قصر الوردة

من الموسوعة التونسية
نسخة 09:59، 20 فبفري 2017 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث
قصر الوردة

قصر الوردة أو البرج الكبير كما يسمّيه أجدادنا معْلَم عمراني قديم بمنوبة يقف شاهدا على أصالة العمارة التونسيّة. وقد بُني في القرن التاسع عشر بأمر من الباي حمودة باشا على شاكلة قصر القصبة وقصر قبّة النحاس. وكانت لهذا القصر بساتين شاسعة تحيط به، وتنتمي الهندسة المعماريّة لهذا القصر إلى النمط الأندلسي المغربي مع انفتاح حرّ على عناصر فنيّة إيطاليّة ظهر تأثيرها واضحا. وتتشابه واجهته الجميلة مع قصر باردو الذي بني قبله بكثير. تمتاز قاعة الاستقبال الفسيحة بإتقان شديد. في نهاية الرواق الخارجي والدربية التقليديّة وهي قاعة طويلة فخمة، ينتصب فيها العرش الملكي، وبجانبه الأقواس المرتكزة على صفين من أعمدة الرخام الجميل. أمّا الحيطان فهي مغلّفة في تناسق واضح بمربعات الخزف المزخرف على الطريقة التونسيّة أو على الطريقة الصقلية. وأمّا حائط العرش الملكي فهو مزخرف بألوان نادرة من الرخام النفيس الذي يأخذ مكانه بإحكام بين التيجان المتوأمة، وتزدان القباب في السقف بالزخارف البديعة المنجزة على طريقة نقش حديدة مع انحياز لعناصر التزويق المعاصرة.

استعمل هذا القصر في العهد الحسيني مقاما صيفيا للبايات والأمراء الحسينيين، وخصّص لاحقا لاستقبال ضيوف الايالة التونسيّة مثل الملكة كارولين دي برنشفيك في 1816، وأمير الأسطول البحري الفرنسي لوساج الذي قدم إلى تونس سنة 1802 بصفته سفيرا خارقا للعادة من نابليون بونابرت. كما استقبل القصر حيدر أفندي المبعوث الخاص للباب العالي للامبراطوريّة العثمانيّة. وفي عهد الباي أحمد باشا (1837 - 1855) وضع قصر الوردة على ذمة الخيالة التي كان قائدها الأوّل سنة 1842 الجنرال خير الدين باشا; ثمّ خصّص لاقامة المدرّسين الأجانب الذين كانوا يدرّسون بالمدرسة العسكريّة بباردو. وفي سنة 1881، تاريخ انتصاب الحماية الفرنسيّة بالبلاد التونسيّة، تحوّل قصر الوردة إلى مقرّ عام لقيادة قوات الاحتلال. وتلاشى الاعتناء بهذا المعلم الكبير حتّى إنّه أوشك على التداعي والخراب، خاصّة في فترة وجود الجيش الإيطالي بداخله أثناء الحرب العالمية الثانية; كما زاد انفجار حصل في مخزن الذخيرة في تردي حاله. أصبح القصر بعد ذلك مقرّا للفوج الخامس للمدفعيّة ثم الفوج 62 من نفس السلاح إلى حدود نوفمبر 1942. وبعد نهاية الحرب العالميّة الثانية عاد القصر ليُؤْو يَ أفواجا فرنسيّة أخرى إلى حدود الاستقلال 1956.

المتحف العسكري بقصر الوردة

وبعد الاستقلال أحيت الدولة التونسيّة المعلم ورمّمته فعاد كأّجمل ما يكون، وعند نهاية أشغال الترميم أقامت به متحفا عسكريا وطنيا فتح أبوابه للعموم يوم 24 جوان 1989.