قصر النجمة الزهراء للموسيقى العربية والمتوسطية

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

يعتبر قصر النجمة الزهراء أو كما يصطلح على تسميته سابقا قصر البارون ديرلنجي من أبرز المعالم التي اجتمعت فيها مظاهر تأثير ونزعات فنيّة ومعمارية مختلفة، خاصة منها التأثيرات الأندلسية والمغربية والتركية والايطالية والمشرقية، إضافة إلى كونها في جوانب مختلفة منها امتدادا للعمارة التونسية في أصالتها وانفتاحها. يُوجد قصر النجمة الزهراء بضاحية سيدي أبي سعيد الباجي وهي المسمّاة سابقا بربوة المنار. وقد كان البارون ديرلنجي يتردّد على البلاد التونسية منذ سنة 1902 فاشتدّ إعجابه بضاحية سيدي بوسعيد التي لاءمت حالته الصحية فاقتنى هناك دارا سنة 1909, وهي التي تعرف حاليا بالبلفدير، وكانت هذه الدار تحتوي آنذاك على طابق سفلي فقط. ونظرا إلى شدّة إعجاب البارون ديرلنجي بتلك الربوة المطلّة على البحر ونتيجة لتأثّره بنمط العمارة التقليدية العربية قرّر بناء قصر حذو داره. وابتدأت الأشغال سنة 1911 لتتواصل عشر سنوات كانت ضرورية لاقامة تلك البناية البديعة التي صمّم مثالها الهندسي البارون نفسه. وإضافة إلى العمّال والحرفيين التونسيين نقش على الجصّ متخصّصون من المغرب وقام عملة فرنسيون وإيطاليون بأعمال أجهزة التدفئة والاضاءة وتجهيز بيوت الاستحمام.ويبدو أنّ المثال الذي وضعه البارون لهذا القصر مستمدّ من تيّارات فنيّة ومعمارية مختلفة استطاع ضمّها في نموذج موحّد.ويكون دخول هذا القصر عبر بوّابات ثلاث رئيسة.

  • بوّابة في الجهة الغربية;
  • المدخل الرئيس الذي يوجد في الناحية الشرقية;
  • مدخل كان سابقا يستعمل بكثرة فتح انطلاقا من غرفة كانت توجد على يسار الداخل بالسقيفة الثانية في المنزل الأوّل "البلفدير".

ويحتوي هذا القصر على طابقين، سفلي وعلوي، كما يحتوي على غرفة كبيرة مذهّبة، وغرفة شرقية تسمّى الغرفة الزرقاء وصحن مستطيل الشكل وغرفتين صغيرتين واحدة زرقاء وأخرى مذهّبة وحمام تقليدي وصحن ثالث مربّع الشكل وغرفة مكتبة وغرفة شرقية وصحن مربّع الشكل في الطابق الأسفل. وفي القسم الأعلى الفاصل بين الصحنين المربّع والمستطيل توجد نقيشة جصيّة بتوقيع محمد البناني، وهو نفسه الذي وقّع على نقيشة أخرى تعلو الباب المؤدّي إلى السقيفة الخارجية بها شعر مطلعه (كامل) :

قصر مشيد واسع الأركان
جمع المحاسن والمنى بأمان

أمّا أبرز الغرف فالغرفة المخصّصة للموسيقى، وهي تفتح على الصحن في جداره الشمالي ولها تصميم يشابه تصميم الغرف الموجودة ببعض دور وقصور مدينة تونس، ولها من الطول 14م. وقد كسي كامل جدران الغرفة (إلى مستوى 3 / 4 من ارتفاعها) بلوحات رخامية بيضاء اللون، ويفصل الواحدة عن الأخرى شريط رخامي أسود اللون على حين زُخرف القسم الأعلى للجدران بنقوش جصيّة يفصلها عن الرخام الأبيض شريط آخر رخامي يميل لونه إلى الاحمرار. وهي تختلف في نماذج زخارفها عن بقية النقوش الموجودة بالقصر، وقد حلّيت بعض الأقسام الغائرة منها. وبعد أن حوّل هذا القصر مجدّدا إلى مركز للموسيقى العربية والمتوسطية سنة 1991, أنشئ به متحف ومعرض خاص بالالات الموسيقية القديمة وعلى الأخصّ الشرقية منها، كما يحتوي هذا المتحف معدّات وآلات وتحفا وزرابي ونقائش وسروجا تعود إلى أزمنة مختلفة من تاريخ الحضارة العربية الاسلامية. ومن الاحداثات المهمّة الأخرى التي أنشئت بقصر النجمة الزهراء للموسيقى العربية والمتوسطية:

  • الخزينة الوطنية للتسجيلات الصوتية، ومهمّتها الجمع والمعالجة الوثائقية مع نقل الأرصدة الخارجية والتبادل ثمّ الحفظ والترميم ثمّ الاصدارات.
  • المكتبة
  • قسم الدراسات والبحوث
  • قسم التنشيط والبرمجة
  • ورشة صنعالالاتالموسيقية