محمد التلاتلي

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1890 - 1943م]

ولد محمّد التلاتلي بنابل في 25 أفريل 1890. وهو من أسرة عريقة سُجّل سنة 1902 بالمعهد الصّادقي، حيث عرف بجديّته وحزمه وانضباطه.وفي سنة 1911 أحرز شهادة البكالوريا من معهد كارنو. ثمّ التحق بكليّة الطبّ بتولوز. وناقش أطروحته سنة 1920 حول موضوع كان مولعا به هو قيمة العلامات التشريحيّة للبكارة وأهميّتها ودورها في الزواج عند المسلمين. ونالت هذه الأطروحة عدّة جوائز تقديريّة، منها الميدالية الذهبيّة لكليّة الطبّ بتولوز.

عاد إلى تونس سنة 1921. فاشتغل في غار الدماء طبيبا. لكن وطنية الدكتور محمد التلاتلي ونضاله في صفوف الحزب الحرّ الدّستوري التونسي بقيادة الشيخ عبد العزيز الثعالبي جلبا له استياء السّلط الاستعمارية وهو ما حمله على مغادرة غار الدماء وفتح عيادة خاصّة في العاصمة بنهج باب الخضراء. وكان بالإضافة إلى ذلك طبيب الجمعيّة الخيريّة الإسلاميّة واشتهر بكفايته العالية وتفانيه في معالجة مرضاه.

انتخب المناضل محمّد التلاتلي عضوا في القسم التونسي من المجلس الكبير حيث تمكّن من التنديد بمظاهر الظلم المتفشّي في بلده والدفاع عن المصالح التونسيّة بكلّ ما أوتي من طاقات. وإلى جانب نشاطه في المجلس الكبير، نشر في الصحف وخاصّة في اليوميّة الفرنسية تونس الاشتراكية عدّة مقالات ناصعة الأسلوب دامغة الحجّة تعرّض فيها إلى معاناة مواطنيه واهتمّ خاصّة بالمتابعة الطبيّة لوضع الحوامل وبضرورة تأسيس دار توليد للمسلمات في تونس. ولمّا رفضت السلط الاستعمارية هذا الطلب قدّم الدكتور التلاتلي استقالته من المجلس الكبير وانزوى في مسقط رأسه. ولم تفتح دار توليد بمستشفى عزيزة عثمانة إلا بعد وفاته بخمس سنوات. فسميت تلك الدار باسمه، إلى اليوم. وعرض أيضا في مقالاته إلى الوضع الصحّي المأسوي السائد في البلاد مطالبا بتحسين الهياكل الصحيّة. واهتمّ كذلك بوضع الطلبة التونسيّين في فرنسا. وأسّس سنة 1928 جمعية أصدقاء الطالب التي كانت تهدف إلى جمع الإعانات للطلبة. وكان في كلّ المناسبات يدافع عن كرامة المواطن التونسي وعن حقّه في المساواة ويندّد بما امتلأت به الصحف الاستعمارية من مواقف عنصريّة ومن سلب للتونسيين، كما كان يدافع عن الفلاّحين الصغار وعن حقّ الأطفال التونسيين في التعلّم.

وفي نابل، تولّى إدارة المستشفى الجهوي. وبذل أقصى جهده، أيّام الحرب العالمية الثانية، من أجل تعصير ذلك المستشفى وتنظيم هياكله، معتنيا بمرضاه، بمن فيهم اليهود الذين خلّصهم من قبضة النازيّين.أصيب الطبيب التلاتلي في ماي 1943 بسكتة قلبية توفّي إثرها وهو في الثالثة والخمسين من عمره.