لدّي بالخبرة لا بالخبر، ادخرته كنزا سريّا... وما كان مخالفا في القوى والكيفية والمشاهدة الحسّية، في المنفعة والماهية والصّواب والتحقيق، نبذته ظهريا، وهجرته مليّا، وقلت لناقله أو قائله لقد جئت شيئا فريًا"... بل إنّ العرب ربطوا العلم بالعمل لأنّ الهدف من تحصيل العلوم ترويض الطّبيعة من أجل خير الانسان "وإنّما مثل العلم بلا عمل كمثل الشّجرة بلا ثمر" فالعلم كما أوضح محمد السّويسي مشروع بشري مهمّ، وباب مفتوح في وجه كلّ الشّعوب..." لقد ظلّ يسلّط الضوء، في كل ما كتب، على الدّور الذي اضطلع به العرب في تطوير العلوم مستدركا على الكثير من المستشرقين الذين ادعوا أنّ العرب اكتفوا بنقل العلوم اليونانية والهندية، مؤكدا أن العلماء العرب اقتبسوا ما اقتبسوا من المفاهيم العلمية الصّحيحة في الرّياضيات والفلك ووقفوا منها موقف الحزم وتحلّوا بحلية الناقد النّزيه علما منهم بأن الطّريق إلى الحقّ وعر "وأن الحقائق منغمسة في الشبهات" وأنّه "ما عصم الله العلماء من الزّلل، ولا حمى علمهم من التقصير والخلل".

لقد انكبّ علماء العرب، كما أوضح السّويسي، على الكتب المنقولة. ودرّسوها درسا مدقّقا عارضين كل رأي على محّك العقل والنّظر معدّدين التجارب والأرصاد. وكان من أهم مبادئهم في البحث العلمي "أنّ المثال الواحد لا يكفي في إثبات الحكم العامس وأنه إذا تعارض العقل والنقل في مطلوب فيتبع العقل ويتتبّع المخلص في المنقول ليوافق العقل إذا أمكن وألاّ يعد المنقول من قبيل المتشابهات".

واستعرض السويسي في كل ما كتب المبادئ التي قام عليها منهجهم في البحث العلمي.

فأشار إلى أهمية المشاهدة المدققة عندهم إذا رأوا أن كل مذهب في البحث وكل افتراض مسبّق لابد له أن يعرض على التحقيق والتجربة والنّظر والتأمل... لهذا ابتدأ العلماء العرب في البحث باستقراء الموجودات وتصفّح أحوالها وتمييز خواص الجزئيات. والتقطوا بالاستقراء ما هو مطرد لا يتغير وظاهر لا يشتبه من كيفية الاحساس. ثمّ ارتقوا في البحث والمقاييس على التدريج والترتيب مع انتقاد المقدمات والتّحفظ على النتائج. فغرض العلماء العرب في جميع ما يستقرئونه ويتصفحونه، في نظر محمد السّويسي، هو "استعمال العدل لا اتّباع الهوى، وتحروا في سائر ما يميّزونه وينقدونه طلب الحق لا الميل مع الاراء" (ابن الهيثم) لكن العلماء العرب ظلوا ULz«eo ينظرون إلى أعمالهم نظرة ناقدة. ذلك أنّ البشر ليسوا "براء ممّا هو في طبيعة الانسان من كدر البشرية"، لكنهم مع ذلك كما كتب السّويسي، أوجبوا الجدّ والحزم والاجتهاد في البحث "بقدر ما هو لنا من القوّة الانسانية..." مُبينا أن المستشرقين لم يتأمّلوا تجربة العرب العلمية تأملا فاحصا نزيها وإنّما عمدوا إلى التهوين من شأنها بل ربّما ذهبوا إلى حدّ القول إن العلماء العرب إنّما ينتمون إلى أجناس وحضارات أخرى.

يرّد السويسي عليهم قائلا: "نحن نقصد بالعلم العربي علّما كتبت مادّته بالّلغة العربيّة وأسهم في تقديمه أقوام عاشوا في البلاد العربية أو تدين لسلطان العرب... والعلم لا ينسب إلى جنس من الأجناس بل إلى اللّغة التي بها حرّر، وبواسطتها نشر".

وتصدّى السّويسي أيضا للمستشرقين الذين زعموا أن الاسلام رافض للعلم، عائق عن إعمال الرّأي، كابح للعقل مبيّنا، اعتمادا على عدّة نصوص "أنّ الشريعة تحثّ على النّظر وطلب المعرفة عن طريق العقل". فالعلاقة القائمة بين العلم والايمان في الاسلام علاقة تعاضد لا علاقة تضارب، على حدّ عبارة السّويسي... لكنّ السّويسي ما فتئ يشير إلى أنّ المسلم قد رسم حدودا للحقل الذي من شأنه أن يبحث فيه العقل. فهذه الحدود، إنما هي،في نظر السّويسي، اعتراف بنسبية المعرفة البشرية ولم تكن في نظر الباحث، عرقلة وقمعا للعقل ولسعي الانسان.

مؤلفات محقّقة أو مترجمة كما أثبتها كتاب من أعمال محمد السّويسي الذي أصدره المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون بيت الحكمة:

  • رسالة الدكتوراه الرئيسة la langue des mathématiques en arabe دراسة ومعجم يضمّ 1942 مصطلحا نشرت بتونس سنة 1969 وأنجز نصّها العربي ونشر ب "بيت الحكمة" قرطاج 1989.
  • دراسة الدكتوراه التكميلية: تلخيص أعمال الحساب لابن البنّاء المراكشي، تحقيق وتعليق ونقل إلى الفرنسية تونس 1969.
  • الرّسالة الألواحية المنسوبة إلى ابن سينا، تحقيق مخطوطة فريدة مع معجم المصطلحات الطّبية ومقابلاتها الفرنسية والانقليزية واللاتينية ط1.، تونس، ط2.، 1983.
  • أدب العلماء الجزء الأول، تونس1977، ط2، 1984 خصّص لتقديم أبي الرّيحان البيروني وعمر الخيّام ومصنفاتهما في شتّى الاختصاصات العلمية، مع دراسة لطريقتهما في البحث العلمي ولأسلوب عرضها، وموقفهما من الّلغة العربية ومن مشكلة المصطلحات، شفع بعدد من النصوص المختارة قصد توضيح الاراء المبسوطة.
  • أدب العلماء الجزء الثاني، ط. تونس1979 - ط2، 1985 خصّص لأعمال الرّازي وابن الهيثم وابن سينا ويتضمن الجزءان مادة مكثفة لوصف مختلف التخصّصات في العلوم الطبيعية التجريبية فيزياء - كيمياء - طبيعة - طب، كما يشملان قضايا إبستميولوجية حول موقف العلماء المخصّصين بالدرس من مشكلات المعرفة.
  • إسهام في تعريب كتاب سيّد حسين نصر (islamic sciences) (العلوم في الاسلام) مع تحقيق للألفاظ الاصطلاحية المستعملة تونس 1979.
  • تعريب 14 بابا من الموسوعة المخصّصة ل "تاريخ إفريقيا" بإشراف المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم، تونس 1979.
  • اللّمعة الماردينية في شرح الياسمينية للمارديني،تحقيق وتقديم وتعليق، نشرالمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب، الكويت، 1983.
  • بغية الطّلاب، شرح منية الحساب لابن غازي المكناسي في الحساب والجبر، تحقيق مخطوط وتعليق، نشر معهد التراث وتاريخ العلوم، جامعة حلب، 1984.
  • تحقيق وتقديم الأشكال المساحية لابن البنّاء، نشر معهد المخطوطات الكويت 1984.
  • شرح أشكال التأسيس للسمرقندي، من قبل القاضي زاده الرّومي، تقديم وتحقيق،نشر بيت الحكمة، قرطاج 1984.
  • تحقيق ثلاث مقالات: الأولى من كتاب زاد المسافر وقوت الحاضر في الطب، لابن الجزّار القيرواني، مع تقديم معجم المصطلحات الطبية الواردة في هذه المقالات نشر بيت الحكمة، تونس 1986.
  • وبالاشتراك مع ثلاثة زملاء، نشر النص الكامل لزاد المسافر وقوت الحاضر مع التقديم والتعليق والمعجم،نشر بيت الحكمة، تونس 1999.
  • إسهام في نشر منهج المستشرقين في الدراسات الاسلامية والرّد عليهم، نشر الألكسو، تونس 1985.
  • تحقيق وتعليق ونقل إلى الفرنسية لكتاب كشف الأسرار عن علم حروف الغبار للقلصادي، نشر بيت الحكمة 1988.
  • المدخل إلى أصول العلوم عند العرب، نشر المركز القومي البيداغوجي، تونس1997.
  • أنماط العمران البشري بإفريقية وجزيرة المغرب حتى العهد الحفصي نشر مركز النشر الجامعي، تونس 2001.
  • اللّغة العربية في مواكبة التفكير العلمي نشر دار الغرب الاسلامي، بيروت 2001.
  • نماذج من التراث العلمي العربي، نشر دار الغرب الاسلامي، بيروت 2001.
  • "feuilles d’automne" نشر دار الغرب الاسلامي، بيروت 2001.
  • "Repères" مركز النشر الجامعي، تونس.
  • مزوّقات أو فسيفساء من التراث العلمي بالأمس الغابر واليوم الحاضر تحت الطبع، مركز النشر الجامعي، تونس.
  • التعليم في الجناح الغربي من دار الاسلام وخاصّة بإفريقية من القرن الأول إلى القرن الثامن مهيّأ للنشر.
  • لابد من الاشارة إلى أن أولى الكتب الدراسية في الرياضيات المنشورة باللغة العربية في تونس وفي المغرب العربي عامة، كانت من تأليفه ونشره الخاص (بين سنة 1947 و1950)

ومنها:

  • كتاب (أصول الجبر) الشامل لمادة برامج التعليم الثانوي، وأقحم تدريسه ضمن مناهج التعليم بجامع الزيتونة وفروعه بتونس، تونس 1947.
  • خلاصة الحساب (جزءان) جمعا مادة التدريس في السنوات الأربع الأولى من التعليم الثانوي، تونس 1949.
  • بغية الطّلاب في فقه الحساب بعض التوجيهات البيداغوجية لتلميذات مدرسة ترشيح المعلمات بتونس، تونس 1952.

أعمال أخرى منشورة:

في دائرة المعارف الاسلامية النشرة الجديدة بالفرنسية:

  • حساب الغبار
  • القلصادي - الكسر
  • علم الهندسة
  • الصادقية
  • مقالات في حوليات الجامعة التونسية - عالم رياضي أندلسي تونسي: القلصادي - عدد9، 1972.
  • رسالة ابن البنّاء في الأعداد التامة والزائدة والناقصة والمتحابّة عدد 13، سنة 1976 في Cahiers de Tunisie
  • Préfaces des ouvrages scientifiques.
  • Le calendrier hégirien.
  • Aspects linguistiques communs en Méditerranée.

في مجلة الفكر التونسية:

  • إثبات أوائل الأشهر الهجرية، 1969.
  • نظرات في التعريب، أفريل 1971.

في مجلة مجمع الّلغوي بالأردن:

  • سبل الحق في نظر علماء العرب، 1979.
  • في مجلة المباحث التونسية (16 مقالا).
  • في الفترة بين 1945 و1947 اضطلع بتحرير المقالات العلمية، فكانت ترمي إلى هدفين اثنين:
  • إعلام القراء التونسيين بآخر ما جدّ في مجالات الاكتشاف العلمي
  • توعية الشباب التونسي والعربي عامّة بقيمة التراث العلمي العربي
  • مشاركة في المؤتمرات والملتقيات العلمية والثقافية في النطاق التونسي أو العربي أو الدولي (ما يفوق خمسين مؤتمرا) التي طرحت مشكلات التعريب ووضع المصطلحات العلمية وتوحيدها بين الناطقين بالضّاد. فكان مثلا مقرّر اللجنة التي أخرجت المعجم الموحّد في الرّياضيات في مستوى التعليم الثانوي (الجزائر 1972) وكان ضمن اللّجنة المكلّفة من الألكسو بمراجعة المعاجم قبل عرضها على الطّبع (القاهرة 1973).

وكان كاهية الرئيس في مؤتمر طرابلس (1975) المخصّص لتوحيد المعجم للرياضيات في التعليم العالي (جبر - تحليل رياضي - إحصائيات - فلك.)

بعض الأوسمة حصل عليها والمؤسسات التي انتمى إليها:

  • 25/07/1969 الصنف الثالث من وسام الجمهورية، الجائزة القومية في الاداب والفنون.
  • 11/11/1983 براءة تقدير المجلس الأعلى للعلوم في وزارة التعليم العالي.
  • 9/3/1984 شهادة عضوية في جمعية إحياء التراث الاسلامي طنطا - مصر.
  • 7/10/1986 تقدير وشكر معهد التراث العربي، حلب.
  • 11/12/1995 التعريف بالخبراء.
  • 16/6/1987 شهادة تقدير قدماء الصادقية.
  • عضو المجلس الدّائم للجامعة التونسية عند إنشائها، 1956.
  • عضو في المجلس العلمي لبيت الحكمة في صيغته الأولى.
  • عضو مؤسس للمجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون "بيت الحكمة".
  • عضو عامل في "منتدى الفكر العربي" عمان - الأردن منذ 1984.
  • عضو مراسل لمجمع اللّغة العربية بدمشق 1986.
  • مستشار في مسائل التعريب لدى الاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية (جنيف) 1984 - 1985
  • عضو للاتحاد الافريقي للرياضيات: لجنة تاريخ الرّياضيات في إفريقيا.
  • عضو مؤسس لجمعية تاريخ العلوم والفلسفة العربية، المركز القوي للبحث العلمي باريس.

توفّي في 24 أوت سنة 2007.