محمد الأصرم

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1960-1875]

من كبار الموسيقيين التّونسيّين الذين اضطلعوا بمهمّة تطوير الموسيقى التّونسية والدّخول بها إلى عالم التّجديد والحداثة دون أن تفقد خصوصياتها. فرغم تكوينه التقليدي، فقد حذق العزف على آلة البيانو، وطوّعها لتأدية الأنغام والطبوع الموسيقية التّونسيّة الأصيلة. ولد سنة 1875 بتونس العاصمة في وسط عائلي محافظ تقلّد أغلب أفراده مناصب مهمّة في عهد الحكم العثماني بتونس. التحق بأحد كتاتيب العاصمة حيث حفظ جانبا مهمّا من القرآن الكريم، ثم انخرط بجامع الزّيتونة فحصل على شهادة التطويع التي خوّلت له مباشرة العمل في خطّة عدل إشهاد، ليباشر بعد ذلك التدريس بجامع الزّيتونة، ثم عيّن في ما بعد موظفا بإدارته.

عرف عنه ميله إلى المطالعة والبحث في فنون الموسيقى والموشّحات أدبا وألحانا، وقدّم مسامرات ومحاضرات كثيرة في ذلك، وأثر عنه ميله إلى حفظ المالوف الغنائي التّونسيّ وما اتّصل به من موشّحات وأزجال غنائية، وكان رائدا في العزف على آلة البيانو بالطّريقة التّقليديّة التّونسيّة. وعندما تأسّست "الرّشيديّة" سنة 1934 وهي أوّل جمعيّة موسيقيّة تونسيّة عيّن محمد الأصرم مديرا فنيّا لها، بعد أن كان من أبرز المتحمّسين لانبعاثها فأشرف على إعداد الحفل الأوّل الذي قدّمته فرقة الرشيدية بالمسرح البلدي بالعاصمة.

ثمّ أسّس فرقة أطلق عليها اسم "الأحمدية" نسبة إلى أحمد باي لم يكتب لها الدّوام، وكانت له بعد ذلك إسهامات رائدة في الإذاعة التونسية تجسّدت في البرامج التّثقيفية الموسيقيّة التي قدّمها في أربعينات القرن العشرين وخمسيناته. وعند وفاته ترك رصيدا كبيرا من المحاضرات المتعلّقة بتاريخ الموسيقى وآدابها وعلمائها، نُشر بعض منها بإشراف وزارة الثقافة ضمن كتاب بعنوان "شذرات متفرّقة في الموسيقى" بتقديم لفتحي زغندة وتعليقه (تونس 2001). وكانت وفاة محمد الأصرم سنة 1960.