محمد السنوسي

من الموسوعة التونسية
نسخة 08:05، 21 فبفري 2017 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1851 - 1900م]

هو الفقيه والأديب محمد بن عثمان بن محمّد المهدي السنوسي، ولد بتونس العاصمة على الأرجح سنة 1267هـ/1851م في أسرة ذاع صيتها في مجال العلم والقضاء. وقد أخذ السنوسي العلم عن كبار مشايخ جامع الزيتونة ممّن كان لهم دور في ظهور الحركة الاصلاحية التّحديثية وتطوّرها بتونس في القرن التاسع عشر من مثل الشيخ سالم بوحاجب (ت 1343هـ/1924م) ومحمود قابادو (ت 1288هـ/1871م) والمفتي الحنفي أحمد بن الخوجة (ت 1313هـ/1896م) والمفتي المالكي صالح بن فرحات (ت 1309هـ/1891م)، زيادة على الشيخ عبد القادر البارودي (كان حيّا سنة 1280هـ/1864م) الذي أخذ عنه السنوسي الطريقة القادريّة. وبعد أن صار محمّد السنوسي من أنجب خريجيّ جامع الزيتونة جلس به للتدريس إثر حصوله على شهادة التطويع سنة 1287هـ/1870م.

وذاع صيته فعيّنه المشير الثالث محمد الصادق باي معلّما للأمير محمّد الناصر باي. وكان من أنصار خير الدين باشا وحركته التّحديثيّة ثمّ في 30 محرم 1291هـ/19 مارس 1874م انتخبه أستاذه محمّد بيرم الخامس كاتبا أوّل لمجلس جمعية الأوقاف. ثمّ عيّن في 5 شعبان 1293هـ/16 أوت 1876م محرّرا لجريدة "الرائد التونسي"، وظلّ على صلة بالمؤسّستين إلى أن انفصل عنهما في 5 رجب 1298هـ/3 جوان 1881م لمّا يئس من الوزير مصطفى بن إسماعيل إذ لم يجد في مناصرته عونا على الاصلاح لا سيّما بعد أن تمركزت "الحماية الفرنسية" بتونس في ماي 1881. إذّاك تاقت نفسه إلى هجرة البلاد فما كان من الدولة إلاّ أنْ منعته فتعلّل بالرغبة في أداء فريضة الحجّ فأذن له في السفر وغادر تونس في 7 رجب 1299هـ/25 ماي 1882م وآب إليها من رحلته الحجازية في 26 ربيع الأوّل 1300هـ/5 فيفري 1883م. واذّاك التحق بوظيفه الذي كان تخلّى عنه بجمعية الأوقاف وعيّن مدرّسا بجامع حمّودة باشا المرادي.

في 18 جمادى الثانية سنة 1302هـ/4 أفريل سنة 1885م، تزعّم محمد السنوسي المظاهرة الاحتجاجية الكبرى المعروفة ب"النازلة التونسيّة" ضدّ النظام البلدي ووصلها بحركة جمعية "العروة الوثقى". فألقت السلطات الفرنسية القبض عليه في 6 شعبان 1302هـ/1885م، وعزلته عن وظائفه ونفته مدّة ثلاثة أشهر إلى بلدة قابس. ثم في 9 ذي القعدة 1302هـ/19 أوت 1885م صدر عفو من الباي عن محمّد السنوسي. فعاد إثر ذلك إلى أهله بتونس الحاضرة حيث تقلّد مناصب قضائية بالمحكمة العقاريّة المختلطة ثمّ بالعدلية التونسية فعمل عضوا في القسم الجنائي ثمّ نائب حاكم في المجلس المختلط. وكان دخوله للخدمة سنة 1303هـ/1886م، ورُسّم بالوظيف في 14 من ذي القعدة 1304هـ/4 أوت 1887م.

وبعد سنتين من دخوله سلك الوظيف قام برحلته إلى باريس وذلك في 6 من ذي القعدة 1306هـ/4 جويلية 1889م لمشاهدة المعرض العام الدولي بها، وعاد إلى تونس في 4 من ذي الحجة 1306هـ/غرة أوت 1889م. وقبل وفاته بسنة تعرض لسخط سلطات "الحماية الفرنسية" بسبب مواقفه الوطنية. بقي السنوسي ملازما لنشاطه الفكري والصحفي إلى أن باغته الموت إثر مرض عضال فتوفّى في رجب 1318هـ/أكتوبر 1900م ودفن بمقبرة الزلاّج.

مؤلفاته[عدّل]

له تآليف متنوعة في الأدب والقانون والتاريخ والدين.

  • التآليف الأدبية:

مجمع الدواوين التونسية[عدّل]

استغرق تأليفه له مدّة خمس سنوات ما بين سنة 1287هـ/1870م وسنة 1292هـ/1875م. وهو تأليف ضمّ عشرين جزءا جمع فيها أشعار ما يناهز خمسين فحلا من فحول الشعر بتونس ولم يطبع منه إلا جزءان هما اللذن خصّ بهما أستاذه محمود قابادو نشرهما سنة 1294هـ/1877م (آنظر: عمر بن سالم، ديوان قابادو، ج 2، سلسلة الدراسات الأدبية عدد 5، سنة 1984، مركز الدراسات والأبحاث الاقتصادية والاجتماعية، تونس) . أمّا بقية الأجزاء فلا يوجد منها إلاّ ثلاثة محفوظة بدار الكتب الوطنية بتونس تحت عدد 16628 وعدد 16632 تحتوي على تراجم محمد بيرم الرابع ومحمد الخضار ومحمد المناعي ومحمد بن سلامة ومحمد بن الخوجة ومحمد الورغي وحمودة بن عبد العزيز وعلي الغراب (انظر: أحمد عبد السلام، المؤرخون التونسيون في القرون 17 و18 و19، تونس 1973، ص 659).

غرر الفرائد بمحاسن الرائد[عدّل]

نشره سنة 1295هـ/1878م وهو تأليف مفقود. أخذ عنه إسحاق قطّان في "المجلّة التونسية"، الجزء التاسع في صفحة 433 وما بعدها. وقد طرق محمّد السنوسي في هذا التأليف عدّة موضوعات مثل حبّ الوطن والعمل والوفاء ودور الصحافة والمدنية والطبّ وسكّة الحديد والصناعة والمستشفى الصادقي والمدرسة الصادقية الخ. وهذه الموضوعات هي ممّا كتبه من افتتاحيات نشرها بصحيفة "الرائد التونسي".

درّة العروض[عدّل]

تأليف مدرسي نشره سنة 1292هـ/1875م محتويا على 282 بيتا من الشّعر منها 8 للمقدمة و29 للخاتمة، و20 لفنّ العروض، و36 لألقاب الزحاف وأحكامه، و21 للعلل الأجزاء، و14 للعلل التي تجري الزحاف، و11 لألقاب البيوت، و93 للبحور ودوائرها، و56 للأعاريض والضروب، و26 لفنّ القافية، و12 لعيوب القافية.

الرحلة الحجازية[عدّل]

ألّفها في ما بين سنة 1300هـ/1883م وسنة 1303هـ/1886م وهي في ثلاثة أجزاء. وجعلها أنموذجا وجزءين وخاتمة للتعريف بمن جمع بينه وبينهم البين. والانموذج في مزية السفر والجزء الأوّل فيما رآه من قسم إيطاليا والجزء الثاني في الاستانة وآسيا الصغرى المشرفة بالحجاز (انظر: محمد السنوسي، الرحلة الحجازية، الجزء الأوّل، نشر الدار التونسية للتوزيع، 1396هـ/1976م، ص 44).

طرق محمّد السنوسي في الجزء الأوّل عدّة أغراض دارت على محاور أهمها:

  • المسائل الفقهية والأخلاقية كالتي تتعلّق بالاجهاض وبالتمثيليات المسرحية وبمسابقة الخيل والرماية وبمسألة طعام أهل الكتاب وطعام الافرنج وذكاتهم وبمسألة لبس المسلم البرنيطة.
  • العلوم والمخترعات، فقد كان محمد السنوسي يؤمن بأنّ أدباء عصره عليهم دين لعجائب الاختراعات التي لم ير من سبقهم مثلها وأن ّ أداء حق ّ المخترعات بقي دينا على لسان العرب لذلك نظم قصيدته الفريدة في المخترعات الجديدة فنوّه بعصره وما فيه من الالات البخارية والمراكب النارية التي صيّرت البعيد قريبا.
  • المقارنات بين العالم العربي الاسلامي والعالم الغربي المسيحي، وفي هذا الصدد قال عند زيارته لمعرض الأهالي بنابلي: وهناك وقفت مليّا أفكّر في أمر أمم هذا الجيل وما لهم من الاعتناء بتكثير المعارف والتنقيب عليها ونشرها إلى نفع عموم الجنس البشري حتّى وصلوا إلى هاته الغايات. وبذلك تحقّقت سبب تقهقر أمرنا بين أمم العالم فلاحظت أنّ أفراد علمائنا يتباهون بأنّ الواحد منهم له كتاب غريب يبخل به عن بني جنسه وبعضهم كتم ما يجد لأسلافه من الاثار العلمية، ثمّ لنا في خزائن الكتب من تآليف الفحول التي تتوق إليها النفوس ومع ذلك منها لم تزد نسخه على نسخة المؤلّف ومنها ما تلاشى بعضه، وهذه المطابع العربية كلّها تجارية لا تطبع إلا ما يتحقّق المشتركون رواجه، ولا توجد عندنا جمعية لطبع غرائب التآليف وإخراجها من كنّ خزائنها. (انظر محمد السنوسي، الرحلة الحجازية، الجزء الأوّل ص 113 - 114).

أمّا الجزء الثاني من الرحلة الحجازية فقد خصّصه لذكرى السفر إلى آسيا فابتدأ بوصف بلاد الخلافة العثمانية ثم ذكر ما حظي به من استقبال من لدن مواطنيه التونسيين المقيمين بالاستانة وأنّه استغلّ إقامته بهذه العاصمة لزيارة مختلف معالم تلك المدينة من جوامع ومكتبات.

وفي أثناء الإقامة بمكّة المكرّمة اعتنى بما يجري فيها من نشاط علمي ووجد أن ّ طريقة التدريس بالحرم المكّي لا تبتعد عن الطريقة التونسية في إلقاء المسألة أوّلا ثمّ تطبيقها على الكتاب (انظر: الجزء الثاني من الرحلة الحجازية، طبعة تونس 1401/1981، ص 178).

وخصّص المؤلّف لخبر سفره من المدينة المنورة إلى دمشق مع الركب الشامي صفحات عدّة استطرد في أثنائها إلى طرق عدّة موضوعات أدبية وفقهية واجتماعية.

وأمّا الجزء الثالث من الرحلة الحجازية فقد ضمّنه محمّد السنوسي التعريف بخمسة وعشرين من الرجال الأعلام المشاهير في العلم والحديث والأدب والسياسة الذين اجتمع بهم أثناء رحلته أو ورد ذكرهم فيها إذ أنّه اهتمّ في رحلته بمن لاقى من العلماء والمحدثين والأولياء والصلحاء فذكر تآليفهم وعدد الاجازات العلمية التي حصل عليها وخاصّة في رواية الحديث الشريف.

الاستطلاعات الباريسية في معرض سنة 1889[عدّل]

تكمن أهميّة هذا الكتاب في ما تضمّنه من المقابلة بين الحضارة الأوربيّة وحضارة الاسلام وهذا ما دعا الدولة التونسيّة إلى المساعدة على طبعه سنة 1309هـ/1891م بأمر من الكاتب العام للحكومة برنار روا.(Bernard Roy) ومن بين أقوال محمّد السنوسي في خصوص هذه المقابلة حديثه عن توسع العرب في العلوم: "فمن المراجع تاريخ العرب في بغداد والأندلس وعلم مبلغ تمدّنهم ورفاهيتهم وتوسّعهم في العلوم الحكميّة وعلوم الآلات والعلوم الطبيّة والعلوم الطبيعية والرياضية، ورأى سعة تآليف علماء الاسلام في مئات من الفنون مشروحة في كتاب كشف الظنون لحاجي خليفة يجزم بأنّهم السابقون إلى رياض التّقدم على الأوروباويين (انظر: الاستطلاعات الباريسية، صفحة 92).

تفتّق الأكمام[عدّل]

رسالة في المرأة مترجمة إلى اللّغة الفرنسيّة أمّا أصلها العربيّ فمفقود. ألّفها سنة 1314هـ/1897م ونقلها إلى اللسان الفرنسي ابنه محمد محيي الدين السنوسي بمعيّة عبد القادر القبائلي وقد أراد بها المؤلّف توضيح ما للمرأة من حقوق وواجبات.

الكنانيش[عدّل]

له كنّاشان أحدهما يحتوي على 47 ورقة ويوجد بدار الكتب الوطنية تحت عدد 16630 ويتضمن مجموعة من المقطوعات الشعرية. أمّا الكناش الثاني فيحتوي على 113 ورقة ويوجد أيضا بدار الكتب الوطنية تحت عدد 16631 وبه رسائل إخوانية تبادلها المؤلّف مع أصدقائه مثل محمّد جعيط وغيره وكذلك عدد من المقامات الهزلية مثل المقامة السفرجلية.

ديوان شعر لم ينشر بعد[عدّل]

(تمّ تحقيقه قصد النشر في مركز الدراسات والأبحاث الاقتصادية والاجتماعية بتونس سنة 1975).

  • التآليف ذات الصبغة القانونية:

كتاب المقالات العشر[عدّل]

ألّفه سنة 1295هـ/1878م وهو مفقود تحدّث عنه إسحاق قطّان في المجلة التونسية،م 9، ص 432 وما بعدها.

الروض الزاهر في إسناد الحبس للاسلام الزاهر[عدّل]

هو تأليف وضعه محمد السنوسي سنة 1303هـ/1885م ذكر فيه دور الأوقاف في البلاد التونسية مبرزا ما لها من مزايا في مجال مكافحة البؤس والفقر من جهة وفي نشر العلم والعناية بأهله من جهة ثانية.

مطلع الدراري بتوجيه النظر على القانون العقاري:[عدّل]

طبع سنة 1305هـ/1888م. وهو شرح للقانون العقاري لعام 1885.

رسالة نظام المدينة المفيد لكتاب العصر الجديد:[عدّل]

وضعها سنة 1305هـ/1888 وهي تأليف مفقود تحدّث عنه ابنه محمّد محيي الدين السنوسي في مقدمة رسالة تفتق الأكمام (انظر: تفتق الاكمام ص 9)

رسالة في المجبى[عدّل]

ألّفها سنة 1311هـ/1894م ونقلها إلي اللغة الفرنسية العزيز البكّوش. وليس بين أيدينا الا النص الفرنسي أمّا النّص العربي فمفقود (انظر الشنوفي، محمد السنوسي، حياته وآثاره، طبعة نشريات الجامعة التونسية، 1977, ص 169) 6 - رسالة نشر البساط في نازلة الفسفاط ألّفها سنة 1314هـ/1896م، لما جرى الجدال في خصوص مناجم الفسفاط بالجنوب الغربي من البلاد التونسية.

  • التآليف ذات الصبغة التاريخية:

مسامرات الظريف بحسن التعريف[عدّل]

وضع محمد السنوسي هذا التأليف في ثلاثة أجزاء تمّ طبع الجزء الأوّل سنة 1298هـ/1881م ثم أعيد طبعه سنة 1983م. على أن يستكمل التحقيق والطبع أواخر القرن الماضي. وكتاب مسامرات الظريف هو تاريخ فقهاء الدولة الحسينية بتونس وقد خصص المقدمة للتعريف بالملوك الحسينيين والقسم الأوّل خصّصه للتعريف بأئمة جامع الزيتونة والقسم الثاني للتعريف بالمفتين الحنفية والقسم الثالث للتعريف بالمفتين المالكية والقسم الرابع للتعريف بالقضاة الحنفية والقسم الخامس للتعريف بالقضاة المالكية والخاتمة للتعريف بآرائه وشيوخه.

النبذة التاريخية في منشإ الوزير مصطفى بن اسماعيل:[عدّل]

حرّر هذه النبذة عند إقامته بالقرنة في إيطاليا سنة 1882 ونص هذه النبذة محفوظ بدار الكتب الوطنية تحت عدد 18674 وبه 79 ورقة.

خلاصة النازلة التونسية[عدّل]

ألّف محمد السنوسي هذا الكتاب سنة 1885 ونشره محمد الصادق بسيّس سنة 1976.

وخصص المؤلّف الباب الأوّل للحديث عن سبب نقمة التونسيين واجتماعهم وهو صدور "الرائد التونسي" في يوم الخميس 16 جمادى الأولى سنة 1302/3 مارس 1885 متضمّنا قانون المجلس البلدي، ومن ضمنه وصايا دفن الأموات وتثقيل في استخلاص متأخرات خروبة الأملاك ومعلوم النظافة وأداء الطرق مع ما سبقه من تغيير أثمان ماء زغوان...

  • التآليف ذات الصبغة الدينية:

الأجنّة الدانية الاقتطاف بمفاخر سلسلة السادة الأشراف[عدّل]

طبع هذا الكتاب سنة 1878. وهو عبارة عن قصيدة في المدح اشتملت على 251 بيتا نظمها محمّد السنوسي تمجيدا للنبي صلى الله عليه وسلم وصدّرها بذكر فضائل آل البيت. وابتدأ في سلسلة الأشراف بالشيخ محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الكبير الشريف.

تحفة الأخبار بمولد المختار[عدّل]

طبع هذا التأليف سنة 1302هـ/1885م. وهو تأليف لم نعثر عليه في المكتبات وإنما أخبرنا عنه إسحاق قطان بالمجلة التونسية، المجلّد 9 ص 432 وما بعدها.

المورد المعين في ذكر الأربعين[عدّل]

لم يطبع هذا التأليف. والمقصود بالأربعين أصحاب أبي الحسن الشاذلي وقد ذكرهم محمّد البهلي النيال في كتابه الحقيقة التاريخية للتصوف الاسلامي، ط. تونس 1384هـ/1965م، ص 242 وما بعدها.

تلك هي جملة تآليف محمّد السنوسي الذي كان يكثر من المطالعة والقراءة دون ملل وقد استخدم في تآليفه المتنوعة مصدرين رئيسين هما ثقافته في المنقول والمعقول مستنجدا بكتب فقهاء المذهبين المالكي والحنفي.

ويضاف إلى هذه الثقافة ثقافة عصرية حصّلها من مطالعاته للصحف العربية والمجلات المصرية.

وقد عرّفته بما جدّ من تقدّم في العلوم العصرية كما أن ّ ما قام به من رحلات كان له فضل في زيادة توسع تلك المعرفة وتدقيقها.

ويمكن القول إنّ محمد السنوسي رجل ملتزم سياسيا بمعنى أنّه رجل يناصر يقظة المسلمين قصد تحرير البلاد الاسلامية من الهيمنة الغربية. إنّه رجل ذو نزعة تحديثيّة ملحوظة رغم تعلّقه المتين بأهداب السنّة الشريفة وبالتيار المحافظ.

وتلك النزعة التجديدية تتلخص في اعتنائه بخصائص التمدّن الغربي وإخباره عن بعض المكتشفات والمخترعات العلمية وتطبيقاتها في صميم الحياة. سعى السنوسي في تآليفه إلى إبلاغ المعلومات عن تلك المكتشفات والمخترعات إلى معاصريه.

وكانت مقالات محمّد السنوسي تتّسم بميزة الدقّة والبيان وفيها اعتمد على تبحّره في علم اللغة ومهارته في استخدام الاستدلال البرهاني باعتماد القرآن والسنّة وأقوال الحكماء والبلغاء.

تلك هي الوسائل الأسلوبية التي استغلها محمّد السنوسي في الغرض وهو مع ذلك لم يغفل عن استخدام المصطلحات العلمية القديمة والحديثة ولم يجد حرجا في استعمال المعرب والدخيل. وتلك مبادرة جريئة أقدم عليها دون معاصريه.