قصر هلال

لم تذكر هذه المدينة قبل العصر الحديث. وقد وردت روايات عدّة عن نشأتها. وما هو ثابت أنها كانت قصرا، بمعنى قرية ساحليّة، اقترن اسمها بهلال وهو من أعلام العصر الحفصي. وقد انصرف السكان، منذ عقود، إلى زراعة القطن والاهتمام بالنّسيج وزراعة النّباتات لصبغ القطن والصّوف وهذا ما جعلهم بمعزل عن الحياة السياسيّة.أمّا أقدم البيانات المعماريّة والسكانيّة وغيرها فتعود إلى المنتصف الثّاني من القرن التّاسع عشر (انظر: "أطلس مدينة سوسة والمنستير والمهديّة وما يتّصل بها من مراكز العمران") إذ تعرّف قصر هلال بأنّها قرية بها جامع خطبة بصومعة - ولعلّه جامع القصر - وأربعة مساجد، وزاوية لسيدي بن عيسى بن الشيخ، وقبّة لسيدي الدّوس بالقرب منه وزاوية لسيدي عبد السّلام، ومقام لسيدي بوراوي، ومقام لسيدي الأحمر وقبّة لسيدي سلامة، ومقام للسيّدة حليمة. وبها أيضا سوق ورحبة للنّعمة (قمح، شعير، فول إلخ)، وطاحونة بفرنها لصنع الخبز، وحمّام، وإحدى عشرة معصرة سلطني حديثة نسبيا وأربعمائة دار وأصبح عدد الدّيار 529 في عام 1884, وعدد السكان 5170 نسمة. أمّا الذين طالتهم الضّرائب، في منتصف القرن التّاسع عشر م، فعددهم 633. وفي عام 1836 بلغ عدد زياتينها 80134 شجرة. ويحدّها جنوبا تراب المكنين، وشرقا طائفة هنشير السكرين، وفي أخرى تراب صيّادة، وشمالا في طائفة تراب لمطة، وفي أخرى تراب بوحجر، وتراب طوزة، وبينها وبين صيّادة ميل ونصف.